بعد خروجهم من سجون قضوا فيها سنوات طويلة، لم يذهب 145 فلسطينيا كانوا بين المُفرج عنهم مقابل الأسرى الإسرائيليين، إلى منازلهم، بل وجدوا أنفسهم في منفى في فندق في القاهرة تحت رقابة أمنية مشددة.
في الفندق الفاخر، يقول مراد أبو الرُب (49 عاما) “حُرِمت من أهلي لعشرين عاما، والآن لم يتغيّر شيء. لا أستطيع رؤية أمي ولا إخوتي”.
أُبعد 154 فلسطينيا من ذوي الأحكام المؤبدة، الى مصر، وهم يقبعون منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر في فندق من دون أوراق ثبوتية، وممنوعون من الخروج إلا بموافقة أمنية.
في الفندق ذاته بالقاهرة، يقيم أكثر من مئة أسير فلسطيني آخر تم إبعادهم في صفقة تبادل سابقة بين حماس و”إسرائيل” في كانون الثاني/يناير الماضي، بحسب نادي الأسير الفلسطيني. وبعد مرور ثمانية أشهر، ما زال مصيرهم مجهولا، وهم ممنوعون من التنقل بحرية.
ويقول أبو الرُب، الذي تمكن من دخول الفندق، إن الأسرى المبعدين أُبلغوا من قبل بعض عناصر حركة حماس بأن “أي دولة عربية لا ترغب في استقبالهم”.
ويقول أبو الرُب: “لسنا نادمين على ما فعلنا، ولو عدنا إلى الوطن، سنفعل الشيء نفسه”.
وعن حياته في السجن، قال أبو الرُب: “فقدنا كل الحقوق، حتى أبسطها. مُنعنا من استخدام الأقلام والأوراق، ومنعوا عنا التلفزيون والصحف”، مضيفاً: “صادروا ملابسنا وأغطيتنا، وكنا ننام على الحديد لأيام في البرد القارس، حتى النوافذ أزالوها، والطعام كان بالكاد يكفي طفلا صغيرا”.
أما محمود العارضة (50 عاما)، الذي أُعيد اعتقاله عام 2021 بعد فراره الشهير من سجن جلبوع عبر نفق حفروه بملاعق الطعام، فيتحدث من غرفته في الفندق التي يتقاسمها مع رفيقه أيهم كممجي عن “ضرب يومي وتنكيل” في السجن، قائلا “تلقيت في العامين الماضيين من الأذى ما لم أتلقه خلال ثلاثين عاماً من الاعتقال”.
ويوضح حسن عبد ربه، الخبير في شؤون الأسرى بنادي الأسير الفلسطيني، أن “المبعدين مستضافون حاليا في مصر، بينما تتكفّل قطر بتغطية نفقات إقامتهم إلى حين التوصل إلى اتفاق بشأن الدولة التي قد تستقبلهم”، مضيفا أن “الأمر معقد ولم يُحسم بعد”.
وأشار إلى أن الدول المرشحة لاستقبالهم تشمل قطر وتركيا وباكستان وماليزيا.
ويقول أبو الرُب: “منذ وصولي إلى مصر، لم أستطع النوم. لا أرغب في دخول غرفتي، أفضل الجلوس في الخارج ومشاهدة السماء من دون حواجز”.
فرانس 24.




اترك تعليقاً