الهند تسعى لمحو الذاكرة الجمعية للكشميريين من خلال حظر الكتب المخالفة لسرديتها

thediplomat 2025 08 11 173905

في يوم الخميس الخامس من أغسطس الحالي، داهمت الشرطة في الجزء الخاضع للإدارة الهندية من كشمير مكتبات بعد أن حظرت السلطات الهندية 25 كتابًا، بزعم أنها تروج “لروايات كاذبة” و”الانفصالية” في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة.

كما فتش مسؤولو الشرطة في اليوم نفسه بائعي الكتب على جوانب الطرق ومؤسسات أخرى تبيع المنشورات المطبوعة في مدينة سريناغار الرئيسية وفي مواقع متعددة في المنطقة لمصادرة المواد المحظورة، وفقاً للشرطة.

وقالت الشرطة في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي: “استهدفت العملية موادًا تُروّج لأيديولوجيات انفصالية أو تُمجّد الإرهاب وتروج لثقافة الأحقاد والمظلومية”.

وجاءت المداهمات بعد أن اتهمت الحكومة الكُتَّاب بنشر “روايات كاذبة” عن كشمير، “بينما لعبوا دورًا حاسمًا في تضليل الشباب” بشأن الدولة الهندية .

الأمر بحظر الكتب جاء في وقت رمزي؛ حيث أُعلن عنه في الذكرى السادسة للتعديل الدستوري الكبير الذي حرم جامو وكشمير، ذات الأغلبية المسلمة، من وضعها الخاص كمنطقة تتمتع بالحكم الذاتي.

خلفية تاريخية

قُسِّمت كشمير بين الهند وباكستان منذ استقلالهما عن الحكم البريطاني عام ١٩٤٧. ويطالب كلٌّ منهما بالسيادة الكاملة على الإقليم الواقع في جبال الهيمالايا.

تقاتل الجماعات المتمردة منذ عام ١٩٨٩ ضد الحكم الهندي لكشمير، مطالبةً بالاستقلال أو الانضمام إلى باكستان.

ومنذ عام ٢٠١٩، تزايد تجريم السلطات الهندية للمعارضة، ولم تُبدِ أي تسامح مع أي رواية تُشكك في سيادة الهند على كشمير.

انتخابات كشمير : العبث المُنظم، ووهم استرداد الإرادة تحت إشراف الاحتلال

انتخبت كشمير الخاضعة للإدارة الهندية حكومة جديدة في شهري سبتمبر وأكتوبر، وهي الأولى منذ خضوعها للسيطرة المباشرة لنيودلهي، حيث أيد الناخبون أحزاب المعارضة لقيادة مجلسها الإقليمي.

ومع ذلك، تتمتع الحكومة المحلية بصلاحيات محدودة، ولا يزال الإقليم عمليًا تحت حكم مسؤول معين من نيودلهي.

وعد رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بين يدي الانتخابات بإعادة “الوضع الخاص” لكشمير ولكن وعود مودي لم ترق إلى الآن حتى لتكون حبرًا على ورق.

تضييق الخناق

ولكن حتى مع تاريخ كشمير الطويل في مواجهة الرقابة، فإن حظر الكتب يمثل في نظر العديد من المنتقدين محاولة شاملة من جانب نيودلهي لتأكيد السيطرة على الأوساط الأكاديمية في المنطقة المتنازع عليها.

التحكم في السردية ومسح الذاكرة الجمعية للكشميريين

أثار حظر الكتب انتقادات من جهات مختلفة في كشمير، حيث وصفه الطلاب والباحثون بأنه محاولة لفرض حالة فقدان للذاكرة الجماعية.

قال صابر رشيد، وهو باحث مستقل من كشمير يبلغ من العمر 27 عامًا، إنه يشعر بخيبة أمل كبيرة. وأضاف: “هذا هجوم على ذاكرة الشعب … الآن، يكاد محو الذاكرة في كشمير أن يكتمل”.

وقالت أنورادها بهاسين، محررة صحيفة ((كشمير تايمز)) ومؤلفة كتاب “دولة مفككة: القصة غير المروية لكشمير بعد المادة 370″، وهو من بين 25 عملاً مدرجاً على القائمة السوداء، إن الحظر جزء من حملة متعمدة لمحو التاريخ والروايات البديلة. وأضافت: “هذا يتسق تمامًا مع نمط الحكم الحكومي، وخاصة في كشمير”.

وقال سومانترا بوس، عالم سياسة: “إذا نظرت إلى الكتب الخمسة والعشرين، ستجد تشكيلة متنوعة نسبيًا من المؤلفين. لكن القاسم المشترك بينها هو أنها لا تتبنى [السردية] القومية الهندوسية، أو نهج الحكومة [الهندية] بشأن كشمير – وهذا هو القاسم المشترك”.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا