يتعرض الأويغور في إقليم تركستان الشرقية (شينجيانج) لقمع منهجي يتجسّد في الاعتقالات الجماعية التعسفية، والتعذيب، والعمل القسري، والمراقبة الشاملة المدعومة بأنظمة تكنولوجية متطورة، فضلًا عن القيود الصارمة على الحريات الدينية والثقافية، بحسب تقرير نُشر يوم السبت.
وعلى الرغم من ادعاء السلطات الصينية إغلاق معسكرات «إعادة التأهيل»، ما زال مئات الآلاف من الأويغور عرضة لخطر السجن بتهم «التطرف»، في حين يعيش الملايين تحت قبضة الدولة التي لا ترحم، وفق ما أورده التقرير.
وأشار التقرير إلى أنّ «معدل مواليد الأويغور قد انخفض بشكل حاد في السنوات الأخيرة، وأنّ كثيرًا من الأطفال فُصلوا عن عائلاتهم ليُودَعوا في مؤسسات تابعة للدولة تهدف إلى الدمج الثقافي القسري. كما تم توثيق أكثر من ثلاثمائة منشأة اعتقال جديدة منذ عام 1438هـ (2017م)، في حين أُوكلت رعاية مئات الآلاف من القُصّر إلى الدولة بعد اعتقال ذويهم أو دفعهم إلى المنفى».
وأضاف: «القيود تتجاوز تفاصيل الحياة اليومية إلى حرية التنقل؛ إذ يتعين على الراغبين في السفر الخضوع لإجراءات تفتيش صارمة، وتقديم ضمانات، والقبول بشروط تمنع أي تواصل مع منظمات أو أفراد منتقدين للحكومة. وتبقى العائلات غالبًا رهائن بيد السلطات، مهددة بالانتقام في حال إبداء أي اعتراض».
وبحسب التقرير، فإنّ المجتمع الدولي يبدي ردود فعل متباينة تجاه الانتهاكات المستمرة ضد الأويغور؛ فبينما فرضت بعض الدول قيودًا تجارية وعقوبات، عمدت أخرى إلى ترحيل الأويغور إلى الصين، مما وضعهم في مواجهة خطر جسيم من الاضطهاد. وفي الوقت ذاته، واصلت سلاسل الفنادق الكبرى وشركات أجنبية استثماراتها في تركستان الشرقية، الأمر الذي عدّته منظمات حقوقية «جريمة ضد الإنسانية» مُطبّعة للواقع القمعي.
وسلّط التقرير الضوء على إحدى أبرز حالات القمع، مشيرًا إلى اعتقال الكاتب الأويغوري برهات تورسون، أحد أكثر الأصوات تجديدًا في الأدب الأويغوري المعاصر، عام 1439هـ (2018م)، حيث حُكم عليه بالسجن ستة عشر عامًا. وقد عُزل عن العالم الخارجي، في ظل اتهامات غامضة وذات دوافع سياسية، بزعم نشر «أفكار انفصالية».
كما أشار إلى أنّ مفكرًا أويغوريًا بارزًا آخر وقع ضحية القمع هو إلهام توختي، الاقتصادي والناشط المعروف. فقد اعتُقل عام 1435هـ (2014م) وحُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة «الانفصالية». وكان توختي قد حظي باعتراف واسع بفضل أبحاثه حول المجتمع والاقتصاد الأويغوري وجهوده لتعزيز الانسجام بين القوميات في الصين، لكن اعتقاله أثار موجة غضب دولية وجعله «رمزًا للقمع» الذي يطال المثقفين المنتقدين لسياسات بكين.
India Tribune
اترك تعليقاً