لشعب غزة حق الدفاع اللامشروط عن حياته من الموت جوعا وقهرا

IMG 20250719 234213 248

قطعت أسماء بنت الصديق رضي الله عنها نطاقها لحمل الطعام في صحراء مكة حين لم تجد ما تحمله به غيره، ومشت وحيدة على قدميها وهي تحت تربص المشركين، تحمل ما أعدته بحرقة قلب يدرك تماما طبيعة مهمتها وما ينتظرها وخطورة الظرف، لكنها مشت مستعينة بربها متوكلة عليه، حذرة يقظة إلى أن أوصلت الزاد للنبي صلى الله عليه وسلم ووالدها الصديق رضي الله عنه وكانت مهمتها معلما بارزا من معالم رحلة الهجرة، والتي جمعت دروسا أمنية تستوجب التأمل والدراسة.

حين يكون القلب مسؤولا متحرقا سيجد حلا، سيصنع من التراب من الحصى مما بين يديه طريقا! وحين تكون القلوب بحق مسؤولة متحرقة لمصاب إخوانها في غزة فستجد حلا بل حلولا، ولكنه الوهن أيها الناس، ذاك الوهن الذي يجعل الخشية من البحث فكيف بالتطبيق، عقبة كؤودا، لا يقدر على تجاوزها.

إنها التربية التي افتقدت لأسرار صناعة أجيال على مقاييس الفروسية، فخرجت جبانة خجلة متعثرة الأقدام عاجزة عن التفكير.

والأقبح من ذلك، أن هذا الأمر يتكرر وليس لأول مرة يحدث.

فقد حاصر العالم أطفال ونساء العراق بأوامر الأمم المتحدة، حصارًا اقتصاديًا شاملًا أدى إلى انهيار المنظومة الصحية والغذائية، ونتج عنه وفاة مئات الآلاف، خاصة من الأطفال بسبب نقص الغذاء والدواء. كل هذا بخضوع تام لقرار الشرعية الدولية. التي لا تزال تحترم وتقدس مع أن التقارير الرسمية التي تخضع لهذه الشرعية وثقت مقتل ما يقارب من نصف مليون طفل لقوا حتفهم نتيجة الحصار. ولم نر محاكمات ولا حسابا لمن قلتهم!

وفي سوريا وقعت مجاعة مضايا التي قتل أطفالها بيد نظام معترف به دوليا وميليشيات حاقدة تتحرك أمام أعين الرقابة الدولية، ولم يتحرك العالم ولم يرفع شعارات الشرعية الدولية، فهي لا تتحرك إلا لأجل مصالحها لا مصالح المسلمين ولا حتى حياة أطفال صغار تنهزم أجسادهم ببرود.

وعاش سكان مضايا مجاعة قاتلة، أكلوا فيها أوراق الشجر، وحتى القطط! وتداول الناس صور الأطفال بأجساد هزيلة لحد الموت، وحينها كان أكثر المسلمين منشغلين بقضاياهم الداخلية وهمومهم اليومية!

وفي اليمن الركن المنسي في الخريطة، المجاعة المستمرة منذ 1436هـ (2015م) وملايين الأشخاص يعانون من انعدام الأمن الغذائي. تؤكد التقارير الرسمية أن أكثر من 2.2 مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد.

وليس بعيدا عنا السودان يتضور المسلمون جوعا ولا حياة لمن تنادي، فمن يتذكر السودان ومن يهتم له!

فهل يعقل كل هذه المآسي مضت وتستمر في قهر النفوس وقتلها، ثم لا يتأدب منها المسلمون ولا يبتكرون طرقا لإنقاذ إخوانهم وانتشالهم من طغيان نظام دولي لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة!!

هل يعقل أن يرتهن الملايين من المسلمين لشرعية دولية أو قرار حكومي فيجلسون عجزة يتحسرون!

واليوم كلب النظام الدولي “جيش الاحتلال” يطلق مسعورا على سوريا، ولا نرى أثرا لقانون دولي ولا حماية للسيادة الدولية!! لكن الهجوم عليه يوجب قتلا وحشيا لكل حيّ والحجة المعروفة: حقه الكامل في حماية نفسه مكفول دوليا!ومن أحق بنا اليوم من حق الحماية لأنفسنا وأراضينا وأعراضنا وكل حق مسلوب بقهر مشهود!ا

كسروا أغلال العقول والقلوب، ثم تحدثوا عن حقيقة الإنسان حين يبصر النور. فكيف بمئة وألف مسلم بقلب مسؤول متحرق!

ومن يأمن مكر الله تعالى ومن يضمن أن لا يكون الضحية التالية!

ومن يقدر على التخطيط لمستقبل فاخر والكلب المسعور يصول ويجول بحماية دولية!

فلا حلم ولا مستقبل لمسلم إلا بقطع رأس الكلب المسعور وكسر أيادي كل حماية دولية!

اللهم إنا نبرأ إليك من كل من قتل وقهر أهل غزة وكل مسلم في كل مكان جوعا وحصارا.حسبنا الله ونعم الوكيل.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا