تفريغ كامل: لقاء توماس براك المبعوث الأمريكي إلى سوريا على قناة “ذا ناشيونال نيوز”

images 40

أريد أن أطلب منك أن تشرح لنا ما هي عقيدة ترامب بالضبط في الشرق الأوسط؟

قال الرئيس ترامب ببراعة: “انظروا، لن أفقد المزيد من أرواح الأمريكيين. لقد مررنا بتجربة عدم السيطرة على أي دول أخرى، ومحاولة تعليمهم باستخدام الأسلوب الاستعماري – لم ينجح ذلك قط.

لكن نحن قلقون بشأن مكافحة الإرهاب، لذا سنتعاون مع جيرانهم، وهذا كل شيء، وهو ما نقوم به بالفعل.

لكن شأن إسرائيل مختلف.

إسرائيل حليف قيّم.

ندعمهم بأكثر من 5 مليارات دولار سنويًا، ولها مكانة خاصة في قلب أمريكا، ونحن نعيش في حيرة مما يحدث في هذه المرحلة الانتقالية.

الأمر معقد؛ إنها منطقة [من العالم] صعبة للغاية.

ما هي نهاية المطاف؟

كنت أؤمل ألا تسألي هذا السؤال، لأني لا أعلم، لا أعتقد أن أحدًا يعلم.

عندما نتحدث عن إحلال السلام في نهاية المطاف، فهذا وهم — لم يكن هناك سلام قط.

على الأرجح لن يكون هناك سلام أبدًا، لأن الجميع يُقاتل من أجل الشرعية.

الناس يقولون إنهم يُقاتلون من أجل الحدود والخطوط الفاصلة والتخوم، وليس هذا ما يُقاتلون من أجله.

الحدود والخطوط الفاصلة عملة للتفاوض.

النتيجة النهائية أن أحدًا ما يريد الهيمنة، مما يعني أن على أحدٍ أن يخضع، وفي تلك المنطقة من العالم … [كأنه] لا توجد كلمة عربية للتعبير عن الخضوع.

إنه شيء لا يمكنهم استيعابه.

ففي نهاية الأمر، الازدهار هو الحل الوحيد.

عندما تتأمل الدعم الذي حظيت به إسرائيل تقليديًا في الولايات المتحدة، حتى داخل حزب الرئيس نفسه، تجد أنه يفقد الدعم في هذه القضية. هل تعتقد أن سياسة أمريكا قد تتغير نتيجةً لهذا الأمر؟

أعتقد أن الرئيس ترامب يُفكّر في أمرٍ ما، ومن الصعب على العالم تقبّله.

الموت، أيًا كانت أسبابه، يسبب انزعاجًا.

سواء كان ما يحدث في غزة نتيجة لقيام حماس باحتجاز مليوني إنسان كرهائن – وهو ما يحدث بالفعل – وموت النساء والأطفال والمقاتلين نتيجة لذلك، أو بسبب العدوانية المفرطة من قِبل إسرائيل … فهذا لا يهم… المهم أن ما يحدث في غزة حيجب أن ينتهي.

لكن الكثيرين سيقولون إن الولايات المتحدة من خلال رفضها الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة تساعد على استمرار الوضع.

أعتقد أنه كان هناك ٢٧ وقفًا لإطلاق نار، لكن لم يصمد أيٌّ منها.

لن تنجح فكرة وقف إطلاق النار.

ما رأيك في تواصل حزب الله مع السعودية، هل تعتقد أن ذلك سيُثمر شيئًا؟

لا، أعتقد أن الأمر مدعاة للسخرية.

أعتقد أنهم يلتمسون بارتباك طريقة لإثارة القلاقل، ليس إلا.

الكل – فيما يتعلق بالسعودية – يشير إلى “اتفاقيات أبراهام”؛ وزير [الخارجية] روبيو الذي تعمل معه كوادر رائعة،  ووزارة الحرب، مكافحة الإرهاب، ووزارة الخارجية، لا فقط الرئيس ترامب.

ولكن ربما يؤول الأمر إلى “معاهدات سولومون”؛ ففي نهاية المطاف، هذا ليس الطريق إلى دمشق، ولكن الطريق إلى القدس، والسعودية تفهم ذلك.

الإمارات وصلت مبكرًا لأن عدد سكانها أقل، ولكن السعودية يعيش فيها ٣٠ مليون مسلم، وتأتي أعداد ضخمة إلى مكة والمدينة، ولديهم قاعدة [سكانية] مُحافظة جدًا، كل هذا يُحتِّم عليهم السير بوتيرة أبطأ قليلاً.

لذا في نهاية [مسألة] غزة، أعتقد، أعتقد أنكم سترون السعودية تُشير إلى التوافق.

على الجميع أن يُحققوا توافقًا؛ علينا إعادة إسرائيل إلى الوسط، والسعودية إلى الوسط.

ولكن في خضم الارتباك في قطر، التي تقول الآن – دونًا عن جميع حلفائنا القيِّمين – “لطالما كنا نعلم مدى عدوانية إسرائيل … لكن هل يعني هذا أن الولايات المتحدة لم تعد ضامنة لأمننا؟”

هل يعني هذا ذلك فعلاً؟

لا، لا. انظري، لم يكن الأمر جيدًا.

لطالما كانت قطر حليفًا عظيمًا وقيمًا لنا منذ اليوم الأول – الشيخ تميم، الشيخ محمد – في كل مرة كنا نطلب منهم القيام بشيء.

يحدث خلط في أمريكا، [يقولون] إنهم يأوون حماس، إنهم يأوون طالبان …
لقد فعلوا ذلك بناءً على طلبنا؛ لو لم يكن لدينا قناة اتصال للتحدث معهم لما كنا لنتمكن من الوصول إلى هناك.

إذًا، إسرائيل اتخذت هذا الإجراء دون إذن، ولم تطلب إذنًا من الولايات المتحدة؛ هل كان ذلك تجاوزًا؟

ليس من ضمن مهام وظيفتي أن أقدم وجهة النظر هذه، لكنني سأقدم لك وجهة نظري الشخصية.

وأنا أعرف ذلك لأنني أتعامل معهم يوميًا، ولا أتفق مع الكثير مما يفعلونه، لكنني أحترمهم – الإسرائيليين – لأنهم يخبرونك بالضبط بما سيحدث.

لكنهم لم يخبرونا

بشكل عام، بعد السابع من أكتوبر، تغير كل شيء في الشرق الأوسط — كل شيء.

وسيخبرك نتنياهو أنه لا يكترث بالحدود، ولا بالخط الأحمر، ولا الخط الأزرق، ولا الخط الأخضر.

إذا شعر بتهديد تجاه حدوده أو شعبه، فسيذهب إلى أي مكان ويفعل أي شيء — نقطة.

لذا، الجميع في حالة تأهب بأن هذا ما سيحدث.

ما يحدث هو أن الوضع الفلسطيني، كما تعلمون، منذ أوائل القرن العشرين، كان بمثابة ورطة حيث يحاول الجميع معرفة ما هذا؟

لماذا لا يأخذهم العرب، ولماذا لا تأخذهم مصر، ولماذا لا تأخذهم السعودية؛ لماذا لا يأخذهم أحد؟

إنه مأزق حقيقي.

– لأنهم يريدون البقاء على أرضهم، ولهذا السبب لا يأخذهم أحد

إذًا، فكرة بقاء الجميع على أرضهم قد تستمر إلى الأبد.

الأمرلا علاقة له، برأيي المتواضع، لا يتعلق بالأرض؛ بل بالشرعية، بالأهمية، فأنت تسلبهم هويتهم، وهذه ليست طريقة جيدة للتفاوض مع أي شخص، لأنها تتعلق بأهميتهم، ولا تتعلق بخط، ولا بمرتفعات الجولان.

ولا تتعلق بغزة التي كنت أعتقد أنها مكان فظيع بالنسبة لهم في المقام الأول لمحاولة البقاء [فيه]، أو الضفة الغربية —

(مُقاطِعة)

ولكن إذا كنت لا توافق على السياسة، فماذا تفعل في وظيفتك؟

أنا أتفق مع السياسة، سياسة الرئيس —

(مُقاطِعة)

هل توافق على ما يحدث في غزة؟

شخصيًا، أكره ما يحدث في غزة من جميع الجهات: للفلسطينيين، وللإسرائيليين، وللأردنيين، ولللبنانيين، وللسوريين، وللأتراك … ووصفي الوظيفي [للوضع أنه] فوضوي.

– لديك كير ستارمر يعترف بدولة فلسطين، وإيمانيول ماكرون تهدد بفعل الشيء نفسه، وأستراليا، إلخ… يبدو أن هناك تحولًا يحدث.

برأيك، هل هذا أكثر من مجرد رتوش تجميلية؟ هل التصريحات في الأمم المتحدة حول الدولة الفلسطينية مفيدة أم ضارة؟

في تقديري، إنها جيدة؛ من الجيد أن نرى الأمم المتحدة تفعل أي شيء، لأنها عادةً لا تفعل ذلك.

لكنني أعتقد أن هذا الأمر عديم الفائدة، ولا يُساعد.

– كيف ترى الوضع في لبنان اليوم؟

الوضع في لبنان صعب حقًا، منذ عام 1976 لقد مروا بحرب أهلية، ومروا بحرب مع إسرائيل، ومع سوريا، لقد مروا بعشرين وقف إطلاق نار مختلف بين حزب الله وإسرائيل، وقد عاشوا خمسة عقود من الفساد الأكثر شراسة في أي كيان حاكم … يمكنك أن تتخيل مدى سوء الوضع … أعتقد أن لديهم مجموعة جيدة [تحكم] الآن، والتي، في رأيي، حسنة النية وليست من هذا النوع.

لكن هناك بنك مركزي مفلس، ونظام مصرفي لديه فجوة مالية قيمتها 70 مليار دولار، ولا توجد كهرباء، ولا خدمة جمع النفايات، ويوجد نظام محاصصة طائفية، والذي لم يحقق نجاحًا منذ الانتداب الفرنسي في عام 1946.

ويرفض الجميع الإقرار بأن المارونيين لا يمسكون بزمام الأمور، وأن السنة لا يمسكون بزمام الأمور؛ الشيعة الذين كانوا أقلية هم من يمسك بزمام الأمور في حقيقة الأمر.

لذا إلى أن يقوم حزب الله والذي لديه 70,000 ألف … ونحن لا نعترف بالحزب؛ فالحزب وفقًا للمفردات الأمريكية منظمة إرهابية أجنبية.

أقع في مأزق كلما تم فتح هذا النقاش، لأنه في لبنان حزب سياسي – لديه 27 مقعدًا من إجمالي 166 مقعد تقريبًا في البرلمان – لا منظمة إرهابية.

لكن الحزب ميليشيا مسلحة منفصلة عن القوات المسلحة اللبنانية، ويفوفها في الحجم.

لكن القوات المسلحة اللبنانية كانت من عوامل الاستقرار.

– وما هو الدافع الذي لديهم لوضع أسلحتهم؟

صفر. (يضحك) صفر.

خاصةً عندما تهاجم إسرائيل الجميع، وتهاجم سوريا، وتهاجم لبنان، وتهاجم تونس… كلما تفاقمت الأمور، تقوى حجتهم بأنهم هنا لحماية اللبنانيين من إسرائيل.

لدى إسرائيل خمس نقاط وهي لا تنسحب، لكن حزب الله يعيد بناء نفسه، والحكومة لا تتحمل المسؤولية، عليها أن تتحملها، إنها ليست مسؤوليتنا.

لكنهم يريدون أن يأتي دوايت أيزنهاور.

يريدون أن يكون الرئيس ترامب دوايت أيزنهاور.

أن يرسل المارينز ويحل المشكلة، وهذا لن يحدث.

لن يحدث في أي مكان، هذه ليست وظيفتنا، لن نفعل ذلك. سنقدم النصيحة، سنساعدهم، لكن عليهم حل المشكلة.

لذا على الحكومة اللبنانية إذا أرادت العودة إلى المسار الصحيح أن تقول: سننزع سلاح حزب الله، ولكنهم خائفون حد الموت من أن يؤدي ذلك إلى حرب أهلية؛ حقًا!

– ونحن نتحدث عن الجيش اللبناني الذي يُسلّح حزب الله؟

لا يوجد سواهم هناك.

الجيش اللبناني مُكوّن في الغالب من السنة – وهناك شيعة – وهو جيش على قدر جيد من التنظيم، وحسن النية، لكنه ليس مُجهّزًا تجهيزًا جيدًا، من سيقاتلون؟

لا نريد تسليح الحوثيين؛ هل سنُسلّحهم ليقاتلوا إسرائيل؟ لا أعتقد ذلك.

إذن تسليح تُسلحون الجيش اللبناني ليقاتلوا شعبهم، حزب الله.

حزب الله عدونا.

إيران عدوتنا.

علينا قطع رؤوس هؤلاء الأفاعي، ووقف تدفق تلك الأموال – هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف حزب الله.

لأنكم لن يستقيم السماح للجيش اللبناني بأن يطرق باب منازل الشيعة ويقول: “معذرةً سيدتي، هل يمكنني أن أذهب وأخرج الصواريخ وبنادق الكلاشينكوف من قبو منزلكم؟ وإن لم تسمحوا لي، فسأقتادكم بعيدًا تحت تهديد السلاح؟”.

– قد يقول الكثير من اللبنانيين إن الولايات المتحدة تلعب نفس لعبة ما بعد الاستعمار القديمة في هذه المرحلة، وهي أننا ندفعهم نحو اتجاه معين ثم نتركهم، وينتقل الأمر من إدارة لأخرى، كيف تردون على ذلك؟

أقول إن اللبنانيين، ولا أقصد بذلك قلة احترام، كل ما يفعلونه هو الكلام؛ لم ينفذوا فعلًا واحدًا قط.

قلنا لهم: “هل تريدون مساعدتنا؟ سنقدم لكم مساعدتنا”. سنقدم لهم دليلاً إرشاديًا، لكن لن يتمكنوا من الوصول إلى المطلوب.

– لا يمكنهم التنفيذ؟

لا، إطلاقًا، لذلك نقول: حسنًا، نحن لن ننفذ، هل تعلمون من سينفذ؟ هل ترون [ما وراء] تلك الحدود؟

القدس ستتولى مسؤولية حزب الله نيابًة عنكم، وهذا ما يحدث الآن.

نحن نرى المعلومات الاستخباراتية بوضوح.

يظن اللبنانيون أن حزب الله لا يعيدون ترتيب صفوفهم، ولكنهم يفعلون بينما نتحدث الآن.

يقول اللبنانيون: لا نريد سوى وقف إطلاق النار.

بالطبع يريدون وقف إطلاق النار؛ تدفق التمويل … هناك تمويل بقيمة 60 مليون دولار يأتي لحزب الله من مكان ما، وعلينا أن نكتشف ذلك المكان.

دعيني أعطيكِ مثالًا.

لديك 25,000 جندي نشط، 70,000 جندي إجمالاً ينتمون إلى حزب الله، بينما يوجد ربما 60,000 جندي من قوات الجيش  اللبناني.

يتقاضى جندي حزب الله في المتوسط ​​1000 إلى 2000، بينما يحصل الجندي اللبناني على 200 إلى 300 شهريًا، لذا إذا كنت جنديًا لبنانيًا عليك أن تعمل كعامل في مقهي، أو سائق أوبر، أو تجمع القمامة في عطلة نهاية الأسبوع من أجل أن تقاتل.

بالإضافة إلى ذلك، حزب الله يدير أفضل البلديات؛ لديهم مياه، ولديهم كهرباء، ولديهم إدارة نفايات، لأن إيران تمول هذه الأموال.

لذا إذا أردت التخلص من حزب الله، عليك خنق إيران.

المشكلة هي أن كل شيء في لبنان خاضع للسوق الرمادية.

لذا، الجميع يكسبون بعض المال في مكان ما، من تدفق الأموال إلى حزب الله.

لذا اللبنانيون يقولون أمريكا تقول إننا هنا منذ سبعة وأربعين عامًا نفعل الشيء نفسه معكم، ولم ينجح الأمر أبدًا.

– إذًا، انتهى الأمر

انتهى — لا قوات برية على الأرض.

لكننا مع ذلك، سندعم الجيش اللبناني دائمًا. مكافحة الإرهاب مع الجيش اللبناني نفسه ذات أهمية ضخمة، لكن انخراطنا بشكل أكبر أمر مستحيل لأنهم لا يساعدون أنفسهم.

لذا لن نذهب للقضاء على حزب الله بقواتنا، مع القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم).

ستستمر إسرائيل بقصف الحزب يوميًا، لأن صواريخهم، وقذائفهم …. الأمر جنوني.

– فك لي هذا الإشكال؛ بالنسبة للشرع [الرئيس السوري] الكثيرون سيقولون، هذا الرجل منذ عشرة أشهر كان على الخطوط الأمامية، والآن أصبح رئيسًا ويرتدي بدلة وربطة عنق… هل يمكننا الوثوق به؟

لا يوجد خيار آخر، وهو أفضل من ذلك بالمناسبة.

وإن كنا سنتحدث عن الثقة، فبكل صراحة، في مضمار العمل هذا، أنا لا أثق في أي منهم؛ مصالحنا ليست على وفاق.

كلمة (حليف) كلمة خاطئة [في هذا السياق].

– فيما يتعلق بالنظام السوري [الحالي]؟

فيما يتعلق بجميع من في الشرق الأوسط، ويشمل ذلك إسرائيل بكل تأكيد.

مصالحنا ليست أحادية التوجه، وهناك موازين؛ هناك أشياء نتوافق عليها، وأشياء لا.

إنها ليست الولايات المتحدة الإسرائيلية، وليست الولايات المتحدة الخليجية، وليست الولايات المتحدة التركية.

نتوافق بسبب الضرورة التي تمليها علينا المصالح، ونتكاتف مع بعضنا البعض.

لكن الثقة العمياء في أي منهم؟ لا أظن أن هذا قد حدث قط، ولا أظن أن له وجود بين دولنا.

– هل يشمل ذلك دول الخليج؟

نعم، بالطبع.

دول الخليج دول ملكية، ونحن نروج للديمقراطية حول العالم بأسره.

(مقاطعةً)

– هل لازلنا ندعو للديمقراطية؟ هل لا يزال هذا رائجًا؟

لا أدري، ربما سأحتاج لإجراء بحث على جوجل لمعرفة الإجابة …

بالمناسبة، ما يُجدي نفعًا هي الملكيات الخيرية ؛ لقد نجحت بالفعل في قطر، والسعودية، والإمارات.

لا شك أننا واجهنا صعوبات في هذه الأماكن كلها في فهم بعض الفوارق الثقافية الدقيقة، لكن أغلب توافقهم، أغلب التوافق كان يدفع باتجاه اتفاق أمني، ما الذي يحتاجونه منا؟

نحن لم نعد نحتاج للنفط، لكن ما الذي يحتاجونه هم منا؟

الأمن.

الآن، قابلتنا عثرة يسيرة في الطريق فيما يتعلق بالخدمات الأمنية، لذلك
يهرول الجميع نحو إتفاق أمني.

– هل تعتقد أن الضرر الذي حدث سيكون أثره طويل المدى؟

لا، لا أعتقد ذلك.

– ألن نرَهم يتحولون أكثر نحو حلفاء آخرين، وتحديدًا الصينيين؟

سنراهم يتحدثون عن ذلك، لكنهم لن يقوموا به.

– هل هذا بسبب رقائق الذكاء الاصطناعي؟

تُعدّ رقائق الذكاء الاصطناعي أمرًا بالغ الأهمية، ولأنه بالنسبة لدول عظيمة مثل الإمارات العربية المتحدة، يشبه الأمر الانتقال من خدمة توصيل الخطابات  على ظهر الخيول إلى الهاتف العمومي الكمبيوتر، إذ يتجاوزون الهاتف العمومي، لذا تسعى الإمارات إلى القول أنها تنظر إلى الذكاء الاصطناعي كمستقبلها.

وما الذي يحتاجونه لذلك؟ الرقائق.

لقد عُقدت صفقة مع الولايات المتحدة بقيمة 1.7 تريليون دولار من خلال شركة G42 [الإماراتية]، بطريقة ذكية ومتوازنة للغاية.

كما أنهم ينأون بأنفسهم عن الصينيين — أحد متطلباتنا في التجارة.

وهاوارد [وزير التجارة الأمريكي] يقوم بعمل رائع عبر الشبكة التجارية بأكملها، وهذا مجال مربك فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، لكنني أعتقد أن الأمر سيهدأ.

ولكن ماذا يعني أن تنأي بنفسك عن الصينيين والروس وتأتي إلينا؟

– إنها مغامرة مادية كبيرة بالنسبة لهم.

مهولة؛ لذلك علينا أن نساندهم.

لكن هناك الكثير من القضايا المُربكة المُحيطة بها، لدرجة أن الأمر يسير على نحو أبطأ بكثير مما يُريده أي أحد؛ نحن مُتفقون معهم في هذا الصدد، لكنهم يعيشون في منطقةٍ صعبةٍ للغاية.

– إذًا، ماذا يعني أن تقدم أمريكا ضمانًا أمنيًا؟

أمورٌ مُختلفة: هناك أنواعٌ مُختلفة؛ هناك معاهدة، وهناك ضمانٌ أمني، وهناك تحالف، وجميع أنواع المسائل التقنية.

– لكن إذا طلبنا منهم استضافة حماس، ثم فعلوا، ثم تعرّضوا لضربة بسبب ذلك، فهذا ليس ضمانًا لأي شيء!

بالضبط. كان لدينا ضمان أمني ضِمني. وأعتقد أنه إذا تحدثنا مع قطر، فقد حصلوا على ذلك أيضًا من نتنياهو… التواصل لم يكن منقطعًا تمامًا بين الجانبين.

لذا، لن نفهم هذه المسألة أبدًا.

لكن إذا نظرنا إلى الدبلوماسية – وجميعهم أفضل مني فيها بكثير – لأنني لم أكن يومًا دبلوماسيًا حقيقيًا، أليس كذلك؟ أنا أشبه بمرتزق تُحركه الأحداث لإنجاز مهام لهذا الرئيس.

تعتمد الدبلوماسية على وجود عملية أكثر تدرجًا، حتى لا تُجبر على ردود فعل دراماتيكية للأحداث المفاجئة.

الأمر أشبه ببناء طريق سريع: تعلم أن الأمر يتطلب وقتًا، وقد عمل الجميع بمسؤولية تجاه ذلك.

مع ذلك، كان الحدث بمثابة صدمة – للخليج، وللعالم الإسلامي، وللعالم أجمع.

– عندما تنظر إلى الطريقة التي يرى بها هذا الرئيس الشرق الأوسط، وتنظر إلى مسار المشاكل التي واجهوها لعقود من الزمن والتي تحدثنا عنها، ما الذي تعتقد أن هذه الإدارة ستنجزه؟

صراحةً؟ ولا أقصد هذا سياسيًا – بل عمليًا – أنا مجرد بستاني في حديقة.

لذا، لا أراقب العالم أجمع، بل أحاول فقط أن أجعل كل شيء أفضل قليلًا مما وجدناه بناءً على توجيهات رئيسي.

أعتقد أنكم سترون أشياءً لم تروا مثلها منذ 80 عامًا.

سيُجبر هذه المنطقة على أن تصبح مكانًا يمكنهم فيه البدء في زراعة الرخاء، ومن الأسفل إلى الأعلى أعتقد أنكم سترون ليس فقط اتفاقيات سلام، بل تحالفًا بين العديد من هذه الدول لم تروه من قبل، وهو ما يُمثل مسارًا أوسع ل”اتفاقيات أبراهام”.

كانت “اتفاقيات أبراهام” فكرة رائعة، وكان لدى الرئيس ترامب وجاريد كوشنر هذه الفكرة؛ وقاموا بتنفيذها، وفي ذلك الوقت اعتقدت أنه من المستحيل البدء في هذا التخطيط.

بالنسبة لإسرائيل، هذا هو الحل الوحيد؛ سيتعين عليهم في النهاية الذهاب إلى هناك أيضًا.

– هل تعتقد أنهم [الإسرائيليين] سيضطرون للتراجع عن فكرة استحالة قيام دولة فلسطينية؟

لا، لا أعتقد أنهم سيتراجعون عنها.

ما قالوه هو: “هذه إسرائيل، وإذا أردتَ أن تكون في إسرائيل، عليك أن تكون إسرائيليًا”، هذا هو موقفهم.

– ولكن العالم يقول إنه لن يقبل بأقل من حل الدولتين

العالم لم يفلح في تطبيق هذا أو إقناع أحدًا به. ليس له أي تأثير.

لذا عندما نقول “العالم”، فلا يوجد من هو معرض للخسارة في هذا الأمر – إلا إسرائيل ونحن.

إذن، نحن نصادق، وقد صادقنا الإسلام والشرق.

وبالمناسبة، يجب أن تنظروا إلى التركيبة السكانية؛ بحلول 2040 و2045، سيكون لدينا ١٠ مليار نسمة في العالم، و5 مليار مسلم.

فهل ستستمر إسرائيل الصغيرة في قصف 5 مليار مسلم؟

– ما هي تداعيات ذلك على الولايات المتحدة؟ نحن نتحدث عن تزايد عدد المسلمين بشكل كبير في العقود القادمة، فما هي تداعيات تمويل أفعال إسرائيل في غزة؟ أعني أنك ستوافقني الرأي بأن الأمر لن يكون جيدًا.

أعتقد أن أمريكا منقسمة بشأن هذه القضية.

وسوف يستقر الأمر … إما: أن يكون هناك حل يقول الناس إنه كان يستحق، أو سيكون هناك حل يقول الناس إنه لم يكن يستحق ذلك، وسيكون تصويتهم مبنيًا على المعطيات الحاضرة حينئذ.

– متى ستزور لبنان مجددًا؟

عندما يقومون للتحرك.

– متى تتوقع حدوث ذلك؟

اسمعي، لن أضيع وقت الرئيس بعد الآن في كلام لا ينبني عليه عمل.

لقد منحناهم مسارًا، وشرحنا لهم ماهيته، لكنهم ما زالوا يرفضون الالتزام به أو اتباعه.

أحترم كل من أعرفهم، هذا قرار صعب، وأعلم أنهم لا يريدون حربًا أهلية.

لكن لن تكون هناك حرب أهلية.

حزب الله في أسوأ أحواله تاريخيًا.

سنساعد القوات المسلحة اللبنانية، ولكن إذا لم يرغبوا في مساعدة أنفسهم، فلن يُضيع هذا الرئيس وقته وجهده، بل سيدعم الجيش اللبناني كما فعلنا دائمًا، ثم ينتقل إلى الخطوة التالية.

– عندما تتحدث عن قطع رأس الأفعى، هل ستكون هناك حاجة لضربة حاسمة أخرى على إيران لتحقيق ذلك؟

الشعب الإيراني شعبٌ رائع كما نعلم جميعًا… شعبٌ… مثقفٌ ومفكرٌ ومتحضر —  لا أريد أن أراهم يتضررون بأي شكل من الأشكال.

النظام [الإيراني] يجيد تأجيل الأمور والانتظار فحسب.

ونحن مقبلون [في أمريكا] على انتخابات منتصف الولاية.

[النظام الإيراني] يقول انتظروا فقط؛ سيأتي أوباما جديد – أوباما 3.0 وبايدن 2.0 – ولن تضطروا للتعامل مع رئيس يتسم بالفاعلية والاستجابة، لذا فما الذي ستفعله إسرائيل هذا سؤال آخر.

لكن يبدو أنهم يسيرون نحو حل المشكلة برمتها، وهي غزة.

أعتقد أن مجرد السيطرة على غزة، وحزب الله، والحوثيين، لن يكون مجديًا إذا لم نسيطر على النظام الإيراني.

ليس لدي أي معلومات عما سيفعلونه [في إدارة ترامب]، لكنني لا أستبعد ذلك.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا