الخريطة التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منصة “إكس” أظهرت الحدود الدولية للهند بدون كشمير، ما أثار ردود فعل غاضبة من المستخدمين الهنود.
في سابقة هي الأولى من نوعها، اعتذر جيش الاحتلال الإسرائيلي (قوات الاحتلال الإسرائيلية – IDF) عن نشر خريطة لحدود الهند الدولية على منصة “إكس”، أظهرت إقليم جامو وكشمير تابعا لباكستان. وقالت قوات الاحتلال الإسرائيلية بأن الخريطة “لا تعكس بدقة الحدود الدولية”، لكنها أضافت بأنها كانت “مجرد توضيح للمنطقة”.
وجاء الاعتذار بعد موجة من الانتقادات من قبل المستخدمين الهنود على “إكس”، حيث طالب العديد منهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بسحب المنشور وتصحيحه، بل إن بعضهم قام بوسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التغريدات.
وردًا على إحدى هذه التغريدات، التي نشرتها صفحة تُدعى “الجالية الهندية اليمينية”، قالت قوات الاحتلال الإسرائيلية: “هذا المنشور مجرد توضيح للمنطقة. هذه الخريطة لا تُظهر الحدود بدقة. نعتذر عن أي إساءة تسببت بها”، وجاء هذا الرد بعد حوالي 90 دقيقة من نشر التغريدة الأصلية.

وكان أول من اشتكى قد كتب: “الآن تفهمون لماذا تظل الهند محايدة. في الدبلوماسية، لا أحد صديقك حقًا”.
حتى الآن، لم تُصدر الحكومة الهندية أي تعليق رسمي بشأن الخريطة التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
العلاقات بين الهند والاحتلال الإسرائيلي
على مدى السنوات الماضية، تطورت العلاقات بين الهند والاحتلال الإسرائيلي لتصبح ودّية واستراتيجية، وكان مودي أول رئيس وزراء هندي يزور تل أبيب عام 2017. وتُعد نيودلهي واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للاحتلال الإسرائيلي، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهونغ كونغ والصين، ومن المتوقع أن ترتفع معدلات التبادل التجاري بينهما.
كما تُعد الهند من أكبر زبائن الاحتلال في مجال المعدات العسكرية، وهو ما جعل نشر خريطة خاطئة للهند بمثابة مفاجأة غير متوقعة في هذه العلاقة الوثيقة.
الخريطة المثيرة للجدل

الخريطة التي أثارت هذه الأزمة نُشرت مساء الجمعة على منصة “إكس”، وكانت ضمن تغريدة تصف إيران بأنها “تهديد عالمي”. وتأتي هذه التغريدة وسط تصاعد سريع للتوترات بين الإحتلال الإسرائيلي وإيران، وزيادة احتمالات اندلاع حرب شاملة في منطقة غرب آسيا.
وجاء في تغريدة جيش الاحتلال الإسرائيلي: “إيران تهديد عالمي. إسرائيل ليست الهدف النهائي، بل البداية فقط. لم يكن لدينا خيار سوى أن نتحرك”، وأُرفقت التغريدة بخريطة تُظهر مناطق واسعة من غرب آسيا وشمال إفريقيا وأوروبا ومعظم آسيا، بما في ذلك الهند، مع حدود غير دقيقة.
الخريطة كانت تحتوي على دوائر حمراء متداخلة تنطلق من إيران، في إشارة إلى مدى الصواريخ الإيرانية، وشملت دولًا مثل السعودية وليبيا وإثيوبيا في إفريقيا، والهند والصين في آسيا، بالإضافة إلى رومانيا وبلغاريا وروسيا وكازاخستان وتركيا في أوروبا وآسيا.
واستولت الهند على إقليم كشمير ذي الغالبية المسلمة لتخضعه لسياسة الاحتلال التي تضعف مقوماته وهويته الإسلامية، مع غلبة النزعة الهندوسية المتعصبة على الحكومة الهندية الحالية.
ردود الفعل من المستخدمين الهنود
أثارت الخريطة ردود فعل قوية من المستخدمين الهنود، حيث طالب أحدهم الاحتلال الإسرائيلي بـ”حذف الخريطة وتصحيحها وإعادة نشرها”، بينما انتقد آخر ما اعتبره تقليلًا من تضحيات الجنود الهنود الذين قاتلوا للحفاظ على وحدة الأراضي الهندية.
وأشار آخرون إلى العلاقات الودية الطويلة بين الهند و”إسرائيل” كسبب إضافي لضرورة توخي الدقة في مثل هذه المنشورات.
تصاعد التوتر بين “إسرائيل” وإيران
يأتي هذا التوتر الجديد في إطار أكبر تصعيد بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، حيث شن الاحتلال أعنف هجماته لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، وردّت طهران بإطلاق عشرات الصواريخ، بعضها تم اعتراضه بمساعدة أمريكية.
وقد تبادل زعيما البلدين، نتنياهو وخامنئي، التهديدات والتصريحات النارية، حيث اتهم خامنئي “إسرائيل” ببدء الحرب، بينما وجّه نتنياهو تحذيرًا قائلاً للإيرانيين: “ما زال هناك المزيد في الطريق”.
اترك تعليقاً