قال متطوعون يوم الأحد إن المطابخ المجتمعية التي كانت تطعم آلاف السكان المحاصرين في مدينة الفاشر بالسودان قد أغلقت بعد نفاد الطعام، مما أثار مخاوف من كارثة إنسانية متفاقمة في عاصمة شمال دارفور.
ويعيش سكان المدينة تحت حصار مشدد فرضته قوات الدعم السريع منذ 1445هـ (إبريل 2024م)، بينما فاقمت الاشتباكات المستمرة من حدة النقص الحاد في الإمدادات. وقد حذرت منظمات الإغاثة المحلية والدولية مرارًا من مجاعة وشيكة إذا لم تُنشأ ممرات آمنة للمساعدات.
قال مشرف على أحد المطابخ، الذي كان يقدم وجبات يومية لأكثر من ثلاثة آلاف شخص، إنهم لم يتمكنوا من العمل يوم الأحد.
وأضاف في حديثه لصحيفة «سودان تربيون»: «لا توجد لدينا أي إمدادات غذائية متاحة في المدينة»، مشيرًا إلى أن «جميع المحاولات لتأمين إمدادات جديدة قد فشلت تمامًا».
وقد سرعت الهجمات الأخيرة التي شنتها طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع من انهيار إمكانية الحصول على الطعام. وأفاد أحد المتطوعين بأنه خلال الأسبوعين الماضيين قصفت الطائرات المسيّرة الأسواق البديلة التي كان يعتمد عليها السكان، بما في ذلك سوق محطة «أبو قرون». كما دُمّرت عشرات المتاجر الصغيرة، مما أدى إلى شبه انهيار كامل في ظروف المعيشة.
في الأسابيع الأخيرة، نشرت قوات الدعم السريع طائرات مسيّرة قادرة على اختراق الملاجئ تحت الأرض التي بنتها القوات المسلحة والقوات المتحالفة معها، مما زاد من إحكام قبضتها على المدينة ومكّن قواتها من التقدم إلى أحياء جديدة.
وصوّر بيان صادر عن تنسيقية لجان مقاومة الفاشر وضعًا اقتصاديًا قاتمًا، مشيرًا إلى أن سعر كيس الـ«أمباز» — الذي كان يُستخدم سابقًا كعلف للحيوانات وأصبح الآن غذاءً أساسيًا — قد وصل إلى مليوني جنيه سوداني وسط ندرة شديدة.
وجاء في البيان: «لقد تجاوزت الكارثة الإنسانية في المدينة حدود الاحتمال»، مؤكّدًا أن معظم المطابخ قد أُغلقت بعد عجزها عن شراء حتى الـ«أمباز»، فضلًا عن الذرة أو الأرز.
ودعت اللجان إلى «تدخل عاجل من الهيئات الإنسانية والدولية لإنقاذ الأرواح المتبقية»، ووصفت الوضع بأنه «مؤشر خطير على تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية».
وشنت قوات الدعم السريع حملة منهجية لتهجير السكان قسرًا من خلال تدمير البنية التحتية الحيوية، وشملت الحملة تسوية أسواق الفاشر الرئيسية ومرافقها الصحية ومصادر المياه ودور العبادة.
سودان تربيون.
اترك تعليقاً