المخابرات الأمريكية تشير إلى أن أهداف بوتين في الحرب على أوكرانيا لم تتغير

IMG 20251222 090643 762

تواصل التقارير الاستخباراتية الأمريكية التحذير من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتخل عن أهدافه في السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا واستعادة أجزاء من أوروبا كانت تابعة للإمبراطورية السوفيتية السابقة، وفقًا لستة مصادر مطلعة على الاستخبارات الأمريكية، حتى مع سعي المفاوضين لإنهاء الحرب بما يترك روسيا بمساحة أقل بكثير من الأراضي.

وتقدّم هذه التقارير صورة مغايرة تمامًا لتلك التي رسمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه المعني بسلام أوكرانيا، الذين زعموا أن بوتين يرغب في إنهاء الصراع. ويعود أحدث هذه التقارير إلى أواخر سبتمبر، بحسب أحد المصادر.

تتعارض الاستخبارات أيضًا مع إنكار الزعيم الروسي بأنه يشكل تهديدًا لأوروبا.

وقد ظلت النتائج الأمريكية متسقة منذ أن شن بوتين غزوه الشامل في 1443هـ (2022م)، وتتوافق إلى حد كبير مع آراء القادة الأوروبيين وأجهزة الاستخبارات التي ترى أنه يطمح للسيطرة على كامل أوكرانيا وأراضي دول الكتلة السوفيتية السابقة، بما في ذلك أعضاء حلف الناتو، وفقًا للمصادر.

وقال مايك كويغلي، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب عن الحزب الديمقراطي، في مقابلة مع رويترز: «الاستخبارات دائمًا تشير إلى أن بوتين يريد المزيد. الأوروبيون مقتنعون بذلك. البولنديون مقتنعون تمامًا. ودول البلطيق تعتقد أنها ستكون الهدف الأول».

تسيطر روسيا على نحو 20% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك الجزء الأكبر من محافظتي لوغانسك ودونيتسك، وهما تشكلان القلب الصناعي لمنطقة دونباس، وأجزاء من محافظتي زاباروجيا وخيرسون وشبه جزيرة القرم الاستراتيجية على البحر الأسود.

ويزعم بوتين أن القرم والمحافظات الأربع كلها تابعة لروسيا. ووفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر، يمارس ترامب ضغوطًا على كييف لسحب قواتها من الجزء الصغير الذي تسيطر عليه في دونيتسك ضمن صفقة سلام مقترحة، وهو مطلب يرفضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وغالبية الأوكرانيين.

قال مسؤول بالبيت الأبيض، دون التطرق للتقارير الاستخباراتية، إن «فريق الرئيس أحرز تقدمًا هائلًا فيما يتعلق بإنهاء الحرب»، وأن ترامب صرح بأن صفقة السلام «أقرب من أي وقت مضى».

وفي منشور على منصة X يوم السبت، قالت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد إن ضباط الاستخبارات قدّموا إحاطات للنواب تفيد بأن «روسيا تسعى لتجنب حرب أكبر مع أوروبا»، وأن أداء قواتها في أوكرانيا يُظهر أنها تفتقر حاليًا إلى القدرة على احتلال «كامل أوكرانيا، ناهيك عن أوروبا».

التقدم بشأن ضمانات الأمن

لأسابيع، كان مفاوضو ترامب – صهره جاريد كوشنر والمطور العقاري الملياردير ستيف ويتكوف – يجريون مفاوضات حول خطة السلام المكونة من 20 نقطة مع المسؤولين الأوكرانيين والروس والأوروبيين.

وبينما يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم أحرزوا تقدمًا، لا تزال هناك خلافات كبيرة بشأن قضايا الأراضي.

وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن كوشنر وويتكوف اجتمعا يوم الجمعة مع المفاوضين الأوكرانيين في ميامي، وكان من المقرر أن يعقدا محادثات مع ممثلين روس خلال عطلة نهاية الأسبوع.

توصل مفاوضون أمريكيون وأوكرانيون وأوروبيون يوم الاثنين في محادثات برلين، وفق ما أفاد به أربعة دبلوماسيين أوروبيين ومصدران مطلعان، إلى توافق واسع بشأن ما وصفوه بضمانات قوية مدعومة من الولايات المتحدة لأمن أوكرانيا ضد أي عدوان روسي مستقبلي.

وقال مصدر ودبلوماسي إن تلك الضمانات تعتمد على موافقة زيلينسكي على التنازل عن أراضٍ لروسيا، لكن دبلوماسيين آخرين أكدوا أن الأمر ليس كذلك وأن البدائل ما زالت قيد البحث، حيث أن زيلينسكي قد استبعد التنازل عن الأراضي.

وأضاف الدبلوماسيون أن الضمانات، التي ستصبح سارية المفعول بعد توقيع اتفاق السلام، تنص على نشر قوة أمنية أوروبية في المقام الأول في الدول المجاورة وأوكرانيا بعيدًا عن خطوط المواجهة للمساعدة في صد أي هجوم روسي مستقبلي.

وقال المصدر إن الجيش الأوكراني سيُحدد بحد أقصى 800,000 جندي، لكن عدة دبلوماسيين أشاروا إلى أن روسيا تسعى لحد أدنى أقل، وهو ما يبدو أن الأمريكيين منفتحون عليه.

وقالوا إن الولايات المتحدة ستقدم الدعم الاستخباراتي وغيره، وسيتم التصديق على الحزمة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي. وبحسب مصدرين مطلعين على المفاوضات، فإن خطة واشنطن ستشمل أيضًا دوريات جوية مدعومة أمريكيًا فوق أوكرانيا.

وبدا زيلينسكي يوم الخميس حذرًا إزاء المقترحات، قائلاً: «هناك سؤال لم أجد له جوابًا بعد: ماذا ستفعل هذه الضمانات الأمنية فعلًا؟»

ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كان بوتين سيوافق على مثل هذه الضمانات، إذ رفض مرارًا نشر قوات أجنبية في أوكرانيا.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا