تعتبر الحرب السيبرانية في زماننا هذا من أخطر الحروب بعد الحرب العسكرية لأنها بمثابة الظهير المساند لتلك الحرب، وأصبحت الحرب السيبرانية مع مرور الأيام من أساسيات الحروب الحديثة لأنها تؤدي إلى تحقيق الأهداف بشكل أسرع، فلو اقتصرت استراتيجية الحرب على الجانب العسكري فقط، فلا يؤدي ذلك وحده إلى الوصول للنجاح المأمول من الحرب وفرض الإرادة على الخصم عبر إخضاعه، فلابد من التكاملية في الإستراتيجية الحربية للوصول لتحقيق الأهداف المُخطط لها التي تهدف إلى تحقيق الانتصار على الخصم في النهاية.
وتكمن خطورة الحرب الإلكترونية في أمرين:
- الأول وهي التأثيرات الشديدة التي تسببها في إضعاف إرادة الكتلة الحرجة في الصمود،
- ثانيا وهي الفعالية الاستباقية التي تتسبب في شلل المنظومات الأساسية للدولة المستهدفة.
فتعتمد السيبرانية كحرب على التشويش على الخصم لإضاعفه ميدانيا وأمنيا وإرباك حساباته، وتدمير جبهتة الداخلية التي تعتبر عصب قوة الدولة، فلو تعرضت الجبهة الداخلية للتآكل لانفرط عقد الدولة تباعا، كما تهدف هذه الحرب إلى اختلاق الأزمات الداخلية العميقة داخل المجتمعات، عبر التوجية المقصود، بقصد التفتيت لمكونات الحاضنة الشعبية لتدمير الروح المعنوية لدي هذه الحاضنة كي لا تقوى على الصدام مع العدو الخارجي أو مواجهتها للغزو المحتمل.
والسبب في فعالية الحرب السيبرانية أنها تعتمد على التأثير النفسي المتعلق بمخاطبة العقل البشري، وذلك عبر رسائل إلكترونية جاهزة أُعدت مسبقا، فيتعاطى معها المستهدف ما يؤدي إلى انعكاسها على سلوكاته وتصرفاته بل وتفكيره.
الهجمات السيبرانية لو استخدمت بشكل دقيق واستثمرت جيدا فإن تأثيرها فعال جدا في تدمير الدول لأنها تعتمد بالدرجة الأولى على الضربات المقصودة المتتالية التي تستهدف جسم الدولة، ونقصد بالجسم هي القطاعات المركزية المكونة للدولة المستهدفة، والمُحَافِظَة على كيانها السياسي.
فالهجمات السيبرانية غالبا تستهدف المنظومات الأكثر فعالية في الدولة ومنها:
- السيرفرات الحكومية المركزية.
- أنظمة الرقابة والتجسس.
- البنوك الحكومية والخاصة المرتبطة بالدولة.
- تطبيقات الدولة والتواصل الداخلية.
- البنية التحتية للطاقة والماء.
- منظومة البريد الرسمي والأرشيف القضائي.
- التلفزيون الرسمي.
تكتيكات الحرب السيبرانية الذكية
- تكتيك الإغراق: إغراق المواقع الحكومية الهامة بهجمات DDoS. النتيجة: تعطيل مؤقت لمواقع الدولة
- تكتيك نشر برامج تجسس Malware داخل تطبيقات شهيرة. النتيجة: مراقبة الاتصالات بين عناصر النظام.
- تكتيك Deepfake: تزوير مقاطع صوتية أو فيديو بصوت وصورة مسؤولين. النتيجة: خلق تشققات داخل النظام.
- تكتيك تسريب جرعات من الوثائق الأمنية Data leaks. النتيجة: تحفيز انتفاضة رقمية داخلية.
نتائج الهجمات السيبرانية الهدامة
- ضرب الثقة الداخلية بين القيادة السياسية والعسكرية من جانب والشعب من جانب أخر.
- أزمات شاملة في المدن يؤدي إلى الاحتقان ويتلوه مظاهرات ثم قمع من الحكومة وهذه أساسيات تغذية الثورة الشعبية.
- خلق صراع داخلي في هرم النظام بين المكونات السياسية المتنوعة، وبين الشعب بطبقاته.
- تفجير نفسي داخلي للجمهور وإثبات أن النظام مكشوف.
- تجييش الشعب ضد أجهزته العسكرية، والأمنية، تمهيدا للصدام المباشر بين الطرفين.
اترك تعليقاً