كانت “إسرائيل” قد وافقت على فتح معبر رفح ضمن اتفاق تهدئة أكتوبر مع حركة حماس، إلا أنها أبقته مغلقًا، في حين نفت مصر إمكانية إعادة فتح الحدود في وقت قريب.
أعلنت “إسرائيل” يوم الأربعاء أنها ستبدأ في السماح لبعض الفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة إلى مصر “في الأيام المقبلة” عبر معبر رفح.
وقالت إدارة الشؤون الإنسانية التابعة للجيش الإسرائيلي، المعروفة اختصارًا باسم COGAT، إن المعبر سيفتح في اتجاه واحد فقط، مما يسمح للفلسطينيين بمغادرة غزة دون العودة، وأنه سيكون خاضعًا جزئيًا لإشراف الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع مصر وإسرائيل.
إلا أن الحكومة المصرية نفت يوم الأربعاء وجود أي تنسيق مع إسرائيل لإعادة فتح معبر رفح.
قالت هيئة المعلومات الحكومية المصرية إنّه وفقًا لوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه بين “إسرائيل” وحماس في أكتوبر، كان من المفترض أن يكون المعبر الحدودي مفتوحًا في كلا الاتجاهين. وبالإضافة إلى السماح للفلسطينيين بمغادرة غزة إلى مصر، فإنّ ذلك على الأرجح يعني أنّ عشرات الآلاف من الغزيين الذين نزحوا إلى مصر يمكنهم أيضًا البدء بالعودة إلى ديارهم.
وقد اتفقت “إسرائيل” وحماس على تلك البنود العامة لإعادة فتح المعبر في منتصف أكتوبر، حينما وقّعا على وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب التي استمرت عامين في غزة. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن لاحقًا أنّ معبر رفح سيظل مغلقًا حتى إشعار آخر.
وأفادت شوش بيدروسيان، المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، للصحفيين يوم الأربعاء أنّ فتح رفح مرتبط بإعادة حماس لجثتين أخريين يُعتقد أنّهما آخر الأسرى الذين لا يزالون في غزة. وفي يوم الأربعاء نفسه، سلّمت حماس جثمانًا آخر لـ “إسرائيل” للتعرف عليه.
ولا يزال الكثير حول كيفية تشغيل معبر رفح غير واضح، مثل موعد إعادة فتحه بالضبط وعدد الفلسطينيين الذين سيسمح لهم بالمغادرة.
كان معبر رفح هو الطريق الرئيسي لخروج الفلسطينيين من غزة خلال الأشهر الأولى من الحرب، وكان بوابة للعديد من الراغبين في تلقي العلاج الطبي في الخارج، رغم أن “إسرائيل” سمحت أيضًا لبعضهم بالمغادرة عبر أراضيها.
غزت القوات الإسرائيلية رفح في مايو 2024 واستولت على المعبر، ولم تتمكن “إسرائيل” ومصر من الاتفاق على آلية لإعادة فتح الحدود، ما حوّل دون حصول بعض الفلسطينيين المرضى والمصابين على العلاج الطبي الملائم.
وأفادت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع أن نحو 16,500 فلسطيني مريض ومصاب لا يزالون بحاجة إلى علاج غير متاح في القطاع المنكوب.
وقد أعيد فتح معبر رفح لفترة وجيزة في فبراير خلال هدنة انهارت في منتصف مارس، حيث ساعد مراقبو الحدود التابعون للاتحاد الأوروبي، إلى جانب ضباط من السلطة الفلسطينية المدعومة دوليًا، في الإشراف على عمليات المعبر.
طوال فترة الحرب، لم يتمكن معظم سكان غزة من الفرار من الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى الدول المجاورة. وكان على من تمكنوا من المغادرة في كثير من الأحيان الحصول على موافقة أجهزة الأمن الإسرائيلية والمصرية.
أُخذ أكثر من 250 إسرائيليًا وأجنبيًا رهائن خلال الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. في أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حماس سراح آخر عشرين رهينة ناجين، والتزمت بتسليم رفات القتلى. إلا أن هذه العملية استغرقت وقتًا، إذ تقول حماس إن بعضهم فُقد تحت الأنقاض، بينما اتهم مسؤولون إسرائيليون حماس بالتباطؤ.
يُعتقد أن جثتين – لإسرائيلي وتايلاندي – لا تزالان في مكان ما في غزة. ويقوم مسؤولون من حماس، برفقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتنقيب في أجزاء من غزة للعثور عليهما.
في حال العثور على جثة، ستجري السلطات الإسرائيلية فحوصات جنائية لتحديد ما إذا كانت تعود لأحد الشخصين الأخيرين اللذين يُعتقد أنهما أُسرا. يوم الثلاثاء، سلمت حماس رفاتًا قال مسؤولون إسرائيليون لاحقًا إنها لا تخص أحد الرهائن.
نيويورك تايمز.




اترك تعليقاً