الحكومة السورية تستخدم المروحيات للمرة الأولى في الساحل

845

أسفرت ثلاثة أيام من الاشتباكات بين مقاتلين تابعين لقيادة سوريا الجديدة وأنصار الدكتاتور المخلوع بشار الأسد عن مقتل عشرات المدنيين، وفقًا لمجموعتين لمراقبة الحرب، أفادتا يوم السبت أن العديد منهم قُتلوا على يد قوات الحكومة. بحسب ما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

واستشهدت الصحيفة بتصريحات المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، وهو مرصد متهم بميوله للنظام المخلوع، حيث صرح بأن أكثر من 500 شخص قُتلوا منذ يوم الخميس في محافظتي طرطوس واللاذقية الساحليتين، بينهم أكثر من 300 مدني، معظمهم قتلوا على يد مقاتلي الحكومة، وهو ما ينكره الناشطون السوريون على مواقع التواصل وينكرون استغلال المنصات الإعلامية لتصريحات المرصد المتهم الذي يفتقد للمصداقية.

واستشهدت الصحيفة الأمريكية بتصريح الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي مجموعة أخرى لمراقبة النزاع، بأن قوات الأمن الحكومية قتلت نحو 125 مدنيًا، مضيفة أن الضحايا شملوا رجالًا من جميع الأعمار، وأن القوات لم تميز بين المدنيين والمقاتلين. على حد تعبيرها.

وقال مسؤولون في وزارة الإعلام ردا على الاتهامات بقتل المدنيين، إنهم يرفضون “المزاعم غير الموثقة التي تتهم القوات الحكومية بارتكاب انتهاكات”، لكنهم أكدوا أن الحكومة ملتزمة بإجراء تحقيقات شاملة وستحاسب من يثبت تورطهم في إيذاء المدنيين.

وجاء في بيان الوزارة: “تؤكد الحكومة السورية أن قواتها تعمل وفق معايير صارمة تحترم القانون الإنساني الدولي وتحرص على حماية المدنيين خلال عملياتها”.

وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن الموالين للأسد المخلوع قتلوا أكثر من 100 عنصر من قوات الأمن التابعة للحكومة الجديدة.

وأعلنت وزارة الدفاع عبر وسائل الإعلام الرسمية السورية بعد ظهر السبت أن القوات استعادت السيطرة على معظم المناطق التي استولى عليها بقايا النظام السابق، وأن الطرق المؤدية إلى الساحل أُغلقت “لتنظيم الأوضاع، ومنع الانتهاكات، وإعادة الاستقرار تدريجيًا إلى المنطقة”.

وبحسب الصحيفة يعد هذا التصعيد الأكثر دموية منذ الإطاحة بنظام الأسد في أوائل ديسمبر على يد المتمردين الذين أصبحوا القادة الجدد للبلاد، وهو يشكل اختبارًا كبيرًا لسلطة الحكومة الجديدة، كما أثار مخاوف من اندلاع صراع طائفي واسع في سوريا، حيث لا تزال التوترات مرتفعة بسبب الحرب الأهلية.

وسُمح للهلال الأحمر السوري بالدخول إلى إحدى البلدات التي سقط فيها العديد من الجرحى لإجلاء المصابين، وفقًا لحيدرة يونس، المتحدث باسم فرع الهلال الأحمر في طرطوس.

وبدأت الاشتباكات يوم الخميس بعد أن قتل موالون للأسد 16 عنصرًا من قوات الأمن الحكومية في محافظة اللاذقية، في أعنف هجوم حتى الآن على قوات الأمن التابعة للنظام الجديد، وفقًا لمسؤولين حكوميين والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وسرعان ما امتدت أعمال العنف إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس، اللتين كانتا من معاقل الأسد التقليدية على الساحل المتوسطي، حيث تعيش غالبية العلويين في سوريا.

ويعتقد أن بقايا مسلحة من النظام المخلوع منتشرة في هاتين المحافظتين، مما يشكل تحديًا للقيادة الجديدة وهي تحاول فرض سلطتها وتوحيد البلاد بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب الأهلية.

وردت الحكومة على الهجوم الأولي يوم الخميس بنشر آلاف من قوات الأمن والجنود من مناطق أخرى إلى الساحل المضطرب، وتسعى الحكومة إلى تصوير هذه الاشتباكات على أنها معركة شرعية ضد فلول نظام وحشي.

واستخدمت القوات الحكومية الجديدة مروحيات مزودة برشاشات يوم الخميس في المناطق الجبلية بالساحل للمرة الأولى، وفقًا لمسؤول حكومي في المنطقة الساحلية، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث إلى الصحافة، وأضاف المسؤول أن المروحيات استُخدمت في مناطق يتمركز فيها مسلحون موالون للأسد المخلوع.

وأظهر مقطع فيديو، تحققت منه نيويورك تايمز وتم تصويره على الساحل غربي مطار اللاذقية، مقاتلين حكوميين يعيدون استخدام قنابل بحرية روسية الصنع من طراز RBG-25 بإلقائها من مؤخرة مروحية كقنابل، ولم يرد متحدث باسم الحكومة في اللاذقية على طلب التعليق بشأن الفيديو.

وقال الصحفي محمد العثمان، العامل في وسائل الإعلام الرسمية السورية، إن هذه الذخائر أُلقيت على المناطق الجبلية التي لا تزال تضم بقايا النظام السابق.

وقد واجه نظام الأسد إدانة دولية لاستخدامه المتكرر للمروحيات في عمليات قصف عشوائية، حيث كان يلقي “البراميل المتفجرة” على التجمعات السكانية المدنية لسنوات.

ويبدو أن استخدام الذخائر المضادة للغواصات لهذا الغرض يتماشى مع نمط النظام السابق في استخدام أي وسيلة متاحة، سواء كانت مصنعة محليًا أو معاد توظيفها، لتنفيذ هجمات جوية عبر المروحيات. بحسب تعليق الصحيفة الأمريكية.

وقال تريفور بول، الخبير السابق في تفكيك الذخائر في الجيش الأميركي، إن الذخائر المستخدمة في الهجمات بالمروحيات تبدو وكأنها قنابل بحرية روسية RBG-25، وهي عادة تُطلق من السفن لاستخدامها ضد الغواصات، ويُرجح أنها من مخزون النظام السابق.

وأضاف بول: “هذه طريقة مختلفة تمامًا عن طريقة استخدامها الأصلية، ولن تسبب نفس مقدار الدمار الذي تسببت به البراميل المتفجرة التي استخدمها نظام الأسد في العادة”.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا