المناهج الفرنسية تُخَرج “مغتصبي أطفال”!!

AA1zHoFM

كتب الباحث حسن قطامش عبر منصة إكس تعليقا على محاكمة الجراح الفرنسي “جويل لو سكوارنيك” بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي على 299 شخصاً، منهم 256 طفلاً، على مدار ثلاثة عقود، التي عقدت بمدينة “فان” الفرنسية في 25 شعبان 1446هـ (24 فبراير 2025م):

هذه القضية بعد الفضيحة الكبيرة داخل كنيسة فرنسا الكاثوليكية بذات التهمة، جعلتني أتتبع (سريعا) هذا النمط من الجرائم القذرة في أوساط النخبة الفرنسية، والتواطؤ والتستر الحكومي والمجتمعي والتطبيع مع هذه الفواحش البشعة مع أولادهم وأولاد غيرهم .. ومن هذه الحوادث:

1. جريمة “لو سكوارنيك”: في اليوم الأول للمحاكمة، اعترف لو سكوارنيك بـ”أفعال بشعة”، وأكد محاميه أنه يتحمل مسؤولية معظم التهم، لكن القضية تتجاوز الطبيب إلى إخفاقات النظام، إذ سبق إدانته عام 1436هـ (2005م) بحيازة مواد إباحية للأطفال ( 300 ألف صورة وفيديو) لكنه استمر في العمل دون رادع، رغم وصول شكاوى للمستشفيات ووزارة الصحة. وقد عمل هذا الطبيب في 12 مستشفى غرب فرنسا، حيث استهدف ضحاياه، من أطفال من عمر سنة إلى سبعين سنة أثناء تخديرهم أو تعافيهم من الجراحات.

2. قضية الكنيسة الكاثوليكية: كشف تقرير مستقل عام 1442هـ (2021م) أن حوالي 330,000 طفل تعرضوا للإساءة الجنسية من قبل رجال الدين ومسؤولين في الكنيسة منذ 1369هـ (1950م)، أظهرت الكنيسة “لامبالاة قاسية” وفشلت في الإبلاغ عن الإساءات أو معاقبة الجناة.

3. قضية “أوليفييه دوهاميل”: في 1442هـ (2021م)، اتهم الأكاديمي الفرنسي البارز أوليفييه دوهاميل بالإساءة الجنسية لابن زوجته في سن المراهقة، أثارت القضية نقاشات حول الإساءة داخل النخب الفرنسية والتستر عليها، وأدت إلى استقالته من منصبه.

4. قضية “جيسل بيليكوت”: في 1445هـ (2024م)، حوكم زوج جيسل بيليكوت وعدد من الرجال بتهمة اغتصابها وهي مخدرة، وأصبحت رمزًا للنضال ضد الإساءة الجنسية.

5. قضية “كريستوف روجيا”: أُدين المخرج كريستوف روجيا في 1445هـ (2024م) بالتحرش الجنسي بالممثلة أديل هانيل عندما كانت قاصرا في الـ12 من عمرها، حُكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ، وأثارت القضية تساؤلات حول تغيير المواقف تجاه الإساءة للقاصرين.

6. قضايا الإساءة في المدارس: كشفت حملة SciencesPorcs في 1442هـ (2021م) عن اتهامات بالتحرش والاغتصاب في معهد العلوم السياسية الفرنسي، ولم تتعامل الإدارة مع الشكاوى بجدية، مما يُظهر تقاعسًا مؤسسيًا.

7. قضايا الإساءة عبر الإنترنت: في 1444هـ (2023م)، حذرت مؤسسة مراقبة الإنترنت من أن فرنسا تستضيف أكثر من 100,000 صفحة ويب تحتوي على مواد إساءة جنسية للأطفال، وتُعد فرنسا من الدول الأوروبية الأكثر استهلاكا لهذه المواد.

ولو رجعنا للوراء قليلا سندرك مدى تجذر هذه الجرائم في العقلية الفرنسية، ومنها:

قضية ميشيل فوكو!

خلال إقامته في تونس بين عامي 1385-1387هـ (1966 و1968م)، واجه الفيلسوف ميشيل فوكو اتهامات بممارسة الجنس مع أطفال، ظهرت هذه الاتهامات في 1442هـ (2021م) عندما قال الكاتب “غي سورمان”، الذي زار فوكو في تونس عام 1388هـ (1969م)، أن (الفيلسوف الكبير) كان يمارس الجنس مع أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات في مقبرة محلية مقابل المال، وأشار سورمان إلى أن الصحفيين الفرنسيين كانوا على علم بهذه الأفعال لكنهم لم ينشروا عنها بسبب مكانة فوكو الفكرية.

قضية “صائد الكتاكيت”

الكاتب الفرنسي “غابرييل ماتزنيف” الملقب أحيانًا بصائد الكتاكيت، واجه اتهامات بالاعتداء الجنسي على أطفال في الفلبين، وقد كتب ماتزنيف في أعماله عن تجاربه مع قاصرين في هذا البلد، لكن هذه الادعاءات لم تُثِر رد فعل قانوني أو إعلامي قوي حتى عام 1441هـ (2020م)، عندما نُشر كتاب “الموافقة” للكاتبة “فانيسا سبرينغورا” وكشف فيه تعرضها للاستغلال من ماتزنيف وهي قاصر.

قضايا تاريخية أخرى

لم تقتصر الاتهامات على “فوكو” أو “ماتزنيف”، بل شملت شخصيات فرنسية أخرى مثل “بول غوغان” و “أندريه غيد”، وغالبًا ما ارتبطت هذه القضايا بسلوكيات في المستعمرات الفرنسية أو الدول النامية، حيث استغل هؤلاء نفوذهم دون رقابة قانونية صارمة. على سبيل المثال، واجه “غوغان” اتهامات بالعلاقات مع قاصرات في تاهيتي، بينما كتب “غيد” عن تجاربه مع الشباب في شمال إفريقيا. وهناك الكثير من أمثال القضايا التي تُظهر أنماطًا متكررة من الإساءة للأطفال والتواطؤ والتستر المؤسسي، مما يدفع العقلاء للمطالبة بإصلاحات نظامية وثقافية و(تغيير مناهج التعليم) في فرنسا لحماية الأطفال ودعم الضحايا.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا