مع تزايد وتيرة ترحيل المهاجرين الأفغان من الدول المجاورة، عاد عدد من المواطنين الأفغان إلى بلادهم بعد سنوات من الإقامة في باكستان وإيران.
يقول عبد الستار، أحد العائدين الذين رجعوا من باكستان، إنّ الحكومة الباكستانية طلبت منهم مغادرة البلاد بعد سنوات طويلة من العيش هناك. ويضيف عبد الستار: “إنّها مسألة اضطرار، فلا عمل هنا ولا مصدر للرزق. لا بدّ من توفير فرص للعمل وكسب العيش والسكن، فهذه مشكلة تمسّ الجميع. لا أحد يستطيع أن يؤمّن لنفسه ولأطفاله حياة كريمة أو عملًا مناسبًا. هذا هو مطلبنا من الإمارة الإسلامية.”
كذلك، فإنّ محمد إسماعيل، وهو من سكّان ولاية بلخ، كان قد هاجر إلى إيران قبل خمس سنوات، وقد تمّ ترحيله قسرًا مؤخرًا. وقد أعرب عن قلقه على وضع أسرته، مؤكدًا أنّه يفتقر إلى الموارد اللازمة لبدء حياته من جديد.
وقال محمد إسماعيل، وهو مهاجر مُرحَّل من إيران: “ينبغي أن يُبتّ في مصيرنا. هؤلاء سبعة أو ثمانية من أطفالنا، ويجب أن يُوفَّر لنا بيت وحياة كريمة. أنا رجل مسنّ، فأين أذهب، وأيّ عمل يمكنني القيام به؟”
وفي الوقت نفسه، عبّر المهاجرون الأفغان في باكستان عن قلقهم من عدم تجديد التأشيرات، وغموض أوضاعهم القانونية، مطالبين الحكومة الأفغانية باتخاذ إجراءات عاجلة، والدول المستضيفة بالتعاون لحلّ مشكلاتهم القانونية والإقامات.
وقال عتيق الله منصور، أحد المهاجرين الأفغان في باكستان: “من بين أبرز القضايا الحالية التي تواجه المهاجرين الأفغان عدم تجديد التأشيرات الباكستانية وارتفاع تكلفتها، والتقارير المتضاربة حول تمديد أو إلغاء بطاقات الـ POR، وعدم اهتمام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بملفات المهاجرين العالقة.”
وأضاف ملك خان شنواري، وهو مهاجر أفغاني آخر في باكستان: “في البنجاب وبلوشستان ومناطق أخرى من باكستان، يتعرّض المهاجرون الأفغان للمضايقات والاعتقالات من قِبَل الشرطة.”
وقد عاد كثير من هؤلاء العائدين من دون أي استعداد مسبق، ليجدوا أنفسهم في مواجهة نقص حادّ في المأوى وفرص العمل وخدمات الرعاية الصحية والتعليم، مما يجعل إعادة اندماجهم في المجتمع أمرًا بالغ الصعوبة.
وقد حذّرت المنظمات الدولية مرارًا من أنّه إذا لم تبادر الحكومة المؤقتة ووكالات الإغاثة إلى تلبية الاحتياجات العاجلة لهؤلاء الأفراد، فإنّ الوضع قد يتفاقم ليشكّل أزمة إنسانية كبرى.
تولو نيوز.
اترك تعليقاً