إن لم تكن سمعت قبلا بنيرون، فذاك إمبراطور قديم قد أصابه “جنون العظمة” فأحرق عاصمة بلاده روما لكي يبنيها من جديد بشكل أفضل!
وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق وفي وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالساً في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذي خلب لبه وبيده آلة الطرب يغني الأشعار.
يبدو أن العالم يرى اليوم نيرون جديد؛ فمنذ أن فاز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية وهو لا يفتأ يشعل النيران حوله في كل مكان، مع صلف وكبر وغرور.
من كولومبيا والمكسيك وكندا إلى غزة التي يريد تهجير أهلها وفرض ذلك كأمر واقع لا محالة.
فبحسب بعض المحللين؛ فإن توتير العلاقات بين الولايات الأمريكية وجيرانها هو بمثابة وأد القوة الأمريكية، فلطالما حرصت أمريكا على ألا تقترب الحروب من حدودها، وكذلك نرى اليوم مثلا حملات المقاطعة لكل منتجات أمريكا تنشط في المكسيك بعد دعوة رئيسة البلاد إليها.
ليس هذا وحسب، بل خسارة القوى الأمريكية الناعمة التي حرصت أمريكا على غزو دول العالم جميعا خلالها على إثر الموقف العدواني من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID .
أما موقفه الأخير من حرب غزة وإصراره على تهجير أهلها، فلعلها الشرارة التي ستشعل النار في المنطقة كلها، مما يجعلها ضربة الفأس الأخيرة في هدم النظام العالمي القائم الذي تتزعمه أمريكا.
لعلك الفضول يأخذك لمعرفة نهاية نيرون!
بعد الحرائق التي أشعل بها روما، انصرف هو إلى اليونان ليمارس هوايته في الغناء والرقص والتمثيل، وفي هذه الأثناء قامت ثوره في بلاد الغال على يد أحد نبلاء فرنسا ويدعى «فيندكس»، ومع تزايد وتيرة الثورة وانحسار وهزيمة «نيرون» وفشله في إدارة الأزمة انصرف عنه أصدقاؤه وحاشيته ولم يجد بدا من أن يهرب من قصره إلى كوخ بعيد لأحد خدامه الذين بقوا معه.
وهناك كان يبكي كثيرا على ما وصل إليه وتذكر أمه وقال أنها هي من جلبت عليه اللعنة. وظل مختبئا حتى شعر بأصوات سنابك الجنود تحوم حول المكان فما كان منه إلا أنه قرر أن يقتل نفسه، وبعد محاولات كثيره فشلت بسبب خوفه من الموت، قتل نفسه ومات الطاغية الذي أرهق روما بمجونه وجنونه.
فهل تتشابه النهاية مع نيرون عصرنا؟! ربما.
اترك تعليقاً