التقى نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي ظافر سيراكايا، الأربعاء، مع عبد الرحمن محمد حسين الأمين العام لحزب الاتحاد من أجل السلام والتنمية الحاكم في الصومال، في أنقرة لتوقيع مذكرة تفاهم من أجل تعاون ثنائي أوثق بين الحزبين.
وقال مسؤولون أتراك لموقع “ميدل إيست آي”، أنه سيتم توقيع اتفاق مماثل، مع حزب الازدهار الحاكم في إثيوبيا في أديس أبابا، يوم الجمعة.
وبحسب المسؤولين فإن الاتفاقية ستسهل إجراء البحوث المشتركة والتدريب والمشاورات وتبادل المعلومات بين الطرفين.
يُذكر أن تركيا كانت وسيطًا في المحادثات لحل التوترات في منطقة القرن الأفريقي.
وتفاقمت هذه التوترات بعد توقيع إثيوبيا اتفاقية بحرية مع جمهورية أرض الصومال الانفصالية المعلنة من جانب واحد في عام 2024.
“الصومال مشمول في كل عملية”
وقال مصدر مطلع على الأمر، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لموقع “ميدل إيست آي” إن تركيا كانت تخطط في البداية لتوقيع اتفاقية التعاون مع إثيوبيا في الخريف الماضي لكنها أرجأت ذلك لتجنب الظهور بمظهر المتحيز في النزاع.
وفي ديسمبر الماضي، وقعن الصومال وإثيوبيا مذكرة تفاهم في أنقرة بعد سبع ساعات من المفاوضات المكثفة، أكدت على وحدة أراضي الصومال وبدأت مناقشات بشأن منح إثيوبيا إمكانية الوصول إلى البحر عبر الساحل الصومالي.
ورغم أن الاتفاق حل السبب الرئيسي للخلاف بين البلدين، فإن العلاقات لا تزال متوترة.
وفي السنوات الأخيرة، عززت الصومال علاقاتها مع مصر، التي تشهد حاليا توترات مستمرة مع إثيوبيا بشأن حقوق موارد مياه نهر النيل.
وقال تونتش ديميرتاش، الخبير الإقليمي التابع لمؤسسة سيتا البحثية التي تتخذ من أنقرة مقراً لها: “ما يلفت الانتباه هنا هو أن [أنقرة] لا تتخذ أي خطوة في المنطقة دون مراعاة الصومال. الصومال مشمولة في كل عملية”.
وأوضح أن تركيا تحافظ على “منظور إقليمي” في منطقة القرن الأفريقي، وتعمل على تنمية العلاقات مع الدول الأخرى في المنطقة.
وقالت المصادر إن من المتوقع أن يوقع وفد حزب العدالة والتنمية برئاسة سيراكايا أيضا مع جيبوتي الأسبوع المقبل مذكرة تفاهم مماثلة لتلك التي وقعت مع الصومال وإثيوبيا.
ويتمتع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعلاقات ودية مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ويرجع ذلك جزئيا إلى قرار أنقرة بيع طائرات بدون طيار مسلحة لإثيوبيا في عام 2021.
ولعبت الطائرات بدون طيار دورا حاسما في مساعدة القوات الإثيوبية في صد تقدم المتمردين في العاصمة.
وتعتبر علاقة تركيا مع الصومال أكثر اتساعا وأطول أمدا.
وتستضيف الصومال قاعدة عسكرية تركية كبيرة في مقديشو، بينما تدير شركات تركية البنية التحتية الرئيسية، بما في ذلك ميناء المدينة ومطارها.
وفي ظل التوترات مع إثيوبيا، وقعت الصومال اتفاقية للتعاون الدفاعي والاقتصادي مع تركيا في فبراير الماضي.
وسمح الاتفاق لأنقرة ببناء وتدريب وتجهيز البحرية الصومالية والدفاع عن المياه الإقليمية الصومالية.
كما منحت الاتفاقية تركيا الحق في استكشاف موارد الطاقة على طول ساحل الصومال.
ميدل إيست آي
اترك تعليقاً