28 ذو القعدة 1402 هـ ( 16 سبتمبر 1982م) – تظل ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت واحدة من أكثر الصفحات دموية في التاريخ الحديث، حيث ارتكبت أعمال قتل جماعي بحق المدنيين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين، ما أثار إدانات واسعة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
في الفترة بين 16 و18 سبتمبر 1982، قامت ميليشيات لبنانية نصرانية، بقيادة حزب الكتائب، بدخول المخيمين الواقعين في الضاحية الجنوبية لبيروت الغربية، واستهدفت المدنيين الفلسطينيين وأعدادًا من اللبنانيين من غير المسلحين.

وبحسب التقارير الدولية، قُتل خلال المجزرة ما يقارب 3,500 شخص، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، في مشهد من القسوة لم يسبق له مثيل، حيث رُصدت عمليات اغتصاب وتعذيب ونهب قبل ارتكاب القتل الجماعي.
وقد جاءت المجزرة في سياق الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982، بهدف مواجهة منظمة التحرير الفلسطينية؛ إذ أدت العمليات العسكرية إلى اجتياح بيروت الغربية، ما مهد الطريق أمام الميليشيات اللبنانية لدخول المخيمين.
ووجهت أصابع الاتهام إلى القوات الإسرائيلية بالمسؤولية غير المباشرة عن المجزرة، بسبب سيطرتها على المنطقة وعدم تدخلها لوقف المجزرة، وهو ما أدى إلى صدور ((تقرير كاهان)) لاحقًا الذي أشار إلى مسؤولية إسرائيل عن “إهمالها” حماية المدنيين.
المجزرة لم تقتصر آثارها على الخسائر البشرية فحسب، بل شكلت صدمة على المستوى الإنساني والسياسي، وأدت إلى إدانات دولية قوية، فضلاً عن تعزيز الانقسام الطائفي والسياسي في لبنان، وتفاقم الأزمة الإنسانية في المخيمات الفلسطينية.
كما أصبحت صبرا وشاتيلا رمزًا لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وللجرائم التي يمكن أن ترتكب بحق الأبرياء في أوقات الصراع.
اليوم، لا تزال الذكرى السنوية للمجزرة مناسبة للتذكير بالفظائع التي ارتكبت، وللتأكيد على ضرورة حماية الأبرياء في النزاعات المسلحة.
اترك تعليقاً