الغزيون المتعبون ينتزعون قضبان الحديد من بين الركام لبناء الخيام وكسب رزقهم

photo 2025 12 12 04 53 51

مع اشتداد برد الشتاء في غزة، يخرج الفلسطينيون الذين فقدوا منازلهم نتيجة الحرب كل يوم إلى بيوت دمّرها الاحتلال الإسرائيلي. وهناك ينتزعون قضبان الحديد من الجدران ليشدّوا بها خيامهم الهشّة أو ليبيعوها طلبًا لقدر يسير من الرزق في رقعة محاصرة سيستغرق تعافيها من آثار الحرب أعوامًا طويلة.

وقد غدت تلك القضبان بضاعة نافقة في غزة، إذ تتلوّى وسط الركام الذي خلّفته الحملة العسكرية الإسرائيلية التي لم تُبقِ على كثير من المنازل. فبعض الأهالي يقضون أيامًا وهم يطرقون كتل الإسمنت السميكة لاستخراجها، وآخرون يكدحون في هذا العمل المرهق أسبوعًا أو أكثر.

وبأدوات بدائية لا تتجاوز المجارف والمعاول والمطارق، يمضي العمل ببطء السلحفاة.

الأمم المتحدة: الحرب خلّفت ٦١ مليون طن من الركام

كانت تلك القضبان، يومًا ما، تسند جدران بيوتٍ عائلية من الإسمنت، أمّا اليوم فقد صارت تُوجَّه لإقامة خيام ملحّة الحاجة مع هبوط درجات الحرارة ليلًا. وقد أغرقت العواصف المطرية العاتية ما تبقّى من متاع الغزيين الضئيل، فزادت من محنتهم.

وكان الفلسطيني وائل الجبر، الأب لستة أطفال والبالغ من العمر ثلاثة وخمسين عامًا، يجمع شتات خيمة مرتجلة وهو يحاول دقّ قضيبين من الحديد ليلتحما.
وقال: “لا أملك ثمن الخشب بطبيعة الحال فلجأت إلى اقتلاع هذا الحديد من المنزل. المنزل مكوّن من خمسة طوابق. لا نملك شيئًا سوى الله وهذا البيت الذي كان يؤوينا.”

في تشرين الثاني، ذكرت وكالة الأمم المتحدة الإنمائية أن الحرب في غزة خلّفت 61 مليون طن من الركام، اعتمادًا على تقديرات مستندة إلى صور الأقمار الصناعية، مشيرةً إلى أن معظم هذا الركام يمكن إزالته خلال سبعة أعوام إذا توافرت الظروف الملائمة.

قضيب الحديد قد يبلغ ثمنه 15 دولارًا

قضيب معدني بطول عشرة أمتار يكلّف العائلات المشرّدة خمسة عشر دولارًا، وهو مبلغ مرهق لمن لا يكاد يملك شيئًا من النقد.

حاملًا دلاء ثقيلة من الركام ودافعًا عربة يدوية، وصف سليمان العرجا، البالغ تسعة عشر عامًا، يومًا اعتياديًا في رحلة البحث عن قضبان الحديد.
قال: “نمرّ على البيوت المدمّرة ونتفق مع صاحب المنزل. يخيّرنا بين تنظيف البيت من الركام مقابل الحديد، أو تنظيفه مقابل المال. فنقول له إننا نريد الحديد، ونبدأ في تكسير الإسمنت لاستخراجه. كما ترى، نمضي أسبوعًا، وأحيانًا أسبوعًا ونصفًا.”

وقال هيثم الربيع، البالغ تسعةً وعشرين عامًا: “نقوم بهذا العمل لنوفّر قوت يومنا، ونؤمّن طعامنا وشرابنا، ونغطي نفقات معيشتنا دون أن نحتاج أحدًا، فنكتسب رزقنا بوسيلة حلال وبجهدٍ من أيدينا… ها هما يداي”.

ويحمّل الفلسطينيون الاحتلال مسؤولية حرمان غزة من قضبان الحديد.

وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن مواد البناء تُعدّ من الأصناف ذات الاستخدام المزدوج — أي التي يمكن توظيفها في أغراض مدنية وأخرى عسكرية — ولن يُسمح بدخولها إلى غزة إلا في المرحلة الثانية من خطة السلام التي تقودها الولايات المتحدة. وذكر المسؤول أنّ هذه المخاوف متأتية من احتمال استخدام تلك المواد في إنشاء الأنفاق التي استخدمتها حركة حماس.

المصدر: رويترز.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا