النفايات، وخاصة الصلبة منها، التي يجمعها المتطوعون من المجتمع ويتم التخلص منها في الأماكن المفتوحة من مخيمات اللاجئين الروهينجا، تثير قلقاً زراعياً بسبب تلف خصوبة التربة في كوكس بازار.
قالت المصادر إن عدة مئات من الأفدنة من الأراضي الصالحة للزراعة التي يملكها المزارعون المحليون أصبحت غير قابلة للزراعة بالفعل تحت تأثير النفايات التي تم التخلص منها والمنبعثة من مخيمات اللاجئين الروهينجا المكتظة بالسكان في منطقتي أوخيا وتكناف في المقاطعة.
انتشار النفايات الملوثة حول الأنهار والقنوات في المناطق حوّلها إلى مصارف ضيقة. تتعرض المحاصيل للضرر بسبب تدفق المخلفات السامة من المخيمات إلى الحقول. وقد تأثر آلاف المزارعين بهذه الكارثة.
في ظل هذه الأزمة، طالب السكان المحليون باتخاذ خطوات فورية وفعالة لإدارة النفايات بشكل صحيح في مخيمات الروهينجا.
قال المزارعون المحليون إنه قبل وصول الروهينجا إلى هنا، كان يتم زراعة ثلاثة أنواع من الأرز ومجموعة متنوعة من الخضروات الموسمية على أراضي المنطقتين كل عام. أما الآن، فقد توقفت الزراعة على نحو 20 فداناً من الأرض في أوخيا وتكناف بسبب هذا الأمر.
مهما تم من عمليات تنظيف، فإن الأكياس البلاستيكية والزجاجات البلاستيكية والنفايات الطبية وأنواع مختلفة من النفايات البلاستيكية من المخيمات تدمر الأراضي الزراعية.
قال المقيم المحلي عبد الغفور إنه قبل عام 2017، كانت القناة الكبيرة في بالوخالي مناسبة جداً لتربية الأسماك. كانت المنطقة حول القناة نظيفة جداً. كان المزارعون يأخذون الماء منها ويسقون حقول الأرز والخضروات. الآن، تتدفق نفايات مخيم كوتوبالونغ إلى النهر عبرها. تُدمر ثمار ومحاصيل جميع الحقول على طول القناة. كل شيء تلوث بالماء القذر.
زعم السكان المحليون أن ما لا يقل عن ألف مزارع في أوخيا وتكناف تأثروا بسبب رمي النفايات من مخيمات الروهينجا، لكنهم لم يتلقوا أي مساعدة حكومية حتى الآن.
قال رئيس الاتحاد المحلي غفور الدين شودري إن هناك 32 مخيماً للروهينجا في أوخيا وتكناف. تسقط نفايات هذه المخيمات في حقول المحاصيل عبر المصارف. في كل عام، كلما هطلت الأمطار، تغمر حقول المحاصيل المياه المختلطة بالنفايات.
بسبب النفايات، أصبح من الصعب زراعة المحاصيل في الحقول المحلية. وقد دمرت عدة مئات من الأفدنة من الأراضي الزراعية في هذه العملية.
قالت مصادر في دائرة الإرشاد الزراعي في كوكس بازار إن مساحة الأراضي الزراعية وقدرتها الإنتاجية تتناقصان بسبب تأثير النفايات من مخيمات الروهينجا.
وبحسب بيانات الدائرة، كانت الأراضي الصالحة للزراعة في تكناف عام 2015 تبلغ 13,728 هكتاراً، وانخفضت إلى 11,036 هكتاراً في عام 2025. وفي الوقت نفسه، انخفضت مساحة الأرض في أوخيا من 16,840 هكتاراً إلى 16,000 هكتار.
قال الباحث البحري محمد عبد القَيوم إن النفايات من مخيمات الروهينجا تتدفق مباشرة إلى البحر عبر الأنهار، مما أصبح تهديداً خطيراً للتنوع البيولوجي ومصائد الأسماك والبيئة.
وفي هذا الصدد، قالت سيده رضوانا حسن، مستشارة وزارة البيئة والغابات وتغير المناخ: “سنحاول إيجاد حل بالتعاون مع الجميع لإدارة النفايات بشكل صحيح في مخيمات اللاجئين. وسيتم اتخاذ خطوات فعالة بعد مناقشة الأمر مع المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الحكومية.”
financial express
اترك تعليقاً