تشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا إسرائيليًا غير مسبوق منذ مطلع عام 1446 هـ ( 2024 م ) يتجلى في توسع استيطاني سريع، تصاعد عنف المستوطنين، وعمليات تهجير قسري لعشرات آلاف الفلسطينيين، وسط صمت دولي وتآكل واضح لحل الدولتين.
الوضع الميداني – تهجير وقمع يومي
• أكثر من 40,000 فلسطيني تم تهجيرهم قسرًا خلال الأشهر الأخيرة، خاصة من القرى البدوية والمناطق المحاذية للمستوطنات.
• تنفيذ مئات المداهمات العسكرية في مدن مثل جنين، نابلس، والخليل، رافقتها اغتيالات ميدانية واعتقالات جماعية.
• تدمير منهجي للمنازل والبنى التحتية: 988 وحدة سكنية هُدمت كليًا أو جزئيًا، بما فيها منازل لعائلات كاملة.
المستوطنات والضم الفعلي
• خلال عام واحد، أقرت الحكومة الإسرائيلية بناء 22 مستوطنة جديدة، وأعلنت تقنين 59 بؤرة استيطانية غير شرعية.
• خارطة الضفة تغيّرت جذريًا: تم تقطيع أوصال المدن والقرى الفلسطينية بجدران، وشوارع مخصصة للمستوطنين.
• هذه السياسات تُعدّ تنفيذًا عمليًا لخطة الضم التدريجي التي تهدف إلى فرض السيادة الإسرائيلية على 60% من الضفة (مناطق C).
عنف المستوطنين – حرب غير معلنة
• المستوطنون نفذوا أكثر من 415 اعتداءً في مايو وحده، شملت قتل رعاة أغنام، حرق أراضٍ زراعية، وتخريب ممتلكات.
• هذه الاعتداءات تتم غالبًا برعاية الجيش الإسرائيلي الذي يوفر الحماية أو يتغاضى عن الجرائم.
• بعض القرى أُفرغت تمامًا بعد حصارها من مستوطنين مسلحين (مثل خربة زنوتا وخربة حمصة).
خروقات صارخة للقانون الدولي
• المستوطنات تُعد غير شرعية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة (المادة 49) التي تحظر نقل سكان الدولة المحتلة لأراضٍ محتلة.
• الأمم المتحدة أدانت بشدة مخططات الضم ووصفتها بأنها “إعدام فعلي لحل الدولتين”.
• الاتحاد الأوروبي طالب إسرائيل بوقف جميع أشكال التوسع الاستيطاني، لكنه لم يفرض أي عقوبات فعالة حتى الآن.
الأهداف الإسرائيلية الخفية
• تهدف إسرائيل إلى فرض أمر واقع يجعل إقامة دولة فلسطينية مستحيلة، عبر:
• تفريغ المناطق الحيوية من سكانها.
• محو الهوية الجغرافية والديمغرافية للضفة.
• دمج المستوطنات ضمن حدودها بشكل غير معلن.
الضفة الغربية اليوم تواجه سياسة ضم بطيئة وممنهجة، تعتمد على التهجير، الاستيطان، والعنف المسلح. وفي ظل غياب موقف دولي حازم، تبدو إسرائيل ماضية في تغيير جذري للواقع على الأرض، يُقوّض كل ما تبقى من فرص لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
المصادر: تقارير الأمم المتحدة – منظمة بتسيلم – الجزيرة – رويترز – الغارديان
اترك تعليقاً