النساء السُنيّات المعتقلات في العراق: معاناة في الظل

699d7f078c7c92e836423585ef05d6e5

مقدمة

يشهد العراق منذ سنوات اضطرابات أمنية وسياسية واجتماعية ألقت بظلالها الثقيلة على مختلف مكونات المجتمع، ومن بين أكثر الفئات تضررًا كانت النساء، لا سيما النساء السنيّات اللواتي واجهن أشكالًا متعددة من الانتهاكات، سواء في إطار الحرب على “الإرهاب” أو بسبب الانقسامات الطائفية والسياسية التي عمّقت جراح الوطن.

وتعدّ قضية النساء السنيّات المعتقلات واحدة من أكثر القضايا حساسية، لما تحمله من أبعاد إنسانية وحقوقية، تتطلب وقفة جادة من جميع الجهات.

خلفية

منذ العام 1424هـ (2003م)، وبعد الغزو الأمريكي للعراق، دخلت البلاد في دوامة من الصراعات الطائفية والسياسية، وتعرضت بعض المناطق ذات الأغلبية السنيّة إلى عمليات عسكرية واسعة بذريعة مكافحة “الإرهاب”. خلال هذه العمليات، تم اعتقال آلاف الرجال والنساء، وغالبًا ما كانت هذه الاعتقالات تتم بناءً على شُبهات أو تقارير كيدية أو تهم غير مثبتة قضائيًا، دون وجود محاكمات عادلة أو ضمانات قانونية حقيقية.

أوضاع النساء المعتقلات

تعاني النساء السنيّات المعتقلات في السجون العراقية من أوضاع إنسانية صعبة، حيث تشير تقارير منظمات حقوق الإنسان إلى وجود انتهاكات جسيمة، تشمل:

  • الاحتجاز ومحاكمة ظالمة تعتمد على الشهود وإن كانو شهود زور.
  • تحاكم المرأة وتوقع على الاعتراف القسري حيث تكون الاعترافات مجهزة مسبقا تترواح الاحكام من 15 إلى إعدام ومؤبد بدون أي وجه حق.
  • وتتعرض المرأة خلال سنوات السجن للتعذيب وسوء المعاملة؛ حيث وردت شهادات عن تعرّض اغلب المعتقلات للتعذيب الجسدي والنفسي أثناء التحقيق.
  • الابتزاز والاعتداء: تتحدث بعض التقارير عن استغلال بعض النساء المعتقلات جنسيًا أو ابتزاز عائلاتهن ماليًا مقابل وعود بالإفراج.

أما الكلام عن الأوضاع داخل السجن فهي أوضاع مزرية.. كل من ليس لديها من يزورها تموت جوعا حيث تعتمد المعتقلات على ما يأتيهن من ذويهن من نقود، والمعتقلة التي ليس لديها من يزوها تموت جوعا.

الأكل المقدم داخل السجون سيء جدا؛ بل أحيانا يكون مسمما ومدة صلاحيته منتهية. السلع داخل السجن باهظة الثمن ولا يستطيع الكل شراء هذه الاحتياجات.

أما العلاجات فيمنع دخول سوى النزر اليسير منها وهي أيضا باهظة الثمن حيث يصل سعر الشيت الواحد إلى أكثر من 7 دولار وليس بمقدور الجميع تحمل تكلفتها.

الأثر الاجتماعي والنفسي

لم تقتصر معاناة النساء المعتقلات على ظروف السجن فقط، بل امتدت إلى أسرهن ومجتمعاتهن. فكثير من هؤلاء النساء أمهات أو معيلات لأطفال، واعتقالهن يؤدي إلى تفكك أسر، وضياع مستقبل أطفال، وانتشار مشاعر الغبن والمرارة لدى مجتمعاتهن، مما يعمّق الجراح الاجتماعية.

غياب العدالة وصمت المؤسسات

رغم الجهود المحدودة لبعض المنظمات الحقوقية، فإن معظم قضايا النساء المعتقلات لا تجد صدى في وسائل الإعلام أو اهتمامًا كافيًا من السلطات الرسمية. ويُسجَّل ضعف واضح في دور القضاء العراقي في التعامل مع هذه القضايا، إما بسبب الضغوط السياسية أو الفساد أو الخوف من التورط في ملفات حساسة.

قضية النساء السنيّات المعتقلات في العراق ليست مجرد أرقام أو ملفات قانونية مهملة، بل هي جرح نازف في ضمير الإنسانية. تجاهل هذه القضية يعني الاستمرار في دوامة الظلم والانقسام، ويقوّض أسس الدولة العادلة. آن الأوان لسماع صوت النساء المعذّبات خلف القضبان، وتذكرهن، ومداواة جراحهن والوقوف معهن.

لا يقتصر الأمر على النساء بطبيعة الحال، فالسجون العراقية لم تفرق بين ذكر وأنثى.. وإليكم بعض الشهادات عن مأساة السجون في العراق:

IMG 20250610 094824 151
IMG 20250610 094823 971
IMG 20250610 094824 606
IMG 20250610 094823 844

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا