الصراع بين إيران والكيان الإسرائيلي: ما دور الذكاء الاصطناعي في مثل هذه الصراعات؟

WhatsApp Image 2025 06 14 at 19.38.33 b14331fb

نتابع معكم في جولة سريعة، كيف يمكن إستخدام الذكاء الاصطناعي في تحقيق تقدم على الخصوم، وما يخفى على أحد ما نراه يومياً من تطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، ومما لا شك فيه دخوله في الجانب العسكري والصراع بين الأطراف.

ما يميز الذكاء الاصطناعي عن باقي التكنولوجيات هو القدرة على تحليل كميات ضخمة من البيانات والصور في وقت وجيز مع إتاحة معرفة نهائية تسمح بأخذ قرارات قد تكون حاسمة في نهاية المعركة مبكراً، ولذلك يلجأ إليه الجيش – وخصوصاً خطوط الدفاع – في تحليل بيانات هائلة وصور للأقمار الصناعية والمعلومات السرية لشن أي هجوم أو صده من قبل الطرف الاخر.

وفي ضوء التصعيد الأخير خلال 13–14 يونيو 2025، تحول النزاع بين إسرائيل وإيران من مواجهة بالوكالة إلى صدام مباشر، مما دفع الطرفين إلى الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، تشمل الاستخبارات، التخطيط، التسليح، والدفاع.

1. الاستخبارات وتجميع البيانات

  • استغلت إسرائيل أنظمة ذكاء اصطناعي لتعزيز قدرات المراقبة وتحليل البيانات الضخمة من الأقمار الصناعية، الطائرات المسيرة، ومصادر استخباراتية أخرى.
  • نظام StarLight من إنتاج شركة ELTA الإسرائيلية يُعد مثالًا بارزًا، حيث يقوم بجمع وتنسيق معلومات ISR متعددة وتحويلها إلى رؤية استخباراتية قابلة للاستخدام في تحديد الأهداف بسرعة .
  • مثل هذه الأنظمة مكّنت الاستخبارات الإسرائيلية (مثل مؤسسة الموساد) من التجسس داخل أراضي إيران وإرساء قواعد طائرات مسيرة قبل شن الضربات .

2. إزالة الغموض الاستراتيجي وضرب الدفاعات

  • خلال “عملية Rising Lion” التي شنّت أيام 13–14 يونيو، أستخدمت إسرائيل طائرات مسيرة هجومية صغيرة (loitering munitions) مدعومة بـ AI لاختراق منظومات الدفاع الإيرانية، مثل إطلاق من داخل الأراضي الإيرانية ضد رادارات وصواريخ .
  • ذلك أتاح للأسلحة التقليدية والطائرات المأهولة نفوذًا جوّيًا دون عوائق، مما سمح بغارات جوية واسعة النطاق شملت أكثر من 100–200 موقع بما في ذلك منشآت نطنز وفوردو .

3. استهداف طائرات مسيرة وصواريخ

  • اعتمد النظام الإسرائيلي “Iron Beam” الليزري المزمع، بدعم من الذكاء الاصطناعي، على اعتراض الصواريخ التكتيكية والطائرات بدون طيار بتكلفة منخفضة نسبيًا.
  • خلال الرد الإيراني، أطلقت أكثر من 100 صاروخ وطائرة مسيرة نحو إسرائيل، فاعتمدت منظومات اعتراض مثل “القبة الحديدية” المدعومة بتحليلات AI لتقييم التهديد وتنفيذ التصدي .

4. التخطيط الاستراتيجي والتوصية بالأهداف

  • تستخدم إسرائيل AI لدعم اتخاذ القرار الاستراتيجي من خلال أنظمة مثل “Gospel” و “Lavender”، واللذان يمكنهما تحليل أعداد ضخمة من صور الأقمار والكاميرات والتصنيفات لتوليد توصيات استهداف شبه آلية.
    • Gospel يُحدد المباني والمرافق المحتملة للأهداف.
    • Lavender يتعامل مع تحليل الأفراد وربطهم بأطراف معادية في قاعدة بيانات ضخمة.
  • مثل هذه الأنظمة يمكنها توليد مئات التوصيات يوميًا، مما يسرّع وتيرة الضربات الجوية ويزيد من عدد الأهداف الممكن التعامل معها .

5. المخاطر الأخلاقية والقانونية

  • يدق المنظرون ناقوس الخطر حول مخاطر الانحياز في خوارزميات AI وضعف تحديد هويات المدنيين مقابل المقاتلين، مما قد يؤدي إلى أخطاء كارثية، وخصوصاً وقت التصادم فلا مجال للأخلاقيات.
  • أيضًا، تتزايد المخاوف بشأن “ذاكرة الذكاء” إذ يصعب تتبّع الأخطاء — هل الخطأ من مبرمج أم مسئول إداري؟ .
  • بالاضافة للتحدي الأخلاقي الذي يتطلب وضع معايير مدى الاستخدام وقيودًا وطنية أو دولية وفق مبادئ مثل الشفافية والمساءلة والحياد .

خلاصة

  • بالتأكيد، للذكاء الاصطناعي دور أساسي في النزاع الحالي بين إيران وإسرائيل، إذ يوفر قدرات كبيرة في التحليل، الاستهداف، والدفاع.
  • إلا أن التحديات الأخلاقية والقانونية تحوم حول الاستخدام، وتتطلب الإطار الدولي المناسب لضبط هذه التكنولوجيا في ساحات الحرب.
  • المشهد العسكري في المنطقة يتجه نحو حروب أكثر ذكاءً وأكثر تقنية وأكثر سرعة، مع الحاجة الملحة لضوابط مسؤولة تحفظ حقوق المدنيين وتقيم التوازن بين الكفاءة والإنسانية.

المصادر:

Iron Beam – Wikipedia

Israeli Commandos Attacked Iranian Air Defenses With Drones From Inside The Country: Report

Military applications of artificial intelligence – Wikipedia

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا