أشارت دراسة نُشرت في مجلة Environmental Research: Infrastructure and Sustainability إلى أن إزالة الأنقاض الناتجة عن قصف غزة قد يؤدي إلى إطلاق أكثر من 90 ألف طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ووفقًا للدراسة، فإن ما يُقدّر بـ39 مليون طن من أنقاض الخرسانة قد تكوّنت ما بين أكتوبر 2023 وديسمبر 2024 نتيجة القصف الإسرائيلي، وقد يتطلب الأمر 2.1 مليون رحلة شاحنة لمسافة إجمالية تُقدّر بـ29.5 مليون كيلومتر لنقل هذه الأنقاض، ما يُنتج حوالي 66 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون.
اعتمد الباحثون من جامعتي أوكسفورد وإدنبرة على سيناريوهين في تحليلهم:
الأول يفترض أن 80٪ من الأنقاض صالحة للسحق، وإذا استُخدم أسطول من 50 آلة صناعية، فإن إزالة الأنقاض ستستغرق أكثر من نصف عام وتُنتج 2,976 طنًا إضافية من ثاني أكسيد الكربون.
أما في حال استخدام العدد نفسه من الكسارات الصغيرة المحلية، فإن العملية قد تستغرق حتى 37 عامًا وتُنتج 25,149 طنًا من الانبعاثات.
وحذّر الباحثون من أن كلما طال وقت إزالة الأنقاض، زادت الانبعاثات الناتجة، مشيرين إلى أن النموذج لم يشمل الانبعاثات الإضافية الناتجة عن مواد أخرى مثل الأسبستوس أو الذخائر غير المنفجرة.
ويُعتقد أن نحو 90٪ من منازل غزة، إضافة إلى جزء كبير من البنية التحتية، قد دُمِّرت بفعل الضربات الإسرائيلية.
وقال سامر عبد النور، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المحاضر في جامعة إدنبرة:
“قد تبدو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن إزالة ومعالجة الأنقاض صغيرة مقارنة بالتكلفة المناخية الكلية لتدمير غزة، لكن تركيزنا على هذا الجانب يكشف حجم الجهد والعمل اللازمين حتى نبدأ فقط بإعادة الإعمار”.
وأضاف أن هذه الدراسة يمكن أن تدعم صُنّاع السياسات الفلسطينيين والمهندسين المدنيين والمخططين وغيرهم ممن يسعون إلى استعادة ما فُقِد والبقاء على الأرض وإعادة البناء.
أما نيكولاس روي، الطالب في جامعة أوكسفورد والمشارك في الدراسة، فأوضح أن التقدم في تقنيات الصور الفضائية والتعلم العميق يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة لتقدير الانبعاثات العسكرية وفهم التكلفة المناخية الحقيقية للحروب.
ووفقًا للدراسات، فإن البصمة الكربونية للنشاط العسكري العالمي تُشكّل حوالي 5.5٪ من إجمالي الانبعاثات العالمية، أي أكثر من انبعاثات الطيران المدني والشحن البحري الدولي مجتمعين، فيما تُعد منطقة الخليج من بين المناطق الأكثر عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ.
وقال بن نيمارك، المحاضر في جامعة كوين ماري بلندن، والذي يبحث في الأثر المناخي للنشاط العسكري الإسرائيلي، لصحيفة The Guardian:
“التركيز المنهجي على الأنقاض يُعد عملاً رائدًا، ويُبرز الأضرار البيئية التي كثيرًا ما يتم تجاهلها والتي تخلّفها الجيوش بعد انتهاء الحرب”.
وأضاف أن هذا البحث يقدّم نظرة جديدة على صور المباني المدمّرة والركام في غزة كجزء من التأثير المناخي طويل الأمد للحرب.
وكان نيمارك قد قدّر في يونيو الماضي أن الحرب الإسرائيلية على غزة قد تُنتج أكثر من 31 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
بدوره، قال ستيوارت باركنسون، المدير التنفيذي لمنظمة العلماء من أجل المسؤولية العالمية:
“الجيوش والحروب تُعد من المساهمين الكبار – والمخفيين – في أزمة المناخ… ومن المهم احتساب النطاق الكامل من الأنشطة، من إنتاج المعدات العسكرية إلى استخدام الوقود أثناء المعارك، ومن تدمير مخازن الكربون الطبيعية مثل الغابات، إلى جهود التنظيف وإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب”.
وختم بأن هذه الدراسة تُضيف بعدًا جديدًا للصورة الكاملة لانبعاثات الحروب.
اترك تعليقاً