صرح مكتب رئيس الوزراء بأن تسليم الأسلحة للجيش اللبناني يمثل بداية حملة أوسع لنزع السلاح.
تجمعت قوى الأمن اللبنانية بالقرب من شاحنة بيك آب تحمل أسلحة خفيفة خارجة من مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الجنوبية لبيروت، 21 أغسطس/آب 2025 (الصورة).
أطلق لبنان خطة لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية في مخيمات اللاجئين، تبدأ بتسليم الأسلحة من مخيم برج البراجنة في بيروت.
أعلن مكتب رئيس الوزراء يوم الخميس أن تسليم الأسلحة للجيش اللبناني يُمثل بداية حملة أوسع لنزع السلاح. ومن المتوقع إجراء المزيد من عمليات التسليم خلال الأسابيع المقبلة في برج البراجنة ومخيمات أخرى في جميع أنحاء البلاد.
صرح مسؤول في حركة فتح لوكالة رويترز للأنباء أن الأسلحة التي تم تسليمها حتى الآن هي أسلحة غير قانونية فقط دخلت المخيم خلال اليوم السابق. وأظهرت لقطات تلفزيونية مركبات عسكرية داخل المخيم، على الرغم من أن رويترز لم تتمكن من التحقق من نوع الأسلحة التي تم تسليمها.
تأتي هذه المبادرة في أعقاب التزام لبنان بموجب هدنة مدعومة من الولايات المتحدة بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر/تشرين الثاني، والتي حصرت الأسلحة في ست من قوات الأمن التابعة للدولة. منذ اتفاق وقف إطلاق النار المُبرم في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، واصلت إسرائيل مهاجمة لبنان، غالبًا أسبوعيًا.
كلّفت الحكومة الجيش بوضع استراتيجية بحلول نهاية العام لتجميع جميع الأسلحة تحت سلطة الدولة.
ووفقًا لمكتب رئيس الوزراء، اتُّخذ قرار نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في اجتماع عُقد في مايو/أيار بين الرئيس اللبناني جوزيف عون والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأكد الزعيمان سيادة لبنان، وأصرّا على أن الدولة وحدها هي من يجب أن تحمل السلاح. واتفق المسؤولون اللبنانيون والفلسطينيون لاحقًا على جدول زمني وآلية لتسليم الأسلحة.
لعقود، حافظت الفصائل الفلسطينية على سيطرتها داخل مخيم اللاجئين الـ 12 في لبنان المخيمات، التي تعمل في معظمها خارج نطاق سلطة الدولة. تُعتبر هذه المبادرة الأخيرة الأكثر جدية منذ سنوات للحد من وجود الأسلحة داخل المخيمات.
انبثقت حركات المقاومة الفلسطينية من النزوح والإقصاء السياسي بعد قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي عام ١٩٤٨، عندما أُجبر حوالي ٧٥٠ ألف فلسطيني على ترك منازلهم.
على مر السنين، أقامت جماعات، بما في ذلك فتح وحماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وجودًا لها في مخيمات لبنان لمواصلة الكفاح المسلح ضد إسرائيل.
لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في لبنان محرومين من حقوقهم المدنية الأساسية، مثل الحصول على وظائف معينة وملكية العقارات. ومع محدودية الفرص، لجأ الكثيرون إلى الفصائل المسلحة طلبًا للحماية أو التمثيل.
يأتي هذا الجهد لنزع السلاح في وقتٍ يواجه فيه حزب الله ما يصفه المحللون بأنه أكبر تحدٍّ عسكري له منذ عقود، عقب الضربات الإسرائيلية عام ٢٠٢٤ التي قضت على جزءٍ كبيرٍ من قياداته.
المصدر: الجزيرة ووكالات الأنباء
اترك تعليقاً