ماذا بعد سقوط إيران؟!

181c8d05b66a4715b48113d2a38f15dd

ما زالت الأصوات تتعالى كلما اشتعلت حرب بين إيران والكيان الصهيوني: إلى أي جانب نقف؟ هل نفرح بما يصيب الرافضة؟ وهل يجوز الفرح بضربات “إسرائيل”؟

ويعلو الجدل عن الولاء والبراء، والتوحيد والمقاومة، حتى يخيل إليك أن السؤال الأكبر قد غاب تمامًا!والحقيقة أن السؤال الذي يجب أن يُطرح اليوم ليس: “مع من نقف؟” بل: “ماذا بعد سقوط إيران؟”

نعم، سقوط هذا النظام الرافضي الطائفي، الذي نشر الفساد في العراق وسوريا واليمن ولبنان، صار مسألة وقت.

ربما يسقط في هذه المعركة، أو في التي تليها، لكنه آيل للسقوط لا محالة، بعد أن استُهلك مشروعه، وافتُضح باطنه، وتآكلت قوته من الداخل والخارج. فهل نحن جاهزون لما بعده؟

الصهاينة يخططون.. وأمتنا نائمة!

منذ أن بدأت الحرب والتصاريح تتوالى سواء من صحفيين مقربين لنتنياهو أو حتى من نتنياهو نفسه بأن الهدف هو شرق أوسط جديد والدور على تركيا وسوريا …الخطة واضحة: إضعاف كل قوة في المنطقة يمكن أن تُشكّل خطرًا مستقبليًا على إسرائيل، ولو بعد عشر سنين، ولو كانت في خصومة حالية معها!

فعدوهم ليس إيران وحدها، بل كل إمكانية نهوضٍ في الأمة الإسلامية. وإذا سقطت إيران، لن يتنفسوا الصعداء، بل سيوجهون السهام مباشرة إلى ما تبقى من جسد هذه الأمة. ولن ينجو أحد.. لا “المحايد” ولا “الساكت” ولا حتى “المطبّع”.

فالمعركة القادمة لن تفرق بين طيف وآخر، بل ستطرق أبواب الجميع.

الصراع الحقيقي لم يبدأ بعد

ما يجري اليوم بين الكيان الصهيوني وإيران ليس معركة الإسلام مع اليهود، بل معركة نفوذ ومشاريع سياسية، فيها مظالم، وفيها خيانات، وفيها مصالح متشابكة.

لكن المعركة الحقيقية، المعركة التي يُقاتل فيها أهل الإيمان الصادقون تحت راية واضحة، ويكون هدفهم: (حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) تلك المعركة قادمة لا محالة، وهي التي يُمهّد الله لها الآن.

فإذا سقطت إيران، فماذا نحن فاعلون؟ هل ننتظر حتى يُستهلك الجميع ثم تُفرض علينا المعركة ونحن عُزّل، ضعفاء، متنازعين؟!

التمكين لا يأتي بالعواطف.. بل بالاستعداد

سقوط إيران فرصة للأمة، لا لتفرح فقط، بل لتُدرك أن الدور قادم عليها. الفرح بموت مشروع صفوي طائفي لا يعني أننا انتصرنا، بل يعني أن الطريق بات أقصر لمواجهة عدونا الحقيقي. فهل بدأنا استعدادنا؟ هل لدينا مشروع توحيد حقيقي بين أهل السنة؟ هل نبني في الشعوب وعيًا توحيديًا وولاءً خالصًا لله، لا لرايات الطوائف أو الزعماء أو المحاور؟ هل نبني في شبابنا القوة، في العقول والقلوب والسواعد؟ هل نُربي أجيالًا تؤمن بالله واليوم الآخر وتعرف من عدوها الحقيقي؟

إن لم نفعل… فكل سقوط لعدو لنا، سيكون مجرد محطة نُصفق فيها قليلًا، ثم نُفاجأ بأن الطوفان قادم إلينا.

من سنن الله: أن الصراعات تطحن الطغاة، ثم يُبعث بعدها من يحمل الراية بحق. الفرصة أمامنا اليوم، أن نستعد، أن نُعيد ترتيب بيتنا الداخلي، أن نُحيي التوحيد، ونبني القوة، ونوحد الكلمة، ونعرف سنن الله في النصر والتمكين.

فالنصر لا يُهدى، بل يُنتزع، ولا يأتي لمن يتفرج، بل لمن يعمل.

اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا، وأرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، والباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه. واجعلنا ممن إذا جاء دوره في المعركة، كان على قدر الأمانة. آمين.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا