تتصاعد في الآونة الأخيرة اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على بلدات وقرى الضفة الغربية، في مشهد يعكس واقعًا يوميًا يعيشه الفلسطينيون بين القلق والخوف والتهديد المستمر.
فمع ساعات الليل والنهار، يتعرض السكان لهجمات مباغتة تتنوع بين اقتحام القرى، وحرق الحقول الزراعية، والاعتداء على البيوت والمركبات، بل وحتى إطلاق الرصاص أحيانًا. وترافق هذه الاعتداءات في كثير من الحالات بحماية من قوات الاحتلال أو بغض طرفها، ما يفاقم من معاناة الأهالي ويجعلهم في مواجهة مفتوحة بلا حماية.
يقول أحد المزارعين من قرية قرب نابلس: “لم نعد نعرف إن كنا سنعود من أرضنا سالمين، المستوطنون يهاجموننا ونحن نحاول فقط زراعة أرضنا.” فيما يشير ناشط محلي إلى أن الاعتداءات الأخيرة استهدفت بشكل خاص مواسم الزيتون، التي تشكّل مصدر رزق أساسي لمئات العائلات الفلسطينية.
ورغم الشكاوى المتكررة إلى المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، إلا أن هذه الاعتداءات تتكرر بوتيرة متصاعدة، مما يطرح تساؤلات جدية حول غياب المحاسبة واستمرار سياسة الإفلات من العقاب.
وفي ظل هذه الظروف، يعيش أهالي الضفة حالة من الاستنزاف النفسي والاقتصادي، بين خسارة أراضيهم وممتلكاتهم من جهة، والقلق على حياتهم وأطفالهم من جهة أخرى.
ويبقى السؤال: إلى متى سيظل الفلسطينيون في الضفة الغربية يواجهون عنف المستوطنين وحدهم، في ظل غياب حماية دولية فعلية؟
اترك تعليقاً