فكّكت الاستخبارات التركية شبكة تجسّس صينية كانت نشطة في البلاد منذ خمس سنوات.
في تطوّر بارز ظهر إلى العلن الأسبوع الماضي، قامت الاستخبارات التركية بتفكيك شبكة تجسّس صينية كانت تعمل على أراضيها. كانت هذه الشبكة تراقب لاجئين من الأويغور بالإضافة إلى مسؤولين أتراك باستخدام تقنيات متقدّمة، لا سيما أبراج الاتصالات الوهمية.
في وقت سابق من هذا الشهر، اعتقل عملاء الاستخبارات التركية سبعة مشتبه بهم، وعُثِر في مركباتهم على أجهزة IMSI-catcher، وهي أجهزة تحاكي المحطات الأساسية الحقيقية ويمكنها اعتراض البيانات وسجلات المكالمات والمحادثات وغيرها من المعلومات الحساسة من الهواتف المحمولة القريبة.
وتشير مصادر استخباراتية إلى أن بعض أفراد هذه الشبكة دخلوا تركيا في مارس الماضي فقط. ومع ذلك، كشف تقرير صدر الأسبوع الماضي أن الشبكة كانت تعمل منذ خمس سنوات. ويُشار إلى أن زعيم هذه الخلية، والذي يُشار إليه بالحروف الأولى “ZL”، هو مواطن صيني يُقال إنه وصل إلى تركيا قبل خمس سنوات لتأسيس هذه العملية الاستخباراتية، والتي شملت إنشاء شركات وهمية، مثل شركة لوجستية وشركة للاستيراد والتصدير، وتعلم اللغة التركية لتعزيز تنسيق أنشطتهم.
استخدام العملاء الصينيين لأجهزة IMSI-catcher يعكس تقنية تجسّس متطورة تسمح بجمع بيانات واسعة دون اكتشاف. تعمل هذه الأجهزة بمحاكاة محطات الشبكة الأساسية الشرعية، مما يخدع الهواتف المحمولة القريبة للاتصال بها. وبمجرد الاتصال، تستطيع الأجهزة اعتراض وتسجيل مختلف أنواع الاتصالات والبيانات، مما يزوّد العملاء بمعلومات استخباراتية حيوية.
مع تطور التكنولوجيا، تتكيف شبكات التجسّس، مما يستدعي تحديث بروتوكولات الأمن وتعزيز العمليات الاستخباراتية باستمرار. تدعو مدة العملية والتقنيات المتقدمة التي استخدمها العملاء الصينيون إلى إثارة المخاوف. وفي المقابل، يبرز نجاح الاستخبارات التركية في تفكيك هذه الشبكة كدليل على كفاءتها.
يرتبط مراقبة الأويغور، وهم أقلية تتعرض لقمع شديد في الصين، بالقضية الأوسع للتحرش العابر للحدود الذي تمارسه الصين ضد اللاجئين. كما أن تجسّسهم على المسؤولين الأتراك يعقد العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والصين، مما يثير تساؤلات حول مدى تدخل بكين في الشؤون الداخلية التركية.
Bitter Winter.
اترك تعليقاً