دافع رئيس لبنان ميشال عون يوم الجمعة عن قراره توسيع المحادثات مع “إسرائيل” كوسيلة لتجنب المزيد من العنف لكن زعيم جماعة حزب الله المسلحة وصف القرار بأنه خطأ فادح مما يرفع الغطاء عن الانقسامات في لحظة فاصلة في تاريخ البلاد.
أرسلت “إسرائيل” ولبنان، الأربعاء، مبعوثين مدنيين إلى لجنة عسكرية تراقب وقف إطلاق النار بينهما، في خطوة نحو مطلب أميركي صدر قبل أشهر بأن توسع الدولتان المحادثات بما يتماشى مع أجندة الرئيس دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
وقال رئيس لبنان جوزف عون لممثلي مجلس الأمن الدولي الزائرين إن بلاده “اعتمدت خيار المفاوضات مع إسرائيل” وأنه “لا عودة إلى الوراء”.
وقال عون في بيان يوم الجمعة إن “هذه المفاوضات تهدف بشكل رئيسي إلى وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل على الأراضي اللبنانية، وتأمين عودة الأسرى، وجدولة الانسحاب من المناطق المحتلة، وحل النقاط المتنازع عليها على طول الخط الأزرق”، في إشارة إلى الخط الذي رسمته الأمم المتحدة والذي يفصل “إسرائيل” عن لبنان.
حزب الله يصف هذه الخطوة بـ”التنازل المجاني”
لكن المحادثات الموسعة تعرضت لانتقادات من قبل جماعة حزب الله المسلحة.
وقال رئيس اللجنة نعيم قاسم، الجمعة، إن إرسال مندوب مدني إلى لجنة مراقبة الهدنة كان “خطأ فادحا”، وحث الحكومة على إعادة النظر في قرارها.
وقال قاسم “قدمتم تنازلا مجانيا لن يغير شيئا في موقف العدو أو اعتداءاته”.
لقد كانت لبنان و”إسرائيل” دولتين عدوتين رسميًا لأكثر من 70 عامًا، وكانت الاجتماعات بين المسؤولين المدنيين في البلدين نادرة للغاية طوال تاريخهما المضطرب.
على مدار العام الماضي، اجتمع مسؤولون عسكريون كجزء من لجنة برئاسة الولايات المتحدة لمراقبة هدنة عام 2024 التي أنهت أكثر من عام من القتال بين “إسرائيل” وحزب الله والذي أضعف الجماعة المسلحة اللبنانية بشدة.
في تلك الأثناء، واصلت “إسرائيل” غاراتها الجوية على ما وصفته بمحاولات حزب الله لإعادة التسلح، في انتهاك للهدنة. وتقول لبنان إن تلك الغارات واحتلال “إسرائيل” لأراضٍ جنوبية لبنانية يُعدّان خرقًا لوقف إطلاق النار.
وتتزايد المخاوف في لبنان من أن “إسرائيل” قد توسع نطاق حملتها الجوية لتزيد الضغوط على الحكومة اللبنانية لحملها على نزع سلاح حزب الله بسرعة أكبر في جميع أنحاء البلاد.
ورفضت الجماعة تسليم سلاحها بالكامل وأثارت شبح الصراع الداخلي إذا حاولت الدولة مواجهتها.
المصدر: رويترز.




اترك تعليقاً