غالبًا ما يتم طرح وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان في عام 2021 كنتيجة محتملة في الصومال.
ويبدو أن هذا التشبيه قد اكتسب المزيد من الإلحاح في الآونة الأخيرة مع استعادة حركة الشباب بعض الأراضي التي تم إجلاؤها منها منذ عام 2022.
وفي حين أن هذا التشبيه مفيد في بعض النواحي – بما في ذلك تسليط الضوء على مرونة حركة الشباب العنيدة وهشاشة الحكومة الصومالية – إلا أنه مضلل في جانب واحد مهم: لم يكن الوجود العسكري الأمريكي في الصومال قابلاً للمقارنة أبدًا مع الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، والذي وصل في ذروته إلى أكثر من 100,000 جندي.
وبالمقارنة، فإن الولايات المتحدة لديها ما بين 500 إلى 600 عسكري في الصومال، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سعيها إلى تجنب التكاليف التي تأتي مع نشر أعداد كبيرة من قواتها، والاعتماد بدلا من ذلك على القوات الصومالية وغيرها من القوات الأفريقية لمحاربة حركة الشباب.
على مدى العقد الماضي، قامت الولايات المتحدة بتدريب وتجهيز وتمويل وحدة كوماندوز النخبة، “الداناب” (البرق)، والتي يبلغ عددها ما بين 3000 إلى 5000 جندي.
وإلى جانب الاتحاد الأوروبي، كانت الولايات المتحدة مساهمًا ماليًا رئيسيًا في مهمة الاتحاد الأفريقي في الصومال، والتي ضمت في وقت ما 22 ألف جندي.
لكن الولايات المتحدة أشارت مؤخرًا إلى أنه سيتم قطع الدعم المالي لبعثة الاتحاد الأفريقي، وليس من الواضح كيف سيتم تمويل بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم وتحقيق الاستقرار المكلفة حديثًا.
وبالتالي، ليس من المؤكد أن تخفيض الوجود الدبلوماسي الأمريكي من شأنه أن يغير الوضع على الأرض بشكل كبير بالنظر إلى مدى المشاركة العسكرية الأمريكية في الصومال.
علاوة على ذلك، هناك لاعبون آخرون يشكلون المشهد السياسي والاقتصادي والأمني في الصومال، بما في ذلك إثيوبيا، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة.
يمكن القول إن تركيا هي الشريك الأمني والدبلوماسي الأكثر أهمية لمقديشو اليوم.
وتمتلك تركيا أكبر سفارة لها في مقديشو، بالإضافة إلى مركز تدريب عسكري، وهو معسكر تركسوم.
وقد قعت الصومال وتركيا مجموعة من الاتفاقيات العسكرية والأمنية والاقتصادية خلال العقد ونصف العقد الماضيين.
وتُعتبر قوات “غورغور” (النسر) المدربة من قِبل تركيا، إلى جانب وحدة داناب المدربة في الولايات المتحدة، أكثر الوحدتين القتاليتين فعالية ضد حركة الشباب.
وبينما حققت حركة الشباب بعض المكاسب خلال الشهرين الماضيين، قام الرئيس حسن شيخ محمود برحلتين إلى أنقرة، حيث وردت تقارير أنه وقع على اتفاق من شأنه أن يسمح للقوات الخاصة التركية بمساعدة وقيادة قوات الأمن الصومالية بشكل فعال في المعارك ضد الحركة.
وفي ضوء الدور البارز المتزايد الذي تلعبه تركيا في الحسابات الأمنية/العسكرية لمقديشو، فإن تقليص الوجود الدبلوماسي الأمريكي في مقديشو قد يكون له تأثير محدود.
ويمكننا، بدلاً من ذلك، أن نرى تعميق المساعدات العسكرية/الأمنية التركية لمقديشو، والمشاركة في القتال ضد حركة الشباب.
Responsible Statecraft
اترك تعليقاً