روايات الناجين من الروهينجا عن مجزرة نهر ناف في 1446هـ (الخامس من آب 2024)

IMG 20250926 074905 928

أجرى موقع “أراكان الآن” مقابلة مع شاهد عيان، شوكت نور (18 عامًا)، من منطقة ميومي كيا ين تان في بلدة مونغدو، حول مجزرة نهر ناف في 29 مُحَرَّم 1446هـ (5 آب 2024م).

شارك شوكت نور قصته الكاملة، مستذكرًا ما عاشه خلال مجزرة نهر ناف في 5 آب 2024. وقد حملت كلماته حكاية رحلة طويلة من الخوف، والتهجير، والفقدان، والنجاة.

1000021607

“بدأ النزاع في بلدة مونغدو مطلع عام 1445هـ (2024م)، حيث أُغلقت الطرق ودُمّرت جميع الجسور، فعجز الناس عن الانتقال إلى أماكن أكثر أمانًا. ارتفعت أسعار السلع، وتعذّر علينا أن نحيا حياة طبيعية.”

“هاجمت الطائرات المسيّرة قريتنا مرارًا وتكرارًا، فأُصيب كثيرون وقُتل آخرون، وقد رأيت ذلك بعيني. لم نتمكن من مغادرة بيوتنا، إذ كانت الطائرات تحلّق فوق رؤوسنا.”

“قرابة شهر ونصف، احتمينا داخل مبانٍ خرسانية متينة لنتقي الخطر. كانت تلك الطائرات المسيّرة مرسلة من جيش أراكان (AA)، وكانت الحياة شديدة الاضطراب.”

“بعد كثرة الهجمات بالطائرات المسيّرة، لم يبقَ أمامنا خيار سوى الفرار. قصدنا بيت أختي في الحي الثاني من مونغدو (هاري فرا)، ومكثنا هناك قرابة شهر.”

“لكن حتى في الحي الثاني، تدهورت الأوضاع أكثر، إذ استمرت المواجهات بين جيش أراكان والقوات العسكرية. وقد أقام جيش أراكان نقطة تمركز في قريتنا، فانطلقت منها الطائرات المسيّرة والمدفعية دون انقطاع. وفرّ كثير من أبناء قريتنا إلى الحي الثاني طلبًا للنجاة.”

“ثم بدأ جيش أراكان يقصف الحي الثاني بالمدفعية أيضًا، وسقط قتلى بشكل يومي، ولم يعد البقاء هناك آمنًا.”

“سمعنا أن جيش أراكان وصل إلى نطاق قرية مونغ ني، حيث قتلوا وخطفوا مدنيين، فبدأ أهلها بالفرار نحو وسط البلدة، محاولين عبور الحدود إلى بنغلاديش.”

“ذهبنا أيضًا إلى ضفة النهر المعروفة محليًا باسم فوزي فرا، قرب نطاق قرية بين تاو بين، محاولين عبور النهر. كنّا أربعة عشر فردًا من العائلة ننتظر قاربًا.

لكن الطائرات المسيّرة جاءت. حوالي السادسة مساءً من يوم 5 آب 2024، استهدفنا هجوم مباشر ونحن ننتظر القارب. تسعة من أفراد عائلتي قضوا أمام عيني: والدي، والدتي، ثلاث من شقيقاتي، طفل شقيقي الأكبر، والدة زوج أختي، وصهري.”

“أُصيب خمسة منا. فقد أخي الأكبر أنيس ساقه، وأُصيب شقيقي الكبير وزوجته وأنا بجروح. كما أُصيب ابن أخي في ساقه وبطنه.”

“تفرّقنا جميعًا، ولم نقدر على مساعدة بعضنا بسبب إصاباتنا. كان أنيس ينزف بشدة، فحمله شقيقي الأكبر نحو بنغلاديش، لكن جماعة مسلّحة أوقفتهم واقتادتهم.”

“توفّي أنيس بسبب تأخير تقديم الرعاية الطبية له. وبعد ذلك، أُفرج عن شقيقي الأكبر أمين ووصل إلى بنغلاديش لتلقي العلاج.”

“تركت على ضفة النهر عاجزًا عن الحركة، ورأيت أكثر من مئة جثة حولي، من بينهم أفراد عائلتي.”

“شاهدت أيضًا مسلحين ينهبون الأموال والذهب من حقائب القتلى، بما في ذلك حقائبنا. توسلت إليهم لمساعدتي، لكنهم لم يبالوا.”

“لاحقًا، جاء صديق من قريتي ووجدني وساعدني. طلبت منه أن يأخذني إلى بنغلاديش، فوافق، لكن الربّان رفض حملي نظرًا لحالتي الحرجة. ومع ذلك، استطاع صديقي أن يحملني إلى بنغلاديش، حيث وجدني قريب وأخذني إلى مستشفى أطباء بلا حدود في كوتوبالونغ، كوكس بازار.”

“أمضيت هناك ستة أيام، لكن صحتي لم تتحسّن بسبب بقايا شظايا القنابل في بطني. نقلوني إلى مستشفى آخر في كوكس بازار، لكنهم لم يتمكنوا من معالجتي بشكل سليم لافتقادهم للأدوات اللازمة.”

“ثم أخذني أقاربي إلى مستشفى آخر في تشوكوريا، وأمضيت هناك نحو ثلاثة أشهر.”

“أخيرًا تعافيت، وتمكنت من الوقوف والمشي مجددًا، لكننا لم تتح لنا الفرصة لدفن أفراد عائلتي.”

المصدر: أراكان الآن.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا