غزة – منذ أشهر، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يحصد الأرواح بلا توقف. صور الأطفال تحت الركام، والمستشفيات المحترقة، والجثث المكدسة في الشوارع، أصبحت المشهد اليومي لأكثر من مليوني إنسان محاصر. هذه الممارسات الوحشية دفعت كثيرين للقول إن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز، في دمويته واستمراريته، أبشع ما ارتكبته النازية والفاشية عبر التاريخ.
إبادة بطيئة أمام العالم
على مدى ما يقرب من سنتين من القصف المتواصل، تحولت غزة إلى مدينة أشباح. أحياء كاملة مُسحت من الوجود، عشرات الآلاف من الشهداء -كما نحسبهم- والجرحى، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية. وحتى المرافق الإنسانية، من مدارس ومستشفيات وملاجئ تابعة للأمم المتحدة، لم تسلم من القصف.
تجويع وحصار خانق
النازية والفاشية مارستا الحصار كسلاح حرب، لكن ما يجري في غزة فاق ذلك بكثير. فالقطاع يعيش تحت حصار شامل منذ 18 عامًا، اشتدّت قسوته في الحرب الحالية حتى وصل حدّ منع الغذاء والدواء والماء والوقود، ما تسبب في مجاعة تهدد حياة مئات الآلاف، خاصة الأطفال.
استهداف منظم للمدنيين
التوثيقات القادمة من غزة تظهر استهدافًا مباشرًا للمنازل السكنية وطواقم الإسعاف والصحفيين. هذه السياسة ليست نتيجة “أخطاء” عسكرية، بل هي نهج ممنهج لإرهاب السكان ودفعهم نحو النزوح أو الموت.
قتل الصحفيين… إسكات الحقيقة
لم يسلم الصحفيون من آلة القتل الإسرائيلية، بل كانوا هدفًا مباشرًا منذ الأيام الأولى للعدوان. مئات الصحفيين والمصورين والمراسلين قُتلوا أو أُصيبوا أثناء تغطية الأحداث، في محاولة واضحة لطمس الحقائق ومنع العالم من رؤية الجرائم المرتكبة بحق المدنيين. إن استهداف الإعلاميين بهذه الطريقة يعد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية، ويكشف خوف الاحتلال من الحقيقة أكثر من أي شيء آخر.
غياب الردع الدولي
الفرق الأبرز بين ما يجري في غزة وما جرى في عهد النازية والفاشية هو أن تلك الأنظمة واجهت تحالفًا عالميًا لإسقاطها، بينما يحظى الاحتلال الإسرائيلي بدعم سياسي وعسكري من قوى كبرى، ما يمنحه حصانة من المحاسبة وحرية مطلقة للاستمرار في جرائمه.
غزة اليوم هي الشاهد الحي على أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بتكرار فظائع النازية والفاشية، بل تفوق عليها في طول مدة الإجرام واتساع نطاقه، وسط صمت عالمي يرقى إلى التواطؤ، وإصرار على إسكات صوت الحقيقة بقتل من ينقلها.
اترك تعليقاً