كيف تغيرت حسابات ترامب تجاه الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

GtWscyBbgAAXLNk

أمضى الرئيس دونالد ترامب معظم هذا الأسبوع وهو يعبّر عن أمله في ألّا تُقدم “إسرائيل” على ضرب إيران، لكن بحلول يوم الجمعة، كان داعمًا للهجوم بالكامل.

كان الرئيس يأمل في الحصول على مزيد من الوقت للتفاوض مع طهران بشأن برنامجها النووي، لكن بمجرد أن شنت “إسرائيل” هجومها الواسع، احتضن ترامب الواقع الجديد، مستخدمًا إياه كورقة ضغط لمحاولة إبرام الصفقة التي كان يسعى إليها منذ البداية.

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية: “هو لم يكن يريد أن يشنوا الهجوم الآن”، مضيفًا أن “ترامب يدرك أنهم دولة ذات سيادة، وسيدعمهم لأنهم حليف لنا، لكنه كان يريد المزيد من الوقت”، وقد تحدث هذا المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية الموقف.

ويعكس تغيّر نبرة الإدارة في الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد الهجوم مدى التوازن الذي يحاول الرئيس الحفاظ عليه، إذ يسعى إلى طمأنة الفصائل المختلفة داخل إدارته، مع الاستمرار في الضغط على إيران.

وكانت الرسائل موجهة في آنٍ واحد لطمأنة “إسرائيل” بأن الولايات المتحدة تساندها، ولإرضاء التيار المتشدد داخل تحالف ترامب، وفي الوقت ذاته تهدئة أنصار “أمريكا أولاً” (MAGA) الذين طالما عبّروا عن قلقهم من التورط في صراعات الشرق الأوسط. ورغم التغيرات، ظل العامل الثابت هو رغبة ترامب في إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات، حتى مع تعهد إيران بالانتقام.

وكتب ترامب على منصة “تروث سوشيال” في أول تعليق علني له بعد الهجوم الإسرائيلي: “لا يزال هناك وقت لإنهاء هذه المجازر، قبل أن تنفَّذ الهجمات التالية، التي ستكون أشدّ وحشية”، وأضاف: “يجب على إيران أن تبرم صفقة، قبل ألا يبقى شيء”.

وقال المسؤول نفسه إن عرض ترامب لإيران كان بمثابة “دفع مباشر لإسرائيل” للتهدئة، لكن بحلول عصر الجمعة، ومع إطلاق إيران عشرات أو مئات الصواريخ باتجاه “إسرائيل”، لم تترك الإدارة مجالًا للشك في استعدادها لدعم الدفاع الإسرائيلي — وهو تحوّل ملحوظ عن التصريح المحايد نسبيًا الذي أصدره وزير الخارجية ماركو روبيو عقب الهجوم الإسرائيلي مباشرة.

قال روبيو ليلة الخميس: “إسرائيل قامت بعمل أحادي الجانب ضد إيران، ولم نشارك في الهجمات على إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأميركية في المنطقة. وقد أبلغتنا إسرائيل بأنها ترى أن هذا التحرك ضروري لأمنها الذاتي”.

لكن بحلول صباح الجمعة، بدأ ترامب يتحدث للصحفيين بوضوح، مؤكدًا أنه كان على علم مسبق بخطط “إسرائيل”، واصفًا الهجوم بأنه “ناجح للغاية” في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال”.

ويقول كيرت ميلز، المدير التنفيذي لمجلة The American Conservative: “الرسالة الأولية من الإدارة كانت: نحن أعطينا الضوء الأصفر”، وأضاف: “أما اليوم فقالوا إننا أعطينا الضوء الأخضر، أو على الأقل تحوّلنا إلى أخضر فاتح”.

أصرّ مسؤول رفيع في إدارة ترامب على أن واشنطن، رغم أنها كانت على علم بخطط “إسرائيل” مسبقًا، لم تشارك بأي شكل في التخطيط للهجوم.

وقال هذا المسؤول، الذي منح شرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة محادثات حساسة داخل الإدارة: “لم نساعد في التخطيط، ولم يطلعونا على كل التفاصيل”. وأضاف: “نحن تعمّدنا ألّا نعرف التفاصيل”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة كانت لديها فرصة للمشاركة في العملية ضد إيران، لكنها اختارت عدم الانضمام. وعلى الرغم من أن ترامب ربما كان يفضل الحصول على مزيد من الوقت للتفاوض، إلا أنه بدا منزعجًا من تعثر المحادثات، مشيرًا في وقت مبكر من هذا الأسبوع إلى أن الوقت المتاح لإيران بدأ ينفد.

وقال يوم الإثنين في البيت الأبيض: “هم مفاوضون بارعون، لكنهم صعبو المراس”، وأضاف: “أحيانًا يكونون أكثر صرامة مما ينبغي، وهذه هي المشكلة. لذلك نحن نحاول التوصل إلى صفقة لتجنب الدمار والموت. لقد أخبرناهم بذلك. أنا شخصيًا أخبرتهم بذلك. وآمل أن تنجح الأمور بهذا الشكل. لكن قد لا تنجح”.

وجاءت تلك “المفاوضات الصعبة جدًا” في ظل ضغوط قوية من مجموعة مؤثرة من المحافظين المتشددين الذين حثّوا ترامب بقوة على تأييد جهود الحكومة الإسرائيلية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية.

وقد كشف الهجوم الإسرائيلي عن انقسام داخل معسكر ترامب بين الصقور الذين يرون في إيران تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، والعزلة التي يتبناها آخرون ممن يشعرون بالقلق من التورط في صراعات الشرق الأوسط، مستندين إلى تجارب الحروب الطويلة والمكلفة في العراق وأفغانستان.

وقال مسؤول سابق في البنتاغون، طالبًا عدم الكشف عن هويته للحديث عن ديناميكيات السياسة الخارجية داخل فريق الرئيس: “الكثير من الأشخاص في حركة MAGA، ومن الذين استثمروا كثيرًا في انتخاب ترامب ونائبه جي دي فانس، سيصابون بخيبة أمل شديدة إذا تطور الأمر إلى حرب واسعة، وقد يؤدي ذلك إلى انقسامات داخلية”.

صحيفة بوليتيكو الأمريكية

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا