قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الخميس إن أكثر من 825 ألف شخص نزحوا داخل سوريا عادوا إلى مناطقهم الأصلية منذ ديسمبر/كانون الأول.
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي كشف فيه استطلاع حديث للاجئين السوريين في المنطقة أن حوالي 75 في المائة من المستطلعين ليس لديهم خطط للعودة في أي وقت قريب.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن التحركات خارج مخيمات النازحين في سوريا لا تزال محدودة، حيث غادر حوالي 80,000 شخص مواقع في شمال غرب سوريا منذ ديسمبر كانون الأول وغادر نحو 300 آخرين مخيم عريشة في شمال شرق البلاد يوم الثلاثاء الماضي.
ولا يزال ما يقرب من مليوني شخص نازحين في الشمال الغربي، ويعيش الكثيرون في مواقع مكتظة وخيام هشة. ومن بينهم أكثر من 615,000 شخص ما زالوا نازحين حديثا في جميع أنحاء البلاد منذ فرارهم من منازلهم بعد 27 نوفمبر/تشرين الثاني.
كان هذا التاريخ بمثابة بداية هجوم كبير من قبل مقاتلي الثورة ضد الجيش السوري والقوات الموالية لنظام الأسد، والذي تمت الإطاحة به بعد حوالي 10 أيام.
أجرى الشركاء إصلاحات طارئة للطرق وشبكات الصرف الصحي التي تضررت من الفيضانات السابقة في الشمال الغربي، بينما يتم حاليا إعادة تأهيل تسعة أسواق بالقرب من مخيمات النازحين.
ومنذ كانون الأول/ديسمبر، تم دعم أكثر من 260,000 طفل في إدلب وشمال حلب بالمدافئ والملابس الشتوية وغيرها من المساعدات، حسبما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. كما تم توزيع مجموعات شتوية على 500 طفل في القامشلي بمحافظة الحسكة.
الأمراض والالتهابات في ازدياد
وخلال الفترة نفسها، نشر الشركاء الصحيون فرقا طبية متنقلة، وقدموا الدعم في مجال الصحة النفسية، وعززوا المرافق بالتدفئة والعزل، ووصلت إلى 800,000 شخص في الشمال الغربي.
ومع ذلك، يحذرون من ارتفاع كبير في الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة، التي تسبب مزيدا من الضغط على القطاع الصحي الذي يعاني من نقص التمويل. أكثر من 100 مرفق صحي في الشمال الغربي نفدت الأموال منذ بداية العام.
كما دق العاملون في المجال الإنساني ناقوس الخطر بشأن النقص في التمويل لعملياتهم لدعم 6.7 مليون سوري حتى مارس. وقد ورد حتى الآن أقل من 10 في المائة من المبلغ المطلوب البالغ 1.2 بليون دولار.
عودة اللاجئين إلى ديارهم
وفي الوقت نفسه، عاد أكثر من 270,000 لاجئ سوري إلى ديارهم منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وجد استطلاع حديث أجرته المفوضية للاجئين السوريين في جميع أنحاء المنطقة أن 27 في المائة من المستجيبين يعتزمون العودة إلى ديارهم خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، مقارنة ب 1.7 في المائة فقط قبل سقوط نظام الأسد.
ومع ذلك، تظهر النتائج أن ما يقرب من ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين ليس لديهم خطط للعودة إلى ديارهم في العام المقبل وبدلا من ذلك ينتظرون ليروا كيف سيتطور الوضع.
يعيش حاليا 5.5 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
العوامل المؤثرة في العودة
تتراوح أسباب تردد اللاجئين السوريين في العودة من نقص السكن أو الوصول إلى ممتلكاتهم، والقلق بشأن الوضع الأمني، وانقطاع الخدمات الأساسية، والتحديات الاقتصادية بما في ذلك نقص فرص العمل.
وتقوم المفوضية وشركاؤها بتزويد العائدين وغيرهم من المحتاجين بالأدوات المنزلية الأساسية، وإصلاح المنازل المتضررة، والمساعدة النقدية الطارئة، والدعم لاستبدال وثائق الهوية المفقودة، والاستشارات النفسية، من بين خدمات أخرى.
وتناشد الوكالة من المجتمع الدولي مزيدا من الدعم لتلبية الاحتياجات الهائلة.
مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)
اترك تعليقاً