حَقَّاً أَتَسَائَل: بِمَاذَا تَحتَفِلُ أَيُّهَا اليَمَنِي ؟! هَل تَحتَفِل بِمَا لَم تُحَافِظ عَليهِ؛ أَم تَحتَفِل بِانتِصَارٍ مُزَيَّف؟!
أَخبِرنِي؟! مَن أَنتَ اليَوم والآن؛ حتَّى أَستَطِيع أَن أَجعَلَ لاحتِفَالِكَ مَخرَجَا؟! هل تَحتفِل-مثلاً-لأنّه لا وحدَة لَدَيك؟!
هل تحتفِل لأنّك مهجّر في أصقاعِ الأرضِ؟ هل تَحتَفِل لأنّ بلادَك أصبحَت تُقصَف وتُستَبَاح حَيثُ لا حُرمَةَ لَجَوِّكَ ولا لحدُودِك ولا لبَحرِك؟!
عَلى مَاذا تُطلِق الأهازِيج، على خيباتِك المُتَتالَية، أم على شرذمَةٍ مجرِمَة مَارِقَة لَم تستَطِع أَن تُجرِّدَهَا حقَّكَ الّذي أخذتهُ طيلَة السنوات التِّسع المَاضِية؟!
أم عَلَى ذلِكَ العلَم الَّذي أصبَح رُؤَسَاءه خمسة وأظنَهم ستة أو سبعة ما يعلمهم إلاّ قليل أو ربّما لا يعرفهُم أَحَد! هَل يَحتَفِلُ المَرءُ وهُو يَخسَرُ الدِّين، والقيمَ، والبلادَ، والمبدَأ؟!
أم أَنَّكُم تتمَسَّكُون بِمَا لَم يَكُن يَومَاً لَكُم؛ لا هُو نَصرُكُم ولا أَنتُم أَصحَابُهُ؟!
لَو أنّكُم تنظُرون بِعَينِ الحَقِيقَة، مَا رفعتُم عَلمَا ولا فرحتُم أَبدَا؛ أخبرونِي كَيفَ تفرحُون، كيف تَهنَأ قُلوبُكم بالسُّرور وبلادُكم مكلومَةٌ مَغصُوبَة؟!
أيُعَقَل أَن َيعُد أهل الكُفرِ العُدَّةَ لإزهاقِ أراوحِكم، وتدمير أرضِكُم، وتبادَلُونه بالفرَحِ والمَسرَّات؟! هل تحتفِلُون ردَاً على صنِيعِهِم بِكُم؟!
بئس القَوم الّذين يفرحون ويحتفِلون وبلادُهم وبلاد المسلمين منكوبة تحت القصفِ وبين نيرانِ البغي والعدوان!! حرِيٌّ بِمَن يرى بلاد الإسلام وأهلها، يُقصفُون ويُبادُون؛ ألاَّ يبتسِم قط أو يفرَح حتّى يرَى عودة ابتسامات المَظلُومين وأُنسِ الحيارَى والمُهجرَين!
إنّها لخيانَة؛ أن تَفرَح وأخوكَ المُسلِم الّذي هو قطعَةٌ مِنكَ، لا يهنَأ براحَة ولا يسعدُ بحَال، والله إنّها لخيانَة!
22 مايو-اليمن.
اترك تعليقاً