تتعرض مدينة غزة منذ أيام لأعنف موجات القصف الجوي والمدفعي، حيث تحوّلت أحياء كاملة إلى ركام، وسط مشاهد مروّعة لضحايا مدنيين معظمهم من النساء والأطفال. وبحسب مصادر محلية، فإنّ عشرات العائلات أُبيدت بالكامل تحت أنقاض منازلها، فيما يعيش مئات الآلاف من السكان في حالة نزوح داخلي قسري بعد تدمير منازلهم.
ويرى مراقبون أنّ هذا التصعيد ليس مجرد حملة عسكرية عابرة، بل يندرج في إطار خطة معلنة للاحتلال تهدف إلى إفراغ غزة من سكانها عبر سياسة “الأرض المحروقة”. فقد كشفت تصريحات قادة الاحتلال في الآونة الأخيرة عن نوايا واضحة للسيطرة الكاملة على القطاع، ودفع سكانه نحو الحدود المصرية تمهيدًا لتهجير جماعي إلى سيناء.
وتؤكد مصادر فلسطينية أنّ ما يجري من استهداف ممنهج للبنية التحتية والمستشفيات والمدارس يهدف إلى جعل الحياة في غزة مستحيلة، وإجبار أهلها على الخروج منها تحت ضغط الخوف والجوع وانعدام مقومات العيش.
وفي الوقت الذي يحذر فيه المجتمع الدولي من وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة، يواصل الاحتلال المضيّ في خططه العسكرية، وسط مطالبات بوقف فوري للعدوان وفتح ممرات آمنة للمساعدات.
ورغم القصف والتدمير، يؤكد أهالي غزة تمسكهم بحقهم في أرضهم ورفضهم لمشاريع التهجير القسري، مشددين على أن بقاءهم في مدينتهم هو شكل من أشكال المقاومة في وجه مخطط يستهدف وجودهم وهويتهم
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: إلى متى سيبقى العالم صامتًا أمام مشاهد الإبادة وعمليات التهجير القسري التي ترتكب بحق أكثر من مليوني إنسان في غزة؟ وهل يُعقل أن يُترك المدنيون وحدهم يواجهون آلة الحرب، بينما القوى الدولية تكتفي ببيانات القلق والشجب؟
اترك تعليقاً