في تقرير صادم يعكس عمق المأساة الإنسانية في قطاع غزة، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن مراكز توزيع الغذاء التي تديرها مؤسسة “غزة الإغاثية” أصبحت مواقع قتل مُدبّر بحق المدنيين الفلسطينيين، مطالبة بتفكيك البرنامج وإعادة الإشراف الأممي الكامل على آلية توصيل المساعدات.
تحليل ميداني يكشف «العنف الموجه»
أوضحت المنظمة، في بيان رسمي، أن تحليل البيانات في عيادتين تابعتين لها داخل غزة كشف عن:
- عنف موجه ضد المتواجدين في مراكز توزيع الغذاء.
- إطلاق نار عشوائي من قبل القوات الإسرائيلية ومتعاقدين أمريكيين.
- وقوع ضحايا من الجوعى الذين كانوا يصطفون في طوابير انتظار الخبز والمعونات.
وجاء في البيان: “ما يحدث في مواقع توزيع الغذاء هو ليس فشلًا إنسانيًا، بل استهداف ممنهج لمن هم في أمسّ الحاجة.”
من مركز إغاثة… إلى ساحة إعدام
تُشير الشهادات إلى أن هذه المراكز التي يُفترض أن تكون ملاذًا للنازحين تحوّلت إلى فخاخ مميتة، إذ يتم استدراج الجوعى إلى مناطق محددة، ثم يُطلق عليهم الرصاص أو يتم قصفهم بشكل مباشر.
واعتبرت المنظمة أن ذلك يشكل جريمة حرب متكاملة الأركان، داعية إلى: تفكيك برنامج مؤسسة غزة الإغاثية فورًا.
استخدام التجويع كسلاح حرب
منذ بداية العدوان الأخير، وثّقت منظمات إنسانية دولية استخدام التجويع كسلاح ضغط منهجي ضد غزة:
- منع دخول الغذاء والدواء.
- قصف مخازن الإغاثة والمخابز.
- تدمير شاحنات المساعدات.
- استهداف مباشر للمدنيين المتجمعين للحصول على الطعام.
أما الآن، وبحسب «أطباء بلا حدود»، فقد تطوّر المشهد من الحصار إلى القتل تحت غطاء المساعدات.
أين المجتمع الدولي؟
حتى اللحظة لم تُصدر الأمم المتحدة أو أي جهة دولية كبرى بيانًا رسميًا حول التقرير، وسط غضب شعبي عربي ودولي على وسائل التواصل الاجتماعي، واتهامات صريحة بتورط أمريكي في عمليات التغطية أو المشاركة في استهداف المدنيين.
حين يصبح الخبز مصيدة
ما يجري في غزة لم يعد مجرد قصف، بل تحوّل إلى إبادة مموهة بأغطية إنسانية. أن تُجَوَّع، ثم يُطلق عليك النار وأنت تبحث عن رغيف خبز، فهذه جريمة مزدوجة لا تسقط بالتقادم.
تبقى غزة صامدة… لكن العالم مطالب اليوم بأن يسأل: من يحوّل طعم الطحين إلى طعْم الدم؟ وحتى تُحاسَب هذه الجرائم، ستبقى المقاطعة، والوعي، والصبر، والإعداد، والمحاسبة الشعبية هي الأسلحة المتاحة بيد الشعوب المسلمة.
اترك تعليقاً