تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية: واقع يومي يهدد حياة الفلسطينيين وأرضهم

G5fL0hHWYAAE4JU

تتواصل الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بوتيرة غير مسبوقة، في ظل ما تصفه منظمات حقوقية وأممية بـ«تصاعد خطير في عنف المستوطنين» وتراخٍ واضح من قبل قوات الاحتلال في منع هذه الهجمات أو محاسبة منفذيها.

ونشرت صحيفة هآرتس العبرية: – ارتفاع ملحوظ في الهجمات الإرهابية اليهودية التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال عام 2025، يرتبط التصاعد في هجمات الإرهاب اليهودي بالغطاء السياسي والديني الذي يحصل عليه المستوطنون، ما يمنحهم شعورًا “شبه دائم” بالإفلات من العقاب.

تصاعد غير مسبوق في العنف

بحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، سجّلت الضفة الغربية خلال شهر ربيع الآخر 1447هـ (أكتوبر 2025م) أكثر من 264 اعتداءً نفذه مستوطنون ضد الفلسطينيين، وهو أعلى رقم شهري منذ بدء التوثيق عام 1427هـ (2006م).

وتشير إحصاءات أخرى إلى أن الفترة ما بين 1445هـ (أكتوبر 2023م) و 1446هـ (يوليو 2024م) شهدت أكثر من 1600 هجوم، تراوحت بين الاعتداء الجسدي المباشر، وتخريب الممتلكات، والاستيلاء على الأراضي الزراعية.

الزيتون هدف دائم

يُعد موسم قطف الزيتون، الممتد من سبتمبر حتى نوفمبر، من أكثر الفترات التي تتصاعد فيها الهجمات. فقد وثّقت منظمات محلية ودولية اعتداءات على المزارعين أثناء عملهم في الحقول، من بينها حادثة تعرّضت فيها سيدة فلسطينية (55 عامًا) للضرب المبرح من قبل مستوطنين مسلحين قرب قرية ترمسعيا شمال رام الله، أثناء محاولتها جمع ثمار الزيتون.

وفي قرى أخرى مثل المغيّر وقريوت وبرقة، أُحرقت سيارات، واقتحمت مجموعات من المستوطنين المنازل وأطلقت النار باتجاه الأهالي، ما أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.

خسائر اقتصادية وبشرية جسيمة

تسببت الاعتداءات المتكررة في خسائر اقتصادية كبيرة للمزارعين الفلسطينيين نتيجة حرق الأشجار واقتلاعها، وتخريب شبكات المياه والري. ويقول المزارع أحمد النجار من جنوب نابلس:

«أكثر من 70 شجرة زيتون اقتلعها المستوطنون خلال أسبوع واحد فقط. هذه الأشجار عمرها عشرات السنين، وفقدنا معها مصدر رزقنا».

وتضيف تقارير حقوقية أن الهجمات أدت إلى نزوح عشرات العائلات من المناطق الريفية والبادية، خصوصًا في الأغوار، بعد أن أصبحت حياتهم مهددة بشكل دائم.

تواطؤ وصمت رسمي

تشير منظمات حقوق الإنسان إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي غالبًا ما تحضر إلى مواقع الاعتداءات بعد وقوعها، دون اتخاذ إجراءات حقيقية لوقفها أو محاسبة الجناة.
وقالت منظمة بتسيلم الإسرائيلية في تقرير سابق:

«إفلات المستوطنين من العقاب جعل العنف ضد الفلسطينيين سياسة أمر واقع، وليست مجرد تجاوزات فردية».

دوافع ومآلات

يربط مراقبون تصاعد الهجمات برغبة المستوطنين في فرض السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من أراضي الضفة الغربية، تمهيدًا لضمها الفعلي إلى “إسرائيل”. كما يُلاحظ أن كثيرًا من هذه الهجمات تجري تحت حماية أو تغطية من الجيش “الإسرائيلي”، ما يضاعف من حدة التوتر ويقوّض فرص الاستقرار.

في ظل غياب أي محاسبة حقيقية، واستمرار سياسة الإفلات من العقاب، باتت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية نمطًا يوميًا من القمع الممنهج ضد السكان الفلسطينيين.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا