لاشك بأن ترامب اللعين يدعي الألوهية في واقع الحال، وهو يقترب من التصريح بهذا في المقال، وهي درجة متقدمة من الكبر والعمى الذي يسبق انتقام الرب الجبار، لاسيما وأن الطاغوت بات يصرح بالقول والفعل ويقول ما أريكم إلا ما أرى، وليس لديكم أمام أحكامي ورغباتي أي حق في الاختيار!
إن ما ينتظر حكام أمريكا وإسرائيل والغرب المجرم أصنافا من عذاب وانتقام الرب الله المنتقم الجبار، وهي أضعاف مهولة عن انتقام الله الذي رأيناه بأم أعيننا، ونزل على رأس حزب الشيطان في لبنان وحل على هرمه الذي بات يتهاوى اليوم كالذباب في طهران.
لن يحدث شيء كهذا في أمريكا وذراعها التنفيذي الحقير إسرائيل، بل إن ما سيحيق بهما رعب وانتقام تشيب له الولدان، يوازي حجم جرمهم الذي لم يجرؤ عليه ويقرتفه إلا فرعون الزمان.
خاب وخسر من ظن أن مدبر الكون العظيم لن ينتقم بعدله من المجرمين – ترامب الرجيم وإسرائيل وملالي إيران وحكام العرب الأنجاس- وهو الذي وعد خلقه سبحانه وقال: إنا من المجرمين منتقمون.
والسؤال المطروح علينا اليوم كمسلمين هو: ما هو موقف المسلم أمام البطش والاستكبار العالمي الذي تربعت على عرشه الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وتوجته بكبرها وعجرفتها وحماقتها الحشرة البرتقالية ترامب؟
الجواب يكمن في الاتباع لهدي القرآن وسيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، والاعتبار بسير الأنبياء والرسل والمصلحين التي وردت سيرهم في القرآن ونزل بها جبريل الأمين عليه السلام للاهتداء والاقتداء وليست للتسلية والاطلاع.
ترامب الإنس الرجيم فتنة للمؤمنين!
إن ترامب الرجيم اختبار رباني عظيم وفتنة للمسلمين سيميز الله به الخبيث من الطيب، ويفرز الثابتين على الصراط المستقيم عن الذين يعبدون الله على حرف، ويفضح المنافقين ويعري شركاء الشياطين، حتى تنقشع الدنيا -بعد فتن كقطع الليل المظلم- وتظهر الطائفة المنصورة التي لا تحيد عن الحق ولا تخصع للظالمين، ولا تصطلح مع الطواغيت وشياطين الإنس الرجيم، حتى لو كان اسمها أمير المؤمنين، ورسمها رعاة القدس أو خدم المسجد الحرام.
إن الثبات والاستقامة هو خيار الأنبياء والمصلحين ومن سار في دربهم على صراط واع عاقل مستوعب وحكيم، وهو ما يجب علينا كموقف وسلوك في حقبة علو اليهود والصليبيين المتصهينين، واستعلاء منظومات الكفر والظلم التي تحارب الله ودينه وعباده، وبنفس الوقت تسبب المشقة للعالمين.
من المستهدف في مشروع الاجتثاث الطاغوتي في القرن 21؟
لاشك بأن الأجيال الحالية ستعيش واقعا موجعا ينتقل من بلد إلى أخر مستهدفا الجغرافيا الثقافية الإسلامية والرصيد الاسلامي القائم في الشعوب، وما تبقى منه في الاقتصاد والسياسة والعسكر.
وقد أشرت قبل عامين أن أمريكا قادمة ليحل الأصيل في مكان الوكيل -بعد العبث الأمريكي الإيراني في ثورات الربيع العربي وادارتها بشكل كاهن ورجيم-، ويعيد ترتيب أوضاع المنطقة وفق تصور فرعون العصر الحالي، كما أكدت مع اطلاق محارق الطوفان الأمريكي بعد عملية 7 أكتوبر، أن غزة وفلسطين ستكون النافذة الأمريكية لدول المنطقة بهدف تغيير أوضاعها، وهو ما دعاني في الأسبوع الأول لاقتراح حلول عديدة -بعضها قاس- لتقطع الطريق أمام البلدوزر الأمريكي، فما كان من بعض إخواني -إخوانا وسلفيين- إلا أن قاموا وشهر بعضهم بي قائلين: لا تسمعوا لمن قال لكم أن أمريكا ستنفذ من غزة لترتيب أوضاع المنطقة وفق تصور يتجاوز ارث سايكس وبيكو!
أعود وأقول من جديد إن أمريكا قد كشفت بشكل جلي عن مشروعها في جز عشب المنطقة العربية والاسلامية لصالح هيمنه المشروع الصليبي المتصهين، والذي يستخدم إسرائيل كذراع متوحش ومتقدم واليهود كحطب رخيص، يرسم قدر أجياله وهلاكهم بفعله!
والسؤال يقول أمام هذا الواقع الصعب كيف يكون السبيل؟ وجاء دور العلماء ورثة الأنبياء.
إن الحقبة الحالية التي يعيشها المسلمون بكل ما فيها من مخاطر وتحديات ولوثات توسعت في عقول ومناهج البشر، تستحق بعث ونبوة غير أن الله ختمها وجعل بعدله ورثة الأنبياء الذين يقومون بدور الرسل في بيان الحق ولا يرثون مكانتهم أو يتصفون بالعصمة الربانية.
لقد جاء دور العلماء اليوم ليحفظ الأمة على الصراط ويمنع تحريف الدين وتبديل فهم نصوص القرآن وتمييع وجوب اتباع السنة، لاسيما وأن الخوف من بطش المشروع الصهيوصليبي اليوم قد تسبب في بروز أفهام جديدة، حيث بات من يفسر القرآن في بعض الأحيان هو سايكس ومن يحدد أشكال الأخذ بالسنة هو بيكو، وذلك على أرضية تعامي بعض الدعاة عن حقيقة الأمة الحاضرة والواعدة، لما في ذلك التناول من تحد حقيقي لمشاريع الطاغوت الإنس الرجيم.
تحرير العلماء واجب الوقت!
إن تحرير العلماء أمر لازم لتحقيق الدور المنوط بهم وإذا كانت السعودية هي مقصلة العلماء المصلحين فإن قطر هي أكبر ماكينة أمريكية لتمييع الحركات والمشاربع الإسلامية، فكيف ننقذ العلماء؟
مضر أبوالهيجاء جنين- فلسطين 18/6/2025
اترك تعليقاً