ستُطلق حكومة كريس مينز، رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز في أستراليا، برنامجاً بقيمة مليون دولار لمواجهة الكراهية ضد المسلمين، يتضمن إنشاء خط هاتفي لدعم الضحايا، إلى جانب برنامج لرفع الوعي بخطر الإسلاموفوبيا.
وسيموَّل هذا المشروع خطاً هاتفياً لمساندة من يواجهون مظاهر الإسلاموفوبيا، ونظاماً لإدارة قضايا الضحايا يتيح للسلطات والمجتمع الاطلاع بصورة أدق على طبيعة الانتهاكات والسلوكيات الممارسة.
كما ستُخصَّص الأموال لتعزيز خدمات الدعم للمُتضررين، ولإعداد برامج تدريبية لعناصر الشرطة في كيفية التعامل مع الاعتداءات ذات الطابع الإسلاموفوبي.
ويأتي هذا الدعم بعد المشاركة الحاشدة في مسيرة مناصرة لفلسطين عبر جسر ميناء سيدني، حيث قُدّر عدد الحاضرين بما بين مئتين وخمسة وعشرين ألفاً وثلاثمئة ألف شخص. وقد عارض رئيس الوزراء، كريس مينز، تنظيم المسيرة بدعوى الحفاظ على السلامة العامة، إلا أنّ المحكمة العليا سمحت بإقامتها عقب استئناف ناجح قدّمه المنظمون.
وأثار موقف مينز حالة من التململ داخل حزب العمال في نيو ساوث ويلز، ولا سيما بين النواب الذين تمثّل دوائرهم أعداداً كبيرة من المسلمين، إذ اعتبروا موقفه متجاهلاً لمشاغل المجتمع.
وقال مينز معلناً عن البرنامج: “إن الأدلة المتوافرة لديّ تشير إلى أنّ الإسلاموفوبيا تفوق بكثير ما يتم الإبلاغ عنه، ونحن لا نريد للأستراليين أن يتجرّعوا المعاناة في صمت أو أن يرزحوا تحت وطأة العنصرية من غير عون أو مساندة”. وأضاف: “إنّ العنصرية السافرة والإسلاموفوبيا لا مكان لهما في ولايتنا ولا في بلادنا، ومن المشين أن يستمر البعض في إدامة مثل هذه الممارسات”.
برنامج “مكافحة الإسلاموفوبيا”، الذي سيتولى إدارة المنحة، يُشرف عليه المجلس الوطني للأئمة في أستراليا (ANIC).
وقال رئيس المجلس، الإمام شادي السليمان، إن الكراهية ضد المسلمين قد شهدت تصاعداً ترك العديد من المسلمين في حالة قلق من ممارسة شعائرهم اليومية، كأداء الصلاة في المساجد أو الخروج من منازلهم مرتدين الحجاب.
وأضاف: “إن الإسلاموفوبيا تتجلى في المجتمع بصور شتى، وقد لاحظنا تزايداً في صور العدوان الخفي الذي كثيراً ما يُختزل في الجهل أو يُفسَّر بكونه سلوكاً فظاً”. وتابع قائلاً: “إن إدراك الكيفية التي يعيش بها المسلمون تجربة الإسلاموفوبيا سيساعدنا على صياغة مقاربة شمولية للتصدي لهذه الظاهرة”.
وكشف تقرير “رسم خريطة التماسك الاجتماعي” لعام 1445هـ (2024م) الصادر عن مؤسسة سكانلون أن المواقف السلبية تجاه المسلمين لا تزال الأعلى مقارنة بأي جماعة دينية أخرى على مدى أكثر من عقد.
وبحسب الاستطلاع، ارتفعت المواقف السلبية تجاه المسلمين من 27% في عام 1444هـ (2023م) إلى 34% في عام 1445هـ (2024م).
أما “سجل الإسلاموفوبيا في أستراليا”، فقد وثّق ارتفاعاً يزيد على 530% في الحوادث الإسلاموفوبية المُبلَّغ عنها منذ 22 ربيع الأول 1445هـ (7 أكتوبر 2023م) حتى 1447هـ (يوليو 2025م)، حيث تجاوز عدد الحالات الموثقة 1500 واقعة.
وقال وزير التعددية الثقافية، ستيف كامبر: “سيسهم هذا البرنامج إسهاماً محورياً في تقديم الدعم لمن تضرروا من موجات الكراهية هذه، فضلاً عن نشر الوعي بأهمية رفض العنصرية بكل أشكالها”.
صحيفة الغارديان البريطانية.
اترك تعليقاً