«أفضل أن أشعر بالملل في البيت على أن أكون في خطر»: نساء مسلمات يغيّرن سلوكهن في الأماكن العامة بسبب الهجمات العنصرية في أستراليا

60b58c42 a375 4e96 800f

منذ أن اختبرت الإسلاموفوبيا في قطار بسيدني، أصبحت سارة الزعبي متيقظة للغاية أثناء تنقُّلها في وسائل النقل العام. في عربة القطار المهجورة، كان رجل أمامها قد فَكّ سحاب بنطاله ووضع يديه أسفل سرواله، همس بشعارات تتضمّن كلمات مثل “إسلام” و “مسلمة”.
تذكّرت الزعبي (حين كانت في السابعة عشرة) كيف صُدمت وشعرت بالارتباك:

“كنت أفكر: ‘هل هذا ما ظننتُه؟ هل هذا ما حدث لي؟’”

منذ ذلك الحين، تغيّرت طريقة تنقلها:

“لم أعد أضع سماعات الأذن، ولا أستخدم هاتفي على العلن، أكون يقظة بالكامل بما حولي.”

تقول: “أعلم أن الأمر يجعل التنقّلات مملة أكثر، لكن أفضل أن أكون أعيش الملل على أن أكون في خطر.”

الاستهداف المتكرر للنساء المسلمات

وفقًا لبيانات من سجل الإسلاموفوبيا في أستراليا (IRA)، تمثّلت النساء والفتيات في 75٪ من الحوادث التي تم الإبلاغ عنها.

الحوادث الموثّقة تشمل شد الحجاب، البصق عليهن في الأماكن العامة، والتنابز بالألفاظ المسيئة.

نورا أماث، المديرة التنفيذية لـ IRA، تقول إنه منذ 2014، على الأقل 70٪ من التقارير تأتي من نساء.

وقد لاحظوا ارتفاعًا بنسبة 530٪ في عدد الحوادث منذ 7 أكتوبر 2023، عند اندلاع التصعيد الإسرائيلي-الفلسطيني، وهو ما ارتبط بتزايد الإسلاموفوبيا في أستراليا أيضًا.

تجارب شخصية أكثر وضوحًا

مريم توهامي، معلمة وناشطة ترتدي الحجاب، تعرضت لحادث في متجر في بانكوستون، غرب سيدني: بينما كانت تتصفّح مع ابنتها ذات العشر سنوات، شاهدت فجأة صناديق الأقلام تُلقى عليها، ثم قامت امرأة بتوجيه حركة قطع الحلق (إشارة إلى قتل)، وبدأت تردد عبارات مهينة ضدها بناءً على ارتداءها للحجاب.

في فيديو الحادثة، المرأة تُسمع وهي تقول بعض العبارات مثل “سب الله تعالى”، وهو تعبير مهين جدًا، وربطة بأنّ مظهرها الإسلامي (الحجاب) كان سببًا في استهدافها.

تخبر توهامي أنها لم تردّ لأن السلامة كانت أولوية.

عندما تواصلت مع الشرطة، قيل لها إنه لم يُحضر رجال لأن الحالة لم توصف بأنها “خطيرة على الفور”. لاحقًا، تم توجيه اتهامات لامرأة بالتصرف بطريقة تهديدية علنيًا على أساس الدين، والإساءات العامة، والتخويف.

كيف تؤثر هذه الحوادث على حياة النساء المسلمات؟

بعض النساء يقولن إنهن يبتعدن عن التسوّق أو الخروج وحدهن، أو اختيار الأماكن التي يعتقدن أنها أكثر “أمانًا”.

أوقات الخروج، مسارات المشي، حتى اختيار الأماكن في المحلات تختلف بناءً على «ما إذا كان شخص ما سيراهن على تنمر أو استهداف».

تفيد التقارير أن نُدرة البلاغ عن الحوادث هي انعكاس لعدم الثقة بالمؤسسات: فقط حوالي 18٪ من الذين يبلّغون في السجل (IRA) يبلغون الشرطة أو جهات رسمية أخرى.

البُعد الجنساني للاسلاموفوبيا

تستخدم الكاتبة إمّا “الإسلاموفوبيا الجندرية” لوصف أنماط العداء التي تستهدف نساء المسلمات ليس فقط بسبب دينهن، بل أيضًا كمحاولة للسيطرة أو إهانة.

عندما يُستهدف الحجاب، قد يُعتقد (خطأ) أن الفاعل “ينقذها” من القمع الظاهر، لكن في الحقيقة يُهينها بتعاطٍ مشوَّه مع حريتها وكرامتها.

رغم أن التقارير تشير إلى تصاعد عدد الحوادث، لكن الباحثين يقولون إن الأرقام قد تكون “تقديرًا متدنيًا جدًّا” بسبب الصمت أو الخوف من البلاغ.

النساء المسلمات يُطالبن بأن تُعامل المظاهر الدينية كجزء من التنوع الطبيعي دون أن يكون سببًا لتهديدهن أو مضايقتهن في حياتهن اليومية.

هذه المعطيات نشرتها صحيفة الغارديان في مقال بتاريخ 22 سبتمبر 2025 عن تصاعد الهجمات العنصرية ضد النساء المسلمات في أستراليا، وكيفية تأثير ذلك على حياتهن اليومية. التقرير أبرز تجارب نساء اضطررن إلى تعديل سلوكهن في الأماكن العامة بسبب الخوف من الاعتداءات أو المضايقات.

ردود الفعل والتعليقات من القراء

  1. أحمد، سيدني:
    “أنا لا أفهم كيف يمكن لأحد أن يكون عنصريًا بهذا الشكل في القرن الحادي والعشرين. هذه ليست حرية التعبير، هذه جريمة ضد الإنسانية.”
  2. فاطمة، ملبورن:
    “كنساء مسلمات، نعيش في خوف يومي. هذه الحوادث تؤثر على أطفالنا أيضًا. لا أستطيع أن أرسل ابنتي وحدها إلى المدرسة كما أريد.”
  3. ليلى، بريسبان:
    “الناس لا يفهمون أن سلوكنا اليومي يتغير بسبب الخوف، ليس بسبب اختيار شخصي. نُجبر على الاختباء وراء الحجاب أحيانًا، أو تجنب بعض الأماكن.”
  4. محمد، سيدني:
    “كمجتمع، علينا أن نطالب بحماية النساء المسلمات من الاعتداءات الكلامية والجسدية. القانون وحده لا يكفي، يجب وجود وعي عام.”
  5. آمنة، أديلايد:
    “أشعر بالغضب والحزن في نفس الوقت. أن تكون مسلمة في الأماكن العامة أصبح تحديًا يوميًا. أرجو أن يرى الناس أن هذه الهجمات تؤثر على حياتنا بأكملها.”
  6. نور، سيدني:
    “هذا المقال يصف الواقع بشكل دقيق. أنا أيضًا أغير روتيني ومساراتي خوفًا من التعرض للهجوم بسبب حجابي. لنكن صادقين، هذا أمر يجب أن يتغير.”

في الختام

الحوادث المستمرة ضد النساء المسلمات في أستراليا تعكس تحديًا حقيقيًا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. النساء يطالبن بحماية قانونية واجتماعية، ومجتمع واعٍ يمكنه الحد من الهجمات العنصرية. التقرير يظهر أن التغيير لا يكون فقط على المستوى القانوني، بل أيضًا عبر وعي المجتمع وتثقيفه، لضمان أن النساء المسلمات يعيشن حياة آمنة ومطمئنة دون خوف أو تمييز.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا