أطلقت الأمم المتحدة تحذيرًا عاجلًا بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، مؤكدة أن 18 مليون شخص، أي ما يعادل 52% من سكان البلاد البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة، سيواجهون جوعًا حادًا ابتداءً من سبتمبر القادم، ويحتاجون بشكل عاجل إلى مساعدات غذائية للحفاظ على حياتهم.
جاء هذا التحذير في بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن (أوتشا) على منصة إكس، حيث أشار إلى أن الأزمة الغذائية تزداد حدة نتيجة الصراع المستمر منذ أكثر من ثمانية أعوام، والذي أدى إلى تدمير البنية التحتية، وتعطيل سلاسل الإمدادات الغذائية، وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.
وأشار البيان إلى أن الأطفال دون الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن هم الأكثر تعرضًا للخطر، مع تسجيل حالات متزايدة من سوء التغذية الحاد في مناطق عدة، خاصة في المحافظات الشمالية والوسطى التي تشهد نزاعات مباشرة.
وأوضح البيان أن عوامل أخرى مثل تغير المناخ، والجفاف المتكرر، وتدمير الأراضي الزراعية، وارتفاع أسعار الوقود، كلها ساهمت في تفاقم الأزمة، مما يجعل الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة تحديًا يوميًا لملايين الأسر.
ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تقديم الدعم المالي والإغاثي العاجل لضمان وصول المساعدات إلى كافة المناطق المتأثرة، محذرة من أن استمرار نقص الغذاء سيؤدي إلى كارثة إنسانية شاملة، مع احتمالية وفاة آلاف الأشخاص، لا سيما الأطفال، إذا لم تتحرك الجهات المعنية بسرعة.
كما شددت الوكالات الإنسانية على أن التمويل المقدم حتى الآن يغطي جزءًا ضئيلاً من الاحتياجات الفعلية، وأن أي تأخير في تقديم المساعدات سيزيد من معاناة السكان ويعمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
وفي ختام البيان، حذرت الأمم المتحدة من أن اليمن يواجه أصعب مرحلة غذائية منذ بداية النزاع، مؤكدة أن اتخاذ إجراءات عاجلة قد ينقذ ملايين الأرواح، فيما فشلت الحلول الجزئية في معالجة الأزمة على المدى الطويل دون توقف النزاع وتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية
اترك تعليقاً