“كـلـنا مُـتـواطـئــون!!”

IMG 20250511 195533 229

جملة تصدرت غلاف العدد الأخير من مجلة L’Espresso الإيطالية، وجاءت في افتتاحية كتبها الصحفي ”إميليو كاريلي“ بعنوان: ”متواطئون في رعب غزة“ تناول فيها حرب الإبادة بالتجويع. كتب يقول:

”إسرائيل تشن هجومها الأخير على غزة، بعد أن دمرتها بالكامل ودفعت سكانها إلى الجوع القاتل، وإن ذريعة القتال ضد حماس تُخفي في جوهرها حرباً هدفها النهائي احتلال كل فلسطين، حتى آخر شبر منها، وذلك بتواطؤ الغرب أو لا مبالاته “.

ويؤكد كاريلي أن الحياد والوقوف على مسافة واحدة أمام هذه المجزرة يتعارضان مع أبسط مبادئ القانون والسياسة والإنسانية. ففي غزة، يواجه الأطفال قصفاً متواصلاً، ويُحرمون من الغذاء والخدمات والرعاية المنقذة للحياة، ومع مرور كل يوم، يضع الحصار المفروض من الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو هؤلاء الأطفال في مواجهة خطر متزايد من الجوع والمرض والموت.

”لا شيء يبرر هذا“ كما قالت مديرة اليونيسف ”كاثرين راسل“ مجددة نداءها العاجل لرفع الحصار عن المساعدات الإنسانية التي تمنع “إسرائيل” دخولها إلى غزة.

تحت عنوان ”نحن جميعًا متواطئون“ سعت المجلة لتسليط الضوء على أن صمت العالم إزاء هذه المأساة لم يعد حيادًا، بل مشاركة وتواطؤًا فعليًا.

صمتٌ مطبق، يعكس تراجعًا خطيرًا في الموقف الأخلاقي الدولي، حيث تكتفي الدول الغربية، والاتحاد الأوروبي تحديدًا، بعبارات القلق الفارغ، فيما يتم تجاهل القانون الدولي الإنساني بشكل ممنهج.

وسط هذه الكارثة، تمضي “إسرائيل” في تصعيدٍ جديد، معلنة خطة لتكثيف عمليتها العسكرية التي بدأت في 22 ربيع الأول 1445هـ (7 أكتوبر 2023م)، بإرسال عشرات الآلاف من الجنود إلى غزة، وترحيل المدنيين الفلسطينيين قسرًا.

القانون الإنساني الدولي واضح: على السلطة القائمة بالاحتلال واجب ضمان المعاملة الإنسانية للسكان المدنيين، بما يشمل الغذاء والدواء والمياه والخدمات الصحية !!لكن السؤال الذي تطرحه الافتتاحية بمرارة: هل تُحترم هذه القوانين، إذا كان آلاف الأطفال يبكون جوعًا، ويموتون بصمت، وتُسحق حقوقهم تحت الحصار؟!

تختم المجلة افتتاحيتها بصرخة مدوّية في وجه الصمت العالمي: اليوم، أكثر من أي وقت مضى، علينا أن نسمع صرخة غزة، ونرفض التواطؤ في الصمت.

إنها ليست فقط إدانة صريحة للجرائم الإسرائيلية، بل دعوة لاستنهاض الضمير العالمي. صرخةٌ في وجه قادة العالم، الذين يلوذون بالكلمات الفارغة، بينما يُذبح أطفال غزة جوعًا تحت حصار خانق. تُحمّل المجلة مسؤولية أخلاقية على كل من يلوذ بالصمت، وتؤكد أن هذا التواطؤ، في صمته وخنوعه، أخطر من الإهمال ذاته.

رعــب بلا نـهـايـة!!

أما المقال الرئيسي لمجلة L’Espresso الإيطالية فجاء تحت عنوان:❞ رعب بلا نهاية: الخطة الأخيرة .. محو الفلسطينيين والاستيلاء على غزة ❝.

تكشف فيه المجلة الصورة القاتمة والمفزعة لما يحدث في ‎غزة، متهمةً “إسرائيل” بالسعي إلى تدمير القطاع بالكامل، وفرض تهجير قسري ممنهج، تحت غطاء الحرب ضد حركة حماس، بينما يقف العالم موقف المتفرج، بل المتواطئ.

وعرضت المجلة تقارير لـ ( مجموعة الأزمات الدولية وكسر الصمت) التي كشفت فيها عن مراحل التحول في الاستراتيجية “الإسرائيلية”، وهي:

  1. تكثيف الحصار والتدمير بهدف جعل غزة غير قابلة للحكم أو الحياة.
  2. تغيير شامل في البنية الديمغرافية والجغرافية والأمنية للقطاع عبر إنشاء ”مناطق عازلة“ تقسمه وتطوّقه، مثل الذي يعزل رفح عن بقية القطاع.
  3. نزع أي احتمال لتقرير المصير الفلسطيني عبر السيطرة الدائمة على الأرض ومنع أي حل سياسي.

الهدف “الإسرائيلي”، كما تشرح المجلة، هو الوصول إلى ”الهجرة الطوعية“ التي في الواقع هي طرد قسري جماعي، هذا المشروع، بحسب التقارير، بدأ فعليًا: فنصف قطاع غزة بات تحت السيطرة العسكرية.

المدنيون، الذين لا يجدون مكانًا آمنًا ولا منفذًا للهروب، يعانون من تجويع ممنهج، فإسرائيل تمنع دخول المساعدات منذ أكثر من 50 يومًا، وسط انهيار كامل في البنية التحتية، ونفاد الغذاء، والماء، والوقود، وأعلن برنامج الأغذية العالمي رسميًا أن مخازنه في غزة باتت فارغة بالكامل.

ويختم التقرير بتساؤل من ”ماكس رودنبيك“ مدير مشروع “إسرائيل” وفلسطين في مجموعة الأزمات الدولية:” هل يمكن للعالم أن يظل يشاهد موت 2.2 مليون إنسان؟ شيء ما في هذه المعادلة يجب أن يتغير “!!

نقلا عن الباحث حسن قطامش.

https://x.com/HasanQatamish/status/1920995034368749851?t=CvWjNh7d7f1LiPE4ILP6BA&s=19

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا