بدأ جيش جنوب السودان، الأربعاء، الانتشار لتأمين حقل هجليج النفطي، إثر اتفاق ثلاثي أُبرم بين جوبا والطرفين المتحاربين في السودان لحماية البنية التحتية الحيوية للطاقة.
ويأتي هذا الانتشار عقب استيلاء قوات الدعم السريع على البلدة الإستراتيجية في الثامن من ديسمبر، ما أرغم الجيش السوداني على التخلي عن خطوطه الدفاعية والتراجع عبر الحدود إلى جنوب السودان، حيث جرى نزع سلاح قواته.
ومع سقوط هجليج وبابنوسة، وكامل ولاية غرب كردفان بيد «قوات الدعم السريع»، فإن خريطة الحرب في السودان تتجه لرسم الأوضاع الميدانية العسكرية والجيوسياسية من جديد، لا سيما أن ما حدث بهجليج قد قطع شريان النفط، وأدى لانهيار خطوط دفاع الجيش هناك. ما يدفع بالتوقعات لاعتبار ما حدث إعادة لترتيب مناطق النفوذ، ويفتح الباب أمام تموضع جديد للقوى، يميل لصالح الدعم السريع، في حال لم تعد الحكومة في بورتسودان حساباتها العسكرية والسياسية، وتفلح في تحويل الوضع إلى تطور مؤقت.
ويضم حقل “هجليج” 75 بئرا نفطية، ويحتوي على محطة معالجة مركزية لـ130 ألف برميل من نفط جنوب السودان، الذي ينتج في حقول ولاية الوحدة الجنوبية، ويصدر بخطوط أنابيب يبلغ طولها 1600 كيلومتر تقطع الأراضي السودانية حتى ميناء “بشائر” على البحر الأحمر.
وأفاد رئيس أركان قوات دفاع شعب جنوب السودان، بول نانغ، للصحفيين في هجليج أن القوات دخلت المنطقة بموجب «اتفاق ثلاثي» يضم الرئيس سالفا كير، ورئيس أركان الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وأوضح نانغ أن الاتفاق يقتضي انسحاب الجيش السوداني وخروج قوات الدعم السريع من المنطقة لضمان بقاء المنشآت دون أذى.
قال نانغ: «الهدف الأساسي هو تحييد حقل هجليج بالكامل عن أي عمليات قتالية… إذ يمثل هذا الحقل شريانًا اقتصاديًا ليس لجنوب السودان فحسب، بل للسودان أيضًا».
وشدد على أن القوات الجنوب سودانية ستظل حيادية، محددة مهمتها فقط في حماية منشآت النفط وضمان تدفق الخام دون انقطاع.
استأنفت جنوب السودان صادراتها عبر السودان في مايو بعد تعليق دام نحو عام بسبب القتال في منطقتي كردفان ودارفور.
وقررت شركة النفط الوطنية الصينية مؤخرًا إنهاء شراكتها التي استمرت 30 عامًا في السودان، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في غرب كردفان، حيث انخفض الإنتاج من 65 ألف برميل يوميًا إلى 20 ألف برميل عقب اندلاع الحرب في أبريل.
وكالات أنباء.




اترك تعليقاً