مع حلول شهر رمضان المبارك في ديار الروهينجا، في مخيمات اللجوء في بنغلاديش، التقيت اللاجئ الروهينجي نور العالم ليحدثنا عن واقع الروهينجا خلال هذا الشهر الكريم.
يأتي رمضان لهذا العام وقد لجأ الروهينجا مرة أخرى إلى بنغلاديش مع اشتداد الأوضاع في ميانمار، حيث جاء في العنوان الرئيسي لصحيفة (شوموكال اليومية): تسلل 60 ألفًا من الروهينجا على الرغم من عرقلة حرس الحدود لبنغلاديش.
تحدثت مطولا مع اللاجئ نور العالم لتبين الأمر ومعرفة تفاصيل الخبر، وللتعرف على ظروف الروهينجا كيف يقضون شهر رمضان الجاري.
محمد عبد الله: هل أخبار تسلل الروهينجا الجديدة صحيحة؟
نور العالم: إن أخبار تسلل الروهينجا صحيحة وحقيقية.
محمد عبد الله: أين هم الآن؟
نور العالم: لقد لجأوا إلى الطريق أو إلى منازل أقاربهم القدامى. ولا توجد تسوية حكومية لهم.
محمد عبد الله: هل كل المتسللين مسلمون؟
نور العالم: لا، ليس الجميع مسلمون. لكن الأغلبية مسلمون. والبقية، منهم حوالي 50 شخصًا بوذيا. وحوالي 25 هندوسيًا.
محمد عبد الله: ما هو سبب قدوم الهندوس والبوذيين؟
نور العالم: لقد جاؤوا بسبب مخاوفهم بعد إحراق بيوت المسلمين وتعذيبهم ومحاولة إبادتهم، فتسللوا إلى بنغلاديش لاعتقادهم أن الأمر خطير.
محمد عبد الله: ما هي طريقة القدوم إلى بنغلاديش من ميانمار؟

نور العالم: جاء الروهينجا إلى أوخيا وتكناف في بنغلاديش عبر نهر ناف. تم دفع أموال كثيرة للبحارة. العديد من الروهينجا ليس لديهم المال. لقد جاؤوا بندوب في الجسم.
محمد عبد الله: ماذا عن مصادر الرزق لهم؟
نور العالم: لم يتم تخصيص أي مخصصات حكومية حتى الآن للروهينجا القادمين. ولم يتم تسجيل أسمائهم بعد في السجلات الحكومية.
محمد عبد الله: ما هي البدلات التي تمنحها لكم الحكومة في رمضان؟
نور العالم: يتم إعطاء 5 أنواع من العناصر. على سبيل المثال، الأرز والعدس والزيت والبصل والثوم.

محمد عبد الله: هل تتميز نوعية الطعام في رمضان؟
نور العالم: مثل باقي الشهور لا شيء يختلف، لكنهم يزرعون الخضروات في الحقول الفارغة. هذا هو الجانب الإيجابي. وبصرف النظر عن هذا، لا يمكنهم كسب المال من خلال العمل.
محمد عبد الله: كيف يقضون شهر رمضان؟
نور العالم: تجتمع الأسر على الإفطار، ثم يذهب الرجال لصلاة التراويح، تجتمع الأسر مجددا على موعد السحور. والنساء من عاداتها البقاء في البيوت وهن يتولين مهمة إعداد الطعام ويشرفن على احتياجات الأسر.

محمد عبد الله: لقد رأيت العديد من المدارس الرسمية والمدارس الدينية ودور الأيتام لأطفال الروهينجا. فالحمد لله. ولكن كيف يتم تعليم أبنائهم وبناتهم الأكبر سنا؟ لأني لم أر مؤسسات تعليمية لمثل سنهم؟!
نور العالم: معظم الأولاد الأكبر سنا لا يدرسون. فهم يعيشون عاطلين عن العمل. لكن الفتيات الأكبر سناً يحصلن على تعليم القرآن والحديث وتعاليم الدين الضرورية. 50/60 فتاة يدرسن تحت إشراف معلمة.
محمد عبد الله: هل تصل مساعدات خارجية من المسلمين عبر العالم لمخيمات اللجوء للروهينجا؟
نور العالم: للأسف لا يصل إلا القليل جدا، فأكثر الناس منشغلون عن الروهينجا ومصابهم، فجراحات المسلمين كثيرة، لكن مع ذلك أتمنى أن يتذكر المسلمون إخوانهم في هذه المخيمات ويمدونهم بيد العون والإحسان.
محمد عبد الله، مراسل وصل في بنغلاديش.
اترك تعليقاً