تقرير أممي: نساء غزة يواجهن كارثة إنسانية غير مسبوقة وسط المجاعة والنزوح والانهيار الكامل للخدمات

image1170x530cropped 2

تشهد غزة اليوم واحدة من أحلك المراحل الإنسانية في تاريخها الحديث، إذ تواجه النساء والفتيات هناك ما وصفته الأمم المتحدة بـ «كارثة إنسانية غير مسبوقة»، تجمع بين الجوع، والنزوح القسري، والانهيار الكامل للخدمات الأساسية.

بحسب تقارير أممية حديثة، يعيش أكثر من مليون امرأة وفتاة في القطاع تحت وطأة انعدام الأمن الغذائي، بينما تعاني مئات الآلاف منهن من نقص حاد في التغذية، وانعدام فرص الحصول على الرعاية الصحية، وسط بيئة تتداعى فيها مقومات الحياة يوماً بعد يوم.

المجاعة تتسع… والنساء أول الضحايا

أشارت منظمة UN Women إلى أنّ ما يزيد عن 557 ألف امرأة في غزة يعانين من انعدامٍ حادّ للأمن الغذائي، في حين باتت بعض المناطق، خصوصاً شمال القطاع، قريبة من مرحلة «المجاعة» وفق تصنيف الأمن الغذائي الدولي (IPC).
تقرير برنامج الأغذية العالمي ووكالات الأمم المتحدة حذّر من أنّ النساء والأطفال يشكّلون النسبة الأكبر من ضحايا الجوع، مؤكداً أنّ انقطاع الإمدادات والقيود المفروضة على المعابر فاقمت من معاناتهم.

نزوح متكرر وظروف قاسية

أجبرت العمليات العسكرية والأوامر الإسرائيلية المتكرّرة بإخلاء المناطق آلاف العائلات على النزوح مرات عديدة، ما دفع النساء والفتيات إلى العيش في مخيمات مكتظة تفتقر إلى أبسط شروط الأمان والخصوصية.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنّ هذا النزوح المتكرر «يُفاقم مستويات الاضطراب النفسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي»، إذ تتزايد حالات التحرش والعنف الأسري داخل أماكن الإيواء المكتظة.

انهيار الخدمات الصحية والمرافق الأساسية

تُحذّر تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) من انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في غزة، حيث تعاني النساء الحوامل والمرضعات من نقص حاد في الغذاء والرعاية الطبية.
وأشارت التقارير إلى أنّ أكثر من 60% من النساء الحوامل يعانين من سوء تغذية، وأن الولادات في ظروف غير آمنة ارتفعت بنسبة كبيرة بسبب تدمير المستشفيات ونقص الوقود والأدوية.
كذلك، فإنّ انهيار شبكات المياه والصرف الصحي يجعل النساء والفتيات عرضةً للأمراض وانتهاك الكرامة الإنسانية.

العنف والتهديدات تتصاعد

مع انقطاع الكهرباء ونقص الوقود وتعطّل خطوط النجدة، تفقد النساء والفتيات وسائل الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وتشير الأمم المتحدة إلى أنّ كثيراً منهنّ يضطررن إلى اللجوء لاستراتيجيات بقاء خطيرة، مثل تقليص وجبات الطعام أو القبول بزواجٍ مبكر لتخفيف العبء الاقتصادي على أسرهن.

دعوات عاجلة للتحرك الدولي

تطالب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بضرورة فتح المعابر بشكل فوري ومستدام لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، مع التركيز على احتياجات النساء والفتيات من الغذاء والرعاية الصحية والحماية.
كما دعت إلى إطلاق برامج دعم عاجلة لتأمين الغذاء والمياه والدواء، وتوفير خدمات الصحة الإنجابية ومراكز حماية النساء في مناطق النزوح.

في قطاعٍ ينهار تحت الحصار والجوع، تدفع نساء غزة الثمن الأثقل.
إنّ مشاهد الأمهات اللاتي يجهدن لتأمين وجبة لأطفالهنّ أو مكانٍ آمنٍ لولادة جديدة تختصر المأساة الإنسانية المتفاقمة.
وما لم يتحرك العالم سريعاً، فإنّ الكارثة ستتحوّل من مأساة إنسانية إلى عارٍ أخلاقي يسجّل في سجلّ الصمت الدولي

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا