أفاد ناشطون في مدينة الفاشر المحاصرة في السودان بوقوع وفيات جراء الجوع يوم السبت، محذرين من أن النقص شبه التام في الغذاء بسبب الحصار المطوّل الذي تفرضه قوات الدعم السريع شبه العسكرية قد أصبح “مأساة إنسانية حقيقية”.
وقال مجلس تنسيق غرف الطوارئ في شمال دارفور، وهو كيان ناشط محلي، في بيان: “نؤكد ببالغ الأسى أننا نشهد وفيات بسبب الجوع وسوء التغذية”.
ويأتي هذا التحذير بعد تقييم صادر عن الأمم المتحدة في 8 يوليو أظهر أن 38% من الأطفال دون سن الخامسة في مواقع النزوح بالمدينة يعانون من سوء تغذية حاد.
وقد اختفت السلع الأساسية من الأسواق، مما أجبر السكان اليائسين على أكل “الأمباز” – وهو بقايا ناتجة عن عصر الزيت ويُستخدم عادة كعلف للحيوانات – من أجل البقاء، وفقًا لتقارير عدة من ناشطين ميدانيين.
وقال المتطوع محمد الرفاعي لصحيفة “سودان تريبيون” إن المطابخ المجانية التي كانت تقدم وجبات لآلاف الأشخاص اضطرت إلى التوقف عن العمل بعد نفاد مخزونها تمامًا.
أدت الأزمة إلى زيادة كبيرة في أسعار الغذاء. فقد قال أحد التجار في سوق نيفاشا بمخيم أبو شوك لصحيفة “سودان تريبيون” إن كيسًا واحدًا من الدخن، وهو غذاء أساسي محلي، بيع يوم السبت بمبلغ 4.2 مليون جنيه سوداني (حوالي 1750 دولارًا). وتوقع أن يختفي هذا الغذاء الأساسي تمامًا في غضون أيام.
وبحسب تقارير محلية، فإن قوات الدعم السريع تحاصر عاصمة شمال دارفور منذ 1445هـ (أبريل 2024م)، حيث نشرت مقاتليها على جميع طرق الوصول لمنع وصول المساعدات والسلع التجارية. ويواجه سوق نيفاشا، وهو واحد من الأسواق القليلة التي ما زالت تعمل جزئيًا، قصفًا يوميًا أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.
ودعا مجلس الطوارئ إلى تدخل دولي عاجل، مؤكدًا أن “كل تأخير يعني مزيدًا من المعاناة وفقدان الأرواح البريئة”، محملًا المنظمات الإنسانية “مسؤولية أخلاقية وإنسانية” للتحرك قبل فوات الأوان.
سودان تربيون.
اترك تعليقاً