في هذه الليلة العظيمة.. ليلة الانتصار العظيم وبعد كل الآلام والدم الذي سال ودموعنا التي سالت حزنا على ما أصاب إخواننا على مدار سنة وثلاثة أشهر يحضرني موقف عظيم لرسولنا صلى الله عليه وسلم:
بعد غزوة أحد وبعد ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن والأسى فقد شجّ رأسه الشريف صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته ودخلت حلقات المغفر في وجنتيه صلى الله عليه وسلم وقتل سبعين من أصحابه فيهم عمه حمزه أسد الإسلام ومثّل بهم حتي ما كانوا يُعرفون من شدة التمثيل، وبكى النبي صلى الله عليه وسلم بكاء شديدا، وقال بعدها كلمته الخالدة رغم كل الألم والحزن والفقد والدماء.. رغم كل ذلك قال الكلمة العظيمة “استووا حتى أثني على ربي”.
ربي الكريم ربي العظيم ربي الحكيم ربي القدير ربي القوي ربي الذي لن يضيعني ربي الذي سينصرني ربي الذي سيظهرني “استووا حتى أثني على ربي”.
عن رفاعة بن رافع ـ رضي الله عنه ـ قال: ( لما كان يوم أحد، وانكفأ (رجع) المشركون قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم ـ: استووا حتى أثني على ربي – عز وجل ـ، فصاروا خلفه صفوفًا فقال: اللهم لك الحمد كلُّه، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لما هديت، ولا معطى لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مُقرِّب لما بعدت، ولا مُبْعِد لما قرَّبت، اللهم ابسط علينا من فضلك ورحمتك وبركتك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينهُ في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسُلك ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق ) رواه أحمد .
فيا أهل غزة العزة والشموخ والإباء وحماة العقيدة والدين والإسلام وأهل الشهامة والشجاعة والمروءة.. يا أهل غزة بمجاهديها الأبطال الأشاوس.. بشيوخها الكرام.. بنسائها المجاهدات المرابطات.. بأطفالها مجاهدي المستقبل.. بكل من فيها..
الآن الآن الآن
استووا حتى نثني على ربنا المجيد الكريم.
اترك تعليقاً