تحقيق إيكاد: جنود عرب يقاتلون تحت راية “إسرائيل”، ثم يتفاخرون علنًا بجرائمهم على منصات التواصل!

1a224f7f26833821a6ce706e0754272a

نشرت منصة إيكاد تحقيقا عن: جنود عرب يقاتلون تحت راية “إسرائيل”، يشاركون في قصف غزة وقتل المدنيين، ثم يتفاخرون علنًا بجرائمهم على منصات التواصل! ليست قصة من وحي الخيال، بل حقيقة صادمة كشفتها “إيكاد”، من خلال تتبّع شبكة جنود عرب من بدو النقب، يعملون ضمن كتيبة الاستطلاع الصحراوية في جيش الاحتلال، وجاء في التحقيق:

من هؤلاء الجنود؟ وما الجرائم التي وثّقوها بأنفسهم بحق أهل غزة؟

في 19 أبريل الماضي كشفت كتائب القسام ولأول مرة منذ استئناف الحرب عن تنفيذها كمين “كسر السيف” شرق بيت حانون، استهدفت فيه جنودًا من قوات الاحتلال.

وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، أدى الكمين إلى مقتل جندي وإصابة 5 آخرين. لكن أبرز ما لفت انتباهنا هنا هو أن الجندي الذي قُتل في الكمين يحمل اسمًا عربيًا ويُدعى “غالب النصاصرة”.

ومن هنا قررت إيكاد البحث خلف الجندي وكشف الكتيبة التي ينتمي إليها وتتبُّع عناصرها..

تقصينا أولًا عن “غالب” ووجدنا -حسب صحيفة معاريف الإسرائيلية- أنه ينحدر من رهط في النقب، ويبلغ من العمر 35 عامًا. شغل منصب “قصّاص أثر” في لواء الشمال بفرقة غزة، وكان ضمن كتيبة الاستطلاع الصحراوية.

وحسب القائد السابق لوحدة الكشافين ورئيس وحدة البدو في جيش الاحتلال “فيني غانون”، فإن والد “غالب” وجده كانوا كذلك عناصر في جيش الاحتلال، وعملوا في كتيبة الاستطلاع نفسها.

وبالبحث عن “كتيبة الاستطلاع الصحراوية”، وجدنا أنها تأسست عام 1987. تتبع فرقة غزة، وهي مؤلفة من بدو صحراء النقب.

يتركز نشاطها على البحث عن الأنفاق ومراقبة المنطقة الفاصلة بقطاع غزة، وتعمل خلال الحرب الجارية في مناطق خان يونس، ورفح، ومحور نتساريم، وحي النصر، ومخيم جباليا.

وبالتقصي أكثر عنها، رصدنا تقريرًا نشره تلفزيون “مكان” الإسرائيلي في 9 أبريل الماضي، استعرض فيه مقابلات مع عدد من الجنود العرب في الوحدة الذين أبدوا ولاءً مطلقًا لما وصفوه بـ”وطنهم” إسرائيل.

تشكُّل الكتيبة من بدو عرب وحديثهم عن الولاء لإسرائيل دفعنا للبحث أكثر وراء تلك الكتيبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومحاولة الكشف عن أبرز عناصرها ورصد أنشطتهم وجرائمهم خلال الحرب الجارية في غزة.

وبالفعل، تمكنّا من تحديد هوية 3 عناصر تابعين للكتيبة، ووجدنا أن حساباتهم كانت سجلًا مفتوحًا من الجرائم بحق الغزيين.

ما الذي كشفته إيكاد عنهم؟

أول عنصر كشفنا عنه ضمن “كتيبة الاستطلاع الصحراوية” كان الرائد “علي أبو فريحة”.

بتحليل حسابه في إنستغرام، وجدنا أنه نشر صورةً بها شعار الوحدة، بجانب صور أخرى وهو يرفع علم “إسرائيل”، ويشير فيها إلى تفاخره المتكرر بانتمائه لإسرائيل.

وبمزيد من التحليل، رصدنا مشاركته في عمليات الهدم والتدمير داخل القطاع، مثل مشاركته في اقتحام “حي النصر” شمالي القطاع، ونسف عدد من المباني به.

وبمزيد من التحليل، رصدنا مقاطع وصورًا عكست شخصيته السادية وفرحه بمعاناة غزة، مثل مقطع نشره لعملية نسف كبرى لعدد كبير من المباني وقد وضع عليه رموزًا تعبيرية “Emoji” نكايةً في أهل غزة واستهزاءً بهم. هناك مقطع آخر نشره من رفح احتوى على عباراتٍ مسيئة ونابية موجّهة لأهل غزة.

كما شارك مقطعًا آخر يُظهر قائمة بأسماء المطلوبين في حركة حماس وجناحها العسكري، وضع فيها علامة “X” على وجه “يحيى السنوار” الرئيس السابق لحركة “حماس”.

وبتتُّبع المواقع التي نشط بها “علي” خلال الحرب الجارية -بحسب ما كشفه تحليل حسابه- وجدنا أن رفح كانت من أكثر الأماكن الشاهدة على جرائمه. فقد نشر مقاطع مختلفة تُظهر مشاركته في عمليات التوغُّل والمداهمات بالمدينة، وتحديدًا عند معبر كرم أبو سالم. بالإضافة لمقطع ظهر فيه داخل مدرعة طراز “نمر” أو دبابة “ميركافا”، ووضع عليه موقع غزة.

لكن الجريمة الأبرز لـ”علي” في رفح كانت حرقه بيوتًا وأراضٍ زراعية، في إطار حرب التجويع ضد القطاع وحرمانه من موارده الذاتية نفسها.

لم يكتفِ “علي” بذلك فحسب، بل وثق عبر حسابه عددًا كبيرًا من المقاطع التي تُظهر إطلاقه النار العشوائي في غزة.. مثل مقطع يُظهر دبابة ميركافا تُطلق قذيفة مدفعية لم يتبيّن لنا وجهتها. ومقطع آخر كان يستخدم فيه بندقية طراز “M4″، وكتب عليه عبارة “تصويب جيد”، ما يُشير إلى إجرائه تدريبات داخل القطاع في أثناء الحرب. وهو ما يزيد من احتمالية تدرب جنود الاحتلال بالذخيرة الحية على المدنيين العُزل كأنهم في “ميدان رماية”.

وبالتدقيق أكثر في حساب “علي”، رصدنا في عدة مقاطع وحالات “Status” عمله إشارة لشخص يُدعى “حمزة”، شاركه في عمليات الهدم والوجود معًا خلال الحرب الجارية. تكرار هذه الإشارات بين الحسابين أشار إلى وجود علاقة صداقة بين الشخصين، لتفتح لنا هذه العلاقة الباب للكشف عن العنصر الثاني ضمن كتيبة الاستطلاع الصحراوية.

فمن “حمزة”؟ وما جرائمه التي وثقها في حرب غزة؟

عمدنا أولًا للتحقق مما إذا كان “حمزة” عضوًا في كتيبة الاستطلاع الصحراوية أم لا، وبتحليل حسابه على منصة إنستغرام، تأكدنا من انتمائه للكتيبة بالفعل. فقد نشر صورةً له يضع فيها شارة كتيبة الاستطلاع الصحراوية على كتفه، وأخرى له في رفح يظهر في خلفيتها علم الكتيبة. كما نشر صورة أخرى تُظهر شهادة تشير لإتمامه دورة إسعاف ميدانية حملت اسمه وصورته، كما كان يرتدي زيًا عسكريًا عليه شعار الكتيبة.

والغريب، أن التقرير الذي أجراه تليفزيون “مكان” مع عدد من جنود الدورية -الذي أشرنا له بالأعلى- وجدنا أن حمزة اقتطع جزءًا معينًا منه ونشره، ما قد يُشير إلى أن هذه المقابلة كانت معه هو شخصيًا.

أما عن جرائم “حمزة”، فبتحليل حسابه، وجدنا أنه من أكثر جنود الدورية إجرامًا. “حمزة” الذي شارك في معارك خان يونس نشر مقطعًا لم يتعدَ دقيقة واحدة ولكنه وثّق فيه عددًا كبيرًا من جرائمه، إذ ظهرت فيه مبانٍ مُدمرة يتصاعد منها الدخان، ومبانٍ أخرى لمدنيين جرى تفخيخها وإلقاء القنابل فيها تحضيرًا لنسفها.

كما وثّق إطلاقه قذائف محمولة على الكتف، وتمترس رفقة جنود وحدته داخل منازل الغزيين. إضافة لنشره مقاطع مصحوبة بأغاني تحمل تهكّمًا واستهزاءً بالمقاومة الفلسطينية وعدم قدرتها على مواجهة قوة جيش الاحتلال.

“حمزة” وثق كذلك في أحد المقاطع قيامه بتخريب محتويات منازل لمدنيين عقب اقتحامها، عبر حرقها وإطلاق النار عليها للحيلولة دون عودتهم إليها. المقطع نفسه ظهر به جنود دروز يقاتلون إلى جانب الدورية داخل القطاع، واتضح ذلك من وجود علم الدروز على كتف أحد الجنود، وآخر يحمل العلم نفسه.

وبالتحليل الدقيق لحساب “حمزة”، وجدنا مقطعًا كتب عليه عبارة “معبر رفح”، ظهر فيه كلب بوليسي تستخدمه وحدة “عوكيتس” الإسرائيلية التي تعتمد في أنشطتها القتالية على الكلاب. ويُذكر هنا أن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ذكر في يونيو 2024، أن جيش الاحتلال يستخدم الكلاب لترويع المدنيين واغتصابهم في مراكز احتجاز الأسرى والمعتقلين.

٢٠٢٥٠٥١٩ ٢١٠٩٢٣

ما رصدناه من انتهاكات قام بها “حمزة” لم تقتصر على حرب الإبادة في غزة فقط، بل رصدنا ظهوره بزي عسكري هو وجنود آخرين في المسجد الأقصى ومحيطه، في 28 أكتوبر 2024.

وبالبحث عن هذا التاريخ، وجدنا أنه يتوافق مع موسم الأعياد اليهودية الذي استمر طيلة شهر أكتوبر، مما يُرجّح انخراط “حمزة” في تأمين اقتحامات المسجد الأقصى.

وبتحليل التفاعلات على حساب “حمزة”، لاحظنا تفاعلات متكررة من حساب شخص يُدعى “أحمد شلابنة”، توحي بوجود علاقة صداقة قوية بينهما. كما وجدنا أن الحسابين تشاركا في نشر المقاطع المُصورة نفسها عبر خاصية “القصص” على منصة إنستغرام؛ أبرزها مقطع رفع علم وحدة الاستطلاع الصحراوية 585.

لنتمكن من هذه التفاعلات والتحليلات من الكشف عن العنصر الثالث والأخير في تحليلنا حول كتيبة الاستطلاع الصحراوية. فمن “أحمد شلابنة”؟ وما الذي وثقه من انتهاكات عبر حسابه؟

بالعودة إلى حساب “شلابنة” وجدنا أنه سار على خُطى صديقيه ونشر مقطعًا لجنديين يُطلقان النار عشوائيًا، وآخر يُظهر دمارًا هائلًا لأحد الأحياء السكنية داخل القطاع التي شارك في اقتحامها. كما نشر مقطعًا يُظهر توغلًا لإحدى دوريات الجيش عبر شارع الرشيد “البحر”.

وبتحليل المعالم الجغرافية الظاهرة في المقطع مثل اللوحة التي تحمل اسم “Q cafe”، وجدنا أنه التُقط قرب الميناء العائم الذي شيدته الولايات المتحدة الأمريكية في مايو 2024 على محور نتساريم.

٢٠٢٥٠٥١٩ ٢١١٢٣٩

لكن أبرز ما وثقه “شلابنة” كان مشاركته في خطة الجنرالات التي كانت تقضي بتحويل شمال القطاع لمنطقة عازلة مع تهجير سكانها. فقد نشر مقطعًا يظهر فيه رفقة جنود وحدته في منطقة بشمال القطاع بها 3 مدارس إيواء متجاورة تعرضت للحرق والتدمير.

وبتحليل المعالم الظاهرة في المقطع، تبيّن أن تلك المدارس تقع خلف مدارس السوق في معسكر جباليا. وكان الاحتلال قد شنّ عدوانه الثالث على مخيم جباليا في أكتوبر 2024، ودمر خلاها مظاهر الحياة في المعسكر، أبرزها المدارس ومراكز الإيواء.

لنستنتج في نهاية التحقيق:

  • الجندي الذي قتلته كتائب القسام في كمين “كسر السيف” يُدعى “غالب النصاصرة”، ينتمي لكتيبة الاستطلاع الصحراوية، المكونة من عرب بدو، تُشارك في جرائم ضد المدنيين في قطاع غزة.
  • تتبعت “إيكاد” ثلاثة من عناصر الكتيبة (علي أبو فريحة، حمزة، أحمد شلابنة)، ورصدت أدلة على جرائمهم في غزة، شملت اقتحامات، وحرق منازل ومزارع، وإطلاق نار عشوائي، والسخرية من معاناة المدنيين.
  • العلاقة بين الجنود الثلاثة قوية ومنسّقة ومترابطة من خلال مشاركاتهم المتكررة في العمليات وتوثيقهم المتبادل، مثل ما ظهر في تحقيقنا حول “دورية جفعاتي”.
  • شارك جنود دروز في معارك القطاع جنبًا إلى جنب مع الجنود العرب في حرب أكثر شمولية بالنسبة لإسرائيل، جنّدت فيها الجميع، وأُثبت استخدامها الكلاب البوليسية.
  • ما كشفناه يؤكد أن كتيبة الاستطلاع الصحراوية ليست مجرد وحدة استكشاف، بل شبكة منظمة تشارك في جرائم الحرب ضد غزة، تحت غطاء الولاء التام لإسرائيل.

https://x.com/EekadFacts/status/1924189349937078596?t=qo_Gv-G7zwroyA0z_hrI2A&s=19

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا