في مشهد يتكرر منذ اندلاع التصعيد الأخير، تتعرض غزة لسلسلة غارات عنيفة استهدفت خلال الساعات الماضية الأبراج السكنية في قلب المدينة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل وتشريد مئات العائلات التي وجدت نفسها فجأة بلا مأوى.
مشاهد الركام والدخان أصبحت الصورة اليومية لأحياء غزة، حيث يفر السكان في حالة من الذعر الجماعي، حاملين ما تيسر من أمتعتهم، وسط صرخات الأطفال ودموع النساء.
وقال أحد النازحين: “لم نتخيل أن ينهار البرج الذي نعيش فيه بهذه السرعة. فقدنا كل شيء في لحظة، ولم نجد سوى الشارع مأوى لنا وأطفالنا”، مضيفًا أن الأهالي “يُجبرون على النزوح جنوبًا تحت تهديد القصف المستمر”.
ووفقًا لمصادر حقوقية، فإن تدمير الأبراج السكنية لا يقتصر على كونه عملاً عسكريًا، بل يُستخدم كوسيلة ضغط منظمة لدفع المدنيين إلى النزوح القسري، وإخلاء مناطق معينة لصالح أهداف عسكرية، في ما اعتبرته هذه المصادر انتهاكًا خطيرًا للقوانين الدولية واتفاقيات جنيف.
وتشير الإحصائيات الأولية إلى أن أكثر من 60% من سكان بعض الأحياء اضطروا لمغادرتها بعد تدمير أبراجها، في وقت يزداد فيه الاكتظاظ داخل المدارس ومراكز الإيواء، ما يفاقم الأزمة الإنسانية مع النقص الحاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية.
وحذرت الأمم المتحدة من أن الوضع في القطاع يقترب من مرحلة الانهيار الكامل، مشيرة إلى أن آلاف العائلات تعيش في ظروف غير إنسانية، بينما تعاني المستشفيات من عجز شديد في استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى.
ويرى محللون أن هذا النهج القائم على القصف الممنهج للأبراج السكنية يهدف إلى كسر إرادة السكان وترهيبهم، وخلق واقع جديد على الأرض، في ظل غياب أي تقدم ملموس في الجهود الدولية لوقف القتال.
وبينما يتواصل القصف والنزوح، يبقى سكان غزة أمام مأساة إنسانية مفتوحة، تتجسد في ركام المنازل وخيام النزوح، وسط دعوات ملحة لوقف هذا التصعيد وفتح ممرات آمنة للمساعدات والإغاثة
اترك تعليقاً