نداءات استغاثة من غزة لإنقاذ العائلات قبل الشتاء

IMG 20251113 211040

مع اقتراب فصل الشتاء القارس، تتعالى في قطاع غزة نداءات إنسانية عاجلة من العائلات التي تواجه خطر البرد والجوع بعد شهور طويلة من الدمار والحصار. يعيش آلاف الفلسطينيين اليوم في خيام مهترئة أو بين أنقاض منازلهم المدمّرة، في مشهد يلخّص واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها القطاع في تاريخه الحديث.

شتاء بلا مأوى ولا دفء

تُقدّر المنظّمات بأن نحو 1.5 مليون شخص في غزة بحاجة عاجلة إلى مأوى مناسب أو حماية من البرد، بعد تدمير أو تضرّر مئات الآلاف من الوحدات السكنية. 
يشير تقرير إلى أن أكثر من 282,000 وحدة سكنية ­دُمرت أو تضرّرت في غزة حتى منتصف العام 2025. 
وما تزال مواد الإيواء الشتوية من خيام وعوازل تنتظر الموافقة للدخول إلى القطاع، بعد رفض ما لا يقل عن 23 طلبًا من 9 منظّمات لإدخالها. 

شهادات من الواقع

من شهادة موظّفة في المجلس النرويجي للاجئين (NRC):
«لدينا فرصة قصيرة جدًا لحماية العائلات من أمطار الشتاء والبرد. أكثر من ثلاثة أسابيع على الهدنة، وغزة يجب أن تستلم تدفّقًا من مواد الإيواء، لكن ما دخل هو جزء ضئيل مما يلزم». 

من شهادة مسؤول في برنامج الغذاء العالمي (WFP):
«نحن في سباق مع الزمن… الحاجات هائلة والشتاء آتٍ، والأغذية لا تزال تصل بمعدّل نصف ما نحتاجه». 

من شهادة موظّف في الهلال الأحمر الفلسطيني:
«فقط حوالي 20 ٪ من احتياجات المأوى تغطّى حتى الآن، ما يترك أكثر من مليون شخص بلا مكان مناسب ليواجهوا برد الشتاء». 

أمطار تزيد المأساة

في المخيمات المؤقتة المنتشرة في شمال ووسط القطاع، بدأت الأمطار تتسرّب إلى الخيم وتزيد من صعوبة الحياة اليومية. الأرض الطينية تتحول إلى مستنقعات، والخيام تتهاوى تحت ثقل المياه، لتبدأ مأساة جديدة مع كل ليلة باردة.

«ندخل الشتاء قريبًا – ماء الأمطار والفيضانات متوقع، وهناك خطر كبير لتفشّي الأمراض بسبب مئات الأطنان من النفايات قرب المناطق السكنية». — عمجد الشوا، مدير شبكة المنظّمات الفلسطينية العاملة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) 

نداءات عاجلة للمجتمع الدولي

إن المنظّمات الإنسانية والدولية تصرّ على تحرّك عاجل لتوفير:
• خيام وعوازل وأغطية ووسائل تدفئة.
• إدخال الوقود والتدفئة المؤقتة للكهرباء.
• فتح المعابر بدون تأخير لتسهيل دخول المساعدات.
• دعم مالي مباشر للأسر لتقوية قدرتها على الصمود.

خاتمة

في غزة، لا تقتصر المعاناة على الحصار أو فقدان المأوى فحسب، بل تمتد إلى صراع يومي من أجل البقاء. ومع اقتراب الشتاء، تتجدد مخاوف الفلسطينيين من أن يتحول البرد إلى سلاح جديد يفتك بالناجين من الحرب. وتبقى النداءات الإنسانية صرخة في وجه العالم: أنقذوا غزة قبل أن يقتلها الشتاء

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا