في 1446هـ (يونيو 2025م)، تعاون المصوّر الصحفي الروهينجا، صحات زيا هيرو، مع المصوّر الأسترالي فيكتور كارينغال، لإنتاج سلسلة من الصور الفوتوغرافية تجسّد كيف تأقلم الروهينجا مع تفاصيل الحياة اليومية في مخيمات اللاجئين في كوتابالونغ ببنغلادش. وتشكّل هذه السلسلة جزءاً من مشروع “ورقة القلقاس”، وهو مشروع مناصرة يتخذ من ورقة القلقاس رمزاً لسرد حكاية انعدام الجنسية لدى الروهينجا.
قبل ثمانية أعوام، وصل إلى بنغلادش أكثر من سبعمائة ألف من الروهينجا هاربين من حملة عنف ممنهجة وشديدة القسوة شنّها الجيش في ميانمار.

رجل من الروهينجا يسير وحيداً عبر مخيمات اللاجئين في كوتابالونغ، بنغلادش، 1446هـ (يونيو 2025م).
في عام 1438هـ (2017م)، جرى اجتثاث مساحات واسعة من الغابات لإفساح المجال لإقامة الملاجئ، بعدما فرّ أكثر من سبعمائة ألف من الروهينجا من بطش العنف في ميانمار، ملتجئين إلى بنغلاديش المجاورة. وقد عاد الغطاء النباتي لينمو من جديد، فوفّر ظلالاً تمسّ الحاجة إليها في حرّ المخيمات المكتظة، غير أنّه يحمل في طياته أيضاً دلالة على ثمانية أعوام من الفراق والاقتلاع عن الوطن الذي يكابده الروهينجا.
اخترنا هذه الصورة لعرض مشهد المساكن المتراصّة في المخيمات. فهي على اتساعها الطاغي تبدو محصورة، مقيدة، مثقلة بالضيق. ويشير زيا إلى أنّ اخضرار الطبيعة وجمال عودتها للنمو يقف في تضاد صارخ مع بؤس الظروف التي تكتنف الملاجئ المؤقتة التي يقطنها الروهينجا.

امرأة من الروهينجا تدخل عيادة “أطباء بلا حدود” في بالوخالي، داخل مخيم كوتابالونغ للاجئين، بنغلادش، يونيو 2025.
تمضي المرأة في المخيم، ينهكها المطر المنهمر. المطر المعلّق في الهواء يشبه حال الروهينجا في معاناتهم، وكأن حياتهم متوقفة عند لحظة معلّقة لا تنقضي.

رجل يصلح مأواه في مخيمات كوتابالونغ، بنغلادش، يونيو 2025.
صادفنا هذا الرجل وهو يقوم بإصلاح مأواه أثناء تجوالنا في الشوارع الضيقة للمخيمات. بدا ذا قوة ملحوظة وهو يعتني بالمأوى المؤقت المصنوع من الخيزران الذي يحمي أسرته خلال عواصف الرياح الموسمية. إنها قوة وصمود يسهل تصويرهما، لكن ما مثّله هذا الرجل بالنسبة لي هو صورة جميع الروهينجا – شعب يضطر لأن يكون قويّاً من أجل البقاء، حاملين أعباء عاطفية تفوق ما ينبغي لأي إنسان أن يتحمّله.

فتاة من الروهينجا تدرس في مأواها، بنغلاديش، يونيو 2025.
مع خفض المساعدات مؤخراً في المخيمات، أُغلقت مراكز التعليم، وتم إنهاء عقود 1,179 معلماً محلياً داخل المخيمات. يُنظر إلى التعليم في هذه المخيمات على أنه إحدى الفرص القليلة المتاحة لشباب الروهينجا لتحسين أوضاعهم.
اخترنا هذه الصورة لأنها تجسّد هشاشة الشباب الروهينجا وأملهم، وكيف أن القرارات المتخذة اليوم ستلقي بتأثيراتها المتتابعة على الأجيال القادمة.

الأطفال يلعبون في المخيم، بنغلاديش، يونيو 2025.
تخلق لحظات اللعب والخيال لدى الأطفال متنفساً يخفف من تحديات الحياة اليومية في المخيمات. إن رؤيتهم لمستقبل أفضل ليست مجرد تعبير عن الأمل فحسب، بل وسيلة للتعامل مع الواقع القاسي من حولهم.
أثناء تجوالنا في المخيمات، لاحظنا الأطفال في كل مكان – يضحكون ويلعبون، وأحياناً يُوبّخون. كانوا يضفون الحياة على المخيمات ويمدّونها بزوايا من الفرح. وأشار زيا إلى أن كثرة الأطفال ترجع جزئياً إلى إغلاق المدارس نتيجة تخفيضات المساعدات.

طفل يطل على المخيمات من قمة تلة متآكلة، بنغلاديش، يونيو 2025.
اخترنا هذه الصورة لتسليط الضوء على خطر الانهيارات الأرضية الناجمة عن أمطار الرياح الموسمية والفيضانات، وعلى تآكل التربة في المخيمات. كان قد بُني هنا مأوى أصلاً، لكنه فقد في انهيار أرضي. وما زالت المنطقة الآن غير مستقرة وغير مأهولة، رغم وقوف الطفل وابتسامه على قمة التلة.

طفل صغير يُرى من خلال القماش المشمع، بنغلادش، يونيو 2025.
اخترنا هذه المجموعة من الصور لأنها تجسّد بصرياً شعوراً بالاحتجاز، وهو شعور يعبّر عنه العديد من الروهينجا في المخيمات أثناء حياتهم خلف الأسلاك الشائكة المحيطة بالمخيم.

دجاجة في حظيرة مؤقتة أمام مأوى مؤقت، بنغلاديش، يونيو 2025.
كان الزراعة جزءاً لا يتجزأ من حياة الروهينجا خلال طفولة زيا. وفي المخيمات المكتظة حيث لا يملك الناس منازل دائمة أو أراضٍ أو مساحات، نادراً ما يتمكن السكان من تربية الماشية أو زراعة ما يكفي من الخضروات لكسب الرزق أو لتأمين البقاء.

عامل يومي يُحضّر مواد الخيزران لبناء وصيانة الملاجئ، بنغلاديش، يونيو 2025.
أوضح زيا أن الخيزران كان مادة بناء تقليدية في ثقافة الروهينجا. في هذه الصورة، يبدو الخيزران طازجاً وأخضر، إلا أن جودته أدنى مما كان يستخدمه الروهينجا لبناء منازلهم وهياكلهم في أراكان، ميانمار.

معبر جسر يفصل بين أحياء المخيم في مخيم كوتابالونغ للاجئين، بنغلاديش، يونيو 2025.
راقبنا الناس وهم يعبرون جسر الخيزران: فتاتان تخطوان بحذر، وولدان يتسابقان نحو القمة، يقفزان إلى الماء بحركات بهلوانية. التقط زيا صوراً لهذا المعبر على مدى السنوات الثماني التي قضاهن في المخيمات. كان هناك جسر أوسع في السابق، لكنه تآكل وجرفته الفيضانات على مدار مواسم متعددة. ورغم مظهره الهش، فإن الجسر الجديد يوفّر طريق وصول حيوياً بين المخيمات المجاورة.

نقل رجل إلى منشأة صحية. بنغلاديش، يونيو 2025.
عادةً ما يسافر العاملون في المنظمات غير الحكومية والزوار الأجانب إلى المخيمات عبر الطرق الرئيسية، لكن في أعماق المخيمات تصبح الممرات أضيق بكثير، وأوضح ضياء أن العديد من المناطق لا يمكن الوصول إليها إلا سيرًا على الأقدام. وعندما تنشأ حاجة طبية، يجب حمل الأشخاص إلى أقرب مستشفى، وهي رحلة شاقة قد تستغرق ساعات وسط ظروف الأمطار الموسمية.
medicine sans frontieres
اترك تعليقاً